كثير من الأصوات ظلت تنادي وفد قطاع الشمال المشارك في المفاوضات الأخيرة بعد أن اتسعت هوة الخلاف بين الوفدين في الجولة الأولي وكانت قاصمة الظهر في الجولة الثانية، هذا الموقف أطاح أمنيات وأشواق مواطني المنطقتين الذين كانوا يترقبون نتائج ايجابية لإيقاف نزيف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار، وفي المقابل لم يخيب ياسر عرمان ظن المعارضين لقياداته وفد الحركة ممثلاً لقطاع الشمال بعدم التوصل الي اتفاق وتحقيق أي تقدم خلال الجولتين الأخيرتين بأديس أبابا، ويبدو ذلك واضحاً استطلاع ميداني أجرته (الصيحة) بمحلية الكرمك فإلي مضابط الاستطلاع: لقد عانت المنطقة كثيراً من الحروب وتأثرت القرى والبنيات التحتية للمؤسسات الصحية والتعليمية وتضاءلت موارد المحلية الاقتصادية والزراعية والغابية بسبب الحرب، وقال: حينما قاتلنا التمرد كان ذلك لتحقيق السلام وللحفاظ علي أرواح الأبرياء، لكن تمادي التمرد في تقتيل الأبرياء ونهب ممتلكاتهم وحرمانهم من الزراعة والرعي جعل الكثيرين يهاجرون الي الدمازين والروصيرص وظلت الدولة تبحث عن السلام وتطرق أبوابه وأخيراً وجهت وفدها لأن يصلوا لاتفاق مع قطاع الشمال، ويضيف الرباطابي إن مواطني ولاية النيل الأزرق ومحلية الكرمك علي وجه الخصوص ظلت ترفض مبدأ الجلوس في المفاوضات مع ياسر عرمان وذلك لعدم أهليته للحديث عن قضايا الولاية الي جانب فك الارتباط بين الولاية وجنوب كردفان في المفاوضات، واعتبر قطاع الشمال حركة متمردة تحاول تنفيذ أجندة خارجية لإسقاط الحكومة. ووصف معتمد الكرمك مشاركة فرح إبراهيم العقار كخبير ضمن وفد الحركة بأنها خيانة، وقطع بالقول أن انضمام فرح للحركة ليس لأجل قضايا مواطنيه وإنما بسبب فصله من موقعه وحزبه، وتساءل قائلاً: ماذا قدم فرح إبراهيم العقار لأهله ومنطقته الكرمك حينما تولي عدداً من المناصب بالدولة وكان معتمداً لهذه المحلية قبل فترة. ويقول سيف الدين عبد الله: لقد عاني مواطن النيل الأزرق كثيراً وظل يبحث عن السلام فقد أُرت الحرب علي الاستقرار بالكرمك والقرى وهاجر اغلب السكان الي الدمازين والروصيرص، ولأجل هذا نحن كمواطنين كنا نود أن يتم اختيار من هو ادري بقضايا المنطقة لا كما يصر القطاع علي ياسر عرمان، وظل بفرضه علي المنطقتين وعرمان لا يهمه أن يموت مواطنو هذه المنطقة أو أن تدمر القرى. كنا نأمل أن يتم التوصل الي سلام يؤدي الي وقف الاحتراب بالنيل الأزرق هكذا ابتدر جاوس استيفن المدير التنفيذي لمحلية الكرمك حديثه، مضيفاً أن ياسر عرمان هو من يتحمل فشل المفاوضات لرفعه سقف المطالب والزج بقضايا قومية ضمن أجندة التفاوض التي حصرها القرار، كما أن ياسر عرمان ليس من المنطقة ولا يعرف قضاياها وهو ما جعل المفاوضات تصل الي طريق مسدود، وهذا الوضع يزيد من معاناة المواطن خاصة الذين اكتووا بنيران الحرب ومنعوا من ممارسة أنشطتهم بل طردوا من قراهم وأبعدوا منها إلي دولة إثيوبيا عاد البعض ولا يزال آخرون تحت وطأة نيران التمرد. نقلا عن صحيفة الصيحة 20/4/2014م