حالة العداء الدائمة التي ظلت عليها علاقة الحكومة بالادارة الامريكية منذ تولى ثورة الانقاذ الوطنى لمقاليد الحكم فى السودان مرده كما ظل يقال هو المشروع الأسلامى الذى أرتضته الأنقاذ وأعلانها فى سياستها الكلية تطبيق الشريعة الاسلامية كنظام للحكم وسبيل لنهضة المجتمع السودانى مما وسع رقعة العداء الغربي وخاصة من جانب الادارة الامريكية تجاة نظام الإنقاذ الذى تصور للامريكان بان بقاء الثورة سيقضى على المشروع الغربى ويفتح باب لشمس الاسلام بأن تطل على القارة الافريقية بأعتبار أن السودان يعد البوابه الرئيسية للقارة السمراء وكانت أمريكا تساند دائما معارضو الإنقاذ فى مواقفهم وخطواتهم ضدها فى أطار سياسة فرق تسد وعدو عدوك صديقك أو كما تقول الامثال فى وصف المواقف. وبالعودة لما ذكرت سابقا بأن الحكومة والامريكان ظلا فى حاله عداء دائم ترتفع وتيرته وتنخفض وفقا لسخونه الاجواء السياسية أو برودتها ولازالت شعارات ثورة الانقاذ فى أيامها الاولى محفورة فى ذاكرة الشعب السودانى على شاكله (لن نزل ولن نهان ولن نطيع الامريكان ) إلا أن الرئيس الامريكى الأسبق (جيمى كارتر ) رسم صورة مغايرة للتي إنطبعت في الاذهان حيث أشاد بالحكومة من خلال حلقة نقاشية بعنوان (السودان الفرص والتحديات )نظمها مركز( السفير أندرو يونغ) (بأتلانتا) بالوقوف الى جانب مبادرة المشير عمرالبشير رئيس الجمهورية حول الحوار الوطنى ووصفه لها بالمبادرة الجادة ونقده اللاذع للاطراف المشككه فى الحوار وقوله أن أرائها لاتستند الى الواقع وأنها زائفه بل تعدى كارتر ذلك وطالب بلاده (أمريكا ) برفع الحظر الاقتصادى عن السودان وشطب أسمه من قائمه الدول الراعية للارهاب لايفائه بالتزاماته لكن رغم أن حديث كارتر يبدو إيجابيا في مجمله مع أن كارتر لايمثل جهة رسمية في الولاياتالمتحدة إلا أن حديث لم ينزل برداً وسلاماً علي المعارضة التى كانت دوما تحظي مواقفها المناصبة العداء للحكومة بالدعم والمساندة من قبل مجموعات متنفذة سواء ب (الادارة الامريكية ) أو الكونغرس ولم تقف المعارضة مكتوفة الايدى حيال أنتقادات كارتر المبطنة لها وشنت هجوما عنيفا على الرجل الذي كان واحداً ممن منحوا الحكومة صك نزاهة الانتخابات التي جرت في العام 2010 حيث يدير كارتر مركزاً كان أحد الرقباء علي الانتخابات الاخيرة المعارضة أتهمت الرجل بلعب دور وأنفاذ مخططات أمريكية ضد السودان بل وصفته أى (كارتر )بأنه (جوكر أمريكا العجوز ) للتدخل فى شؤون الدول ولعل ماذاد النار أشتعالاً بين الطرفين مأعتبرته المعارضة تدخل سافر فى الشأن الداخلى وظهر ذلك جليا فى رد القيادى بالحزب الشيوعى ومسؤل الاعلام بقوى الاجماع الوطنى صديق يوسف فى قوله بأن كارتر ليس قيما عليهم وأنهم أحزاب سودانية تعبر عن أرائها فى شأنها الداخلى وقوله ل (أخر لحظه) بأنهم ليسوا عملاء للامريكان وأنه ليس بأستطاعة أى جهة أن تملى عليهم مايفعلون ولم يقف يوسف على ذلك بل جدد تأكيدهم على التمسك بشروطهم للقبول بالحوار الوطنى والتى أجملها فى أطلاق سراح المعتقلين السياسين والغاء عقوبات الاعدام فى حق عقار وعرمان وتهيئه الاجواء لحوار جاد وأشراك حاملى السلاح فى الحوار ولكن محمد ضياء الدين رئيس اللجنة السياسية بالتحالف والناطق الرسمى بأسم حزب البعث حذر من خطورة التدخل الامريكى فى الشؤون الداخلية للسودان أيا كانت أطرافه وأتهم كارتر بأداء أدوار وانفاذ مخططات أمريكية عبر غطاء منظمات المجتمع المدنى وإعتبر مايقوم به جيمي ماهي الا أدوار مرسومة من قبل الادارة الامريكية ووصفه لكارتر بأنه جوكر أمريكا العجوز للتدخل فى الشؤون الداخلية للدول وقال ضياء الدين فى نبره غضب (ثم من هو كارتر لتدخل فى شاننا الداخلى نحن سودانيون وهذا شأننا ولن نقبل بتدخل أى جهة أجنبية سواء كارتر أو غيره ليعرفنا ماذا نفعل ) وتساءل ربما تريد أمريكا أن تفرض علينا مصالحة أمريكية وتروضنا فى السلطة والمعارضة من أجل خدمة أجندتها ومصالحها فى المنطقة وهذا مالن يكون ومع الغضبة المضرية من المعارضة تجاه كارتر بسبب ( الحوار الوطنى ) تطل أسئله مشروعه هل ستصبح الرؤية ضبابية أمام أعين المعارضة عن حقيقة الدور الامريكى القادم مع الخرطوم أم هى متغيرات فى بحر السياسة الدولية طبقا للمواقف والمصالح سرعان ماتتواءم معها المعارضة وفق معطيات المصالح والفرص ! نقلا عن صحيفة آخر لحظة 16/4/2014م