في كل يوم يمر يثبت ياسر عرمان انه يريد الصعود على الأشلاء وجماجم ألموتي وآهات النازحين واللاجئين لا يهمه إن استمرت الحرب لأنه لم يكتوي ولن يكتوي بنارها وها هو بعد إن ظل يتحدث زماناً طويلاً باسم المهمشين يرفض المضي في طريق السلام ويضع العراقيل التي تعطل عملية التسوية في جنوب كردفان والنيل الأزرق. رضيت الحكومة إن يقود ياسر عرمان وفد المنطقتين مع انه ليس من أبنائها لأنها تنظر للهدف الاسمي وهو وقف الحرب إيذاناً بمواصلة التنمية التي عطلتها الحرب التي دارت هناك ظلت الحكومة تستجيب لكل دعوات الحوار وكلما نادي كانت وفود الحكومة تسرع الخطي وكلما طرح وقف إطلاق النار كانت استجابة الحكومة أسرع. وفي جولة المفاوضات التي تجري الآن في أديس قدمت الحكومة كل ما عندها من رؤى وأفكار لوقف الحرب والمضي في طريق التسوية السلمية ولكن عرمان يعرقل كل شيء رغم أنه يعلم ان الحكومة جاءت برؤية واضحة من أجل وقف الحرب وكلما تقدمت الحكومة برؤية عاد إلى مربعه الأول. مربع الحديث عن قضايا لا علاقة له بها وهي قضايا الحريات وهذه تم طرحها بوضوح في خطاب الرئيس البشير الأخير بل أن تفاهمات عديدة تجري الآن بشأنها من خلال الحوارات التي ابتدرها الرئيس مع قادة الأحزاب السياسية. مزايدات عرمان وتزيده ستعود عليه لان أهل المنطقتين واعون وقادرون على فرز المواقف بين من يريدون السلام والتسوية العادلة وبين من يريدون المتاجرة بقضاياهم الطريق الذي اختاره عرمان سيعصف به خارج دائرة الفعل السياسي. وقريباً سيبحث عن عاصمة أوربية يأوي إليها انتهي زمن المزايدات والتكسب باسم النازحين واللاجئين واطل زمان الحوار الموضوعي بعد ان تباينت المواقف واتضحت الرؤية وكل التجارب أثبتت ان المؤتمر الوطني جاد في الحوار بل وماضي أليه برؤية واضحة مصلحة أهل السودان في ان يعيشوا في سلام دائم وعادل. نقلاً عن صحيفة الوفاق 2014/2/18م