ملاحظة هامة ذكرها السيد والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر خلال اللقاء التفاكري الذي عقده أمس حيث قال أن المدرسة التي تم التوافق عليها في عملية أنشاء الطرق خلال السنوات الماضية هي مدرسة أن تكون الطرق جزءاً من عملية التصريف وأن لا تصاحبها مصارف. وهذه الملاحظة هي المدخل الصحيح لحل الأزمة التي تكرر كل عام أو كلما جادت علينا السماء بإمطار غزيرة كما حدث حتي الآن من خريف هذا العام والحقيقة أن الطرق التي شيدت كما قلنا أمس وقبل العيد يفترض أن تكون جزءاً من عملية التصريف وليس عائقاً إمامها كما يحدث في كثير من هذه الطرق. ورغم الأخطاء المتراكمة إلا أنه وضح من خلال التنوير الذي قدمه الوالي أمس أن جهوداً ضخمة بذلت خلال الثلاث سنوات الماضية وأن عدداً من المصارف التي شيدت علي نسق عال هي التي خففت الأزمة والصدمة وأن هناك عملاً ضخماً يجري في تشييد المصارف ولكنه يحتاج لسبع سنوات علي الأقل ولأموال ضخمة حتي ينجز في تلك السنوات. وخلال الأزمة الأخيرة سهرت حكومة الولاية حتي تمكنت من تقليل الإضرار ونجحت في وقت مناسب في الوصول للمتضررين والصور التي عرضتها وزارة البني التحتية مصاحبة للتنوير كشفت عن جهد خرافي بذل وكميات المياه التي سقطت خلال أسبوع بلغت 2 مليار متر 3 أي ما يعادل أكثر من 10% من حصة السودان من مياه النيل. ومشاهد المياه المتدفقة من الوديان والخيرات والمصارف نحو النيل تثبت حجم الضرر الذي كان سيعم ولاية الخرطوم لولا تلك الجهود، الغائب الوحيد أو أضعف الحلقات في هذه الأزمة كان هو الجهد الشعبي الذي غاب عدا بعض جهود الاتحادات الطلابية ممثلة في الاتحاد للطلاب السودانيين واتحاد طلاب ولاية الخرطوم إضافة الي الاتحاد الوطني للشباب وبعض اللجان الشعبية الفاعلة. والمطلوب الآن بدلاً من لعن الحكومة واتهامها بالتقصير التحرك الشعبي لتخفيف ما تبقي من آثار والاستعداد لما تبقي من إمطار حتي لا تتفاقم الأزمة، المطلوب أن نبادر جميعاً في المشاركة في عمليات رش البعوض وتطهير البرك والمستنقعات. نقلا عن صحيفة الوفاق 6/8/2014م