السودانيون بمختلف طوائفهم طيلة السنوات الماضية عاشوا أحداث هائلة وعانوا ما عانوا من ويلات الحروب والنزاعات والصراعات. واليوم إذا سألنا أي مواطن سوداني عن رؤيته في السودان الجديد الذي يتمناه ويريده خلال الفترة المقبلة أو في المستقبل، أعتقد جازماً أن إجابة الجميع على هذا السؤال المهم ستكون كالتالي، نريد السودان دولة أمنة تنعم بالاستقرار وتعيش في سلام. وفي الآونة الأخيرة بعد أن عشنا أياماً حالكة السواد تحت وطأة تفلتات أمنية متكررة وما صاحبتها من أعمال عنف وأحداث شغب أدت إلى إزهاق أرواح الأبرياء ودمرت ممتلكات الدولة وأملاك المواطنين، وروعت أمن الناس لم تعد لقمة العيش أو رخاء الأسعار المطلب الأول لدي جميع السودانيين، وذلك لسبب بسيط هو إن لا قيمة للعيش أو رخاء معيشة في ظل انعدام الأمن. ويمكن للإنسان أن يصبر على الجوع ويصبر على المرض ويصبر على الظلم ولكن لا يمكن أن يطيق العيش ولو للحظات في جو غير آمن. لذلك يجب علينا جميعاً أن نحرص ونعمل على إقرار الأمن وبسطه في حياتنا العامة والخاصة، ويجب أن يكون لنا جميعاً سهم في تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد .. الذي كان وحتى وقت قريب من بين دول قليلة جداً تحسد على هذه النعمة (نعمة الأمن). وفي ظل الأمن والآمان يحيي الناس مطمئنين على يومهم وغدهم وهم مستبشرون يؤدون واجبهم في هدوء واستقرار، ويستطيع كل منا القيام بدوره في الحياة وعلى أكمل وجه وبجودة عالية إتقان تام، المعلم، و الطبيب، والعامل، والموظف، والمزارع، والتاجر، والصحفي والفنان... وفي الجو الآمن يمكننا جميعاً أن نحقق التنمية المنشودة ونستطيع أن نرتقي بهذا الوطن ونصل به إلى مصاف الدول المتقدمة. وضوح أخير: وبالرجوع إلى منهجنا الإسلامي نجد أن هذا الدين القيم أولاً دعا إلى إرساء دعائم الأمن حتى يعيش الناس حياة هادئة لا يعكر صفوها خوف ولا فزع. ونجد أن الإسلام دعا لأمن النفس البشرية وحرم إزهاقها وأكد على ضرورة حقها في الحياة، ودعا إلى المحافظة على أعراض وأموال الناس جميعاً مسلمين وغير المسلمين. ونجد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أوضح بأن أسباب السعادة في الحياة الدنيا تبدأ بالأمن. وجاء ذلك في حديثه الشريف: (من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها). وكذلك نجد أن طلب الأمن تقدم على طلب الرزق في دعوة أبو الأنبياء سيدنا ((إبراهيم)) عليه السلام: وكما جاء في قوله تعالي ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير)). صدق الله العظيم * أخيراً نتمنى أن يعود السودان كما كان في السابق أكثر بلاد العالم أمناً وآمان. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 6/10/2013م