لا يمكن لأي إعلامي إن يكون محايدا تجاه قضايا أمته ووطنه ولكن هناك فرق كبير بين الحياد والكذب . والكذب هو ما ظلت تقوم به قناة العربية من تغطيات للإحداث وكذبها ليس محصورا في تغطيتها للشأن السوداني وإنما تعداه إلى كل نظام وطني . وقد ظلت قناة العربية منذ إطلاق بثها في العام 2003م خنجرا مسموما في خصر الأنظمة الوطنية وكلما تخلص شعب من الشعوب العربية والإسلامية من نظام عميل وجاء بنظام وطني حشدت العربية كل إمكانياتها لتشويه صورة النظام الوطني . تغير ثوبها كل يوم لتنهش في جسد الأنظمة العربية والوطنية حتى تسقطها . والديمقراطية عندها ليست مقدسة بل هي مرفوضة إذا أتت بحكومة وطنية أو إسلامية لنظر إلى تغطية العربية أبان ثورة 25يناير في مصر وهي الثورة التي أجبرت الرئيس حسني مبارك على التنحي ظلت العربية تساند نظام الرئيس مبارك حتى والشعب المصري يتلاحم مع الجيش . وبعد أن جاءت الانتخابات بالإسلاميين سارت العربية في نهجها وهي تصور حكم الإسلاميين في مصر و كأنه استعمار لمصر مع أنهم جاءوا محمولين على أصوات الشعب ولم يأتوا محمولين فوق ظهور الدبابات ، وفي سوريا سارت في دعم ما يسمى بالجيش الحر مع أن ملاكها يعلمون أن الهدف الاستراتيجي مما يحدث في سوريا هو تفكيك سوريا وإضعافها تمهيدا للقضاء على حسب الله في لبنان . ما تقوم به العربية تجاه السودان هذه الأيام هو جزء من مخطط الإعلام العميل الذي يريد أن يصنع ثورة من خياله ومظاهرات السودان التي خرجت في أحياء متفرقة من ولاية الخرطوم وعدد محدود من مدن السودان تصورها العربية وكأنها ثورة . هروب المشاهدين من قناة العربية وبحثهم عن قنوات صادقة وموضوعية أصبح مألوفا فما أن تدير الريموت نحو العربية حتى يفاجئك جارك دعها فإنها كاذبة ستنفق العربية مئات الملايين من الدولارات لخدمة أهدافها الدنيئة ولكن تبقى الحقيقة كما هي لن يلونها احد. نقلاً عن صحيفة الوفاق