قال أسقف أبرشية ‘بوسانغوا' (شمالي إفريقيا الوسطى)"نستور ديزيري نونغو أزياغبيا'، أنّ نزوح مسلمي افريقيا الوسطى داخل البلاد وخارجها هو جزء من لعبة دولية تقودها أطراف دولية تهدف إلى تقسيم'البلاد وإقامة دولة للمسلمين في الشمال، غير أنّ مسلمي افريقيا افريقيا الوسطى سيكونون‘عبيدا' للسودانيين والتشاديين في هذه الدولة في حال إقامتها، على حد تعبيره. وعبّر أسقف مدينة ‘بوسانغوا' عن بالغ أسفه لرحيل المسلمين من المدينة، رغم الجهود المبذولة من أجل المحافظة على التماسك الاجتماعي بين السكان، مؤكّدا أنّ ذلك لم يكن ‘أفضل الحلول' لمجابهة الانتهاكات التي'تعرّضوا لها (من قبل ميليشيات أنتي بالاكا المسيحية). وشدد "أزياغبيا' على أنّ المسلمين هم ضحايا الأزمة التي تهزّ افريقيا الوسطى، شأنهم في ذلك شأن بقية مكوّنات المجتمع فيها. وأقرّ الأسقف بالجهود المبذولة من قبل ‘المجتمع الدولي'، مشيرا على وجه الخصوص إلى ‘المنظمة الدولية' للهجرة' والتي ‘ضخّت أموالا كثيرة لإجلاء الرعايا الأجانب المقيمين بافريقيا الوسطى'، قبل أن'يعود على مسألة اضطهاد المسلمين قائلا ‘يتحدّثون عن أقلية مسلمة، لكن بالنسبة لي، شهدت وعاينت الوضع على أرض الواقع، وخلصت إلى أنّ المسلمين هم ضحية النزاع على غرار كافة مكونات المجتمع في'افريقيا الوسطى'. ‘ ويرى الأسقف أنّ النزوح الجماعي للمسلمين هو نتاج ل ‘تلاعب من قبل بعض أطراف المجتمع الدولي'، ذهب ضحيته مسلمو ومسيحيو افريقيا الوسطى ‘. فما يحدث في البلاد يبدو خاضعا لعملية ممنهجة تقضي ب'إخراج جزء من السكان وإجلائهم نحو تشاد أو الكاميرون، ليتمّ بعد ذلك إرجاعهم إلى افريقيا الوسطى من جديد'، في حين يتمّ دفع آخرين إلى ‘النزوح من بانغي نحو الشمال الشرقي'.. تحرّكات وتدفّقات بشرية في'اتّجاهات مختلفة، ‘وفقا لاستراتيجية صمّمت من أجل تقسيم بلادنا ‘. ‘واضاف: ‘إنها'سياسة ممنهجة تدفع الأحداث نحو مسار مغاير للتطلّعات، يقضي ب'انفصال الشمال وخضوعه لسيطرة تشاد والسودان والمتطرّفين'. ‘أزياغبيا' اعتبر في'هذا الإطار أنّ حتى هذا التقسيم لن يخدم المسلمين، و'سيجدون أنفسهم في الدولة المفترضة الجديدة عبيدا للتشاديين وللسودانيين'. ودعا أسقف مدينة ‘بوسانغوا' إلى احترام مبدأ السلامة الاقليمية للدول ذات السيادة، بمقتضى ميثاق الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنّه تمّ ‘انتهاك' مجمل القرارات الأممية المتعلّقة بالأزمة في افريقيا الوسطى، وليس أدلّ'على ذلك من فشل عمليات نزع سلاح الميليشيات المسلّحة في أكثر من مناسبة بسبب تحويل وجهة الأموال المرصودة لها من قبل أطراف بالبلاد. وأوضح الأسقف أنّ قرار الأممالمتحدة عدد 2127 يقضي بنزع سلاح ‘القوات المسلحة سواء تلك التي تنتمي إلى أنتي بالاكا أو تحالف السيليكا'، غير أنّ النتيجة كانت مخيبة للآمال بشكل كبير، ذلك أنّ ‘عناصر'السيليكا ما تزال تجوب الشوارع حاملة لأسلحة حربية، تجيز لهم قتل من يشاؤون، فهم يضعون القوانين وفقا لمشيئتهم.. والأمر سيان بالنسبة لأنتي بالاكا.. فكيف يكون مصير هذا القرار بهنذه الشاكلة؟ عليهم إخبارنا'بذلك'. في السادس عشر من نيسان / أبريل الحالي، اختطفت عناصر من السيليكا أسقف مدينة بوسانغوا بالإضافة إلى ثلاثة كهنة آخرين، وتمّ اتخاذهم كرهائن. الحادثة جدّت ب ‘باتانغافو' على بعد 130 كم شمال شرقي'بوسانغوا، غير أنّه تمّ نقل الرهائن إلى مدينة ‘كابو'، حيث تم الافراج عنهم بفضل تدخّل القوات الافريقية بافريقيا الوسطى (ميسكا) وعناصر من السيليكا أدانت عملية الاختطاف. وانتهز أسقف بوسانغوا الفرصة للتعبير'عن ‘امتنانه' للعقيد أنور من السيليكا، والذي يدين له بالبقاء على قيد الحياة وبتحريره. وتضاعفت انتهاكات ميليشيات أنتي بالاكا المسيحية للمسلمين ببانغي وبمدن أخرى مثل بوسانغوا منذ استقالة الرئيس السابق لافريقيا الوسطى ‘ميشيل تجوتوديا'، مطلع العام الجاري. استهداف المسلمين من قبل أنتي بالاكا جاء ردّا على'انتهاكات السيليكا ذات الأغلبية المسلمة، والتي غالبا ما وقع الخلط بينها وبين المسلمين الذين اضطر معظمهم ‘لمغادرة البلاد. ويقدّر مكتب الشؤون الانسانية للأمم المتحدة هجرة المسلمين نحو دول الجوار'ب، 150 ألف منذ كانون الأول/ ديسمبر 2013. المصدر: القدس العربي 27/4/2014م