ثمة ضوء يلوح في نهاية النفق علي ما يبدو، بالأمس كان لقاء الرئيس عمر البشير بالوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي مثمراً لجهة إنجاح مشروع الحوار الوطني، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذه النتائج المبشرة بالنظر إلي تعقيدات المشكل السوداني وسقوفات التفاوض التي تتبناها الأطراف المتباعدة. كان الرئيس البشير إيجابياًً للغاية وهو يرحب بما تم في أديس ويعتبره إيجابياً بالنظر إلي تضمنه ما ورد في حوار الوثبة في يناير المنصرم ووثيقة ال(7+7) المعتمدة من الأطراف الراغبة في إنجاح الحوار من قبل المعارضة والمؤتمر الوطني. كتبت من قبل أن تعامل الحكومة مع ما حدث في أديس أبابا هو الذي سيوجه دفة الحوار في المرحلة المقبلة، وقد كان وأضحاً من خلال الهدوء الذي اتسمت به في التعاطي مع الموقف أن التواصل مع القوي السياسية المسلحة والمدنية بات مبدأ إستراتيجياً للدولة. فالرئيس لم يكتف بتعضيد جهود أمبيكي والترحيب بها، بل أستبق لقاء الرجل بإطلاق سراح مريم الصادق المهدي وأكرم وفادته بالإفراج عن إبراهيم الشيخ بما يوصد الباب أمام أية تكهنات بعدم رغية الرئيس أو الحكومة في دفع استحقاقات المرحلة المقبلة والانفتاح علي مطالب الوساطة علي النحو الذي ينجح الحوار الوطني. ويبدو أن التفاعل الإيجابي للمؤتمر الوطني مع اتفاق أديس أبابا قد فتح شهية أمبيكي ليتمدد في خارطة الحوار السوداني ويعلن أنه سيحيط بها مجلس السلم الأفريقي غداً ويتوجه بها إلي مجلس الأمن ويستحث الأطراف الدولية كافة لإعلان حوافز للسودان في حال نجاح الحوار الوطني تبدأ بإعفاء الديون الخارجية وقد تمتد لرفع العقوبات ودعم أي اتفاق قادم. النتائج التي خرج بها لقاء الرئيس بأمبيكي جاءت إيجابية للغاية وقد خرج منها السودان منتصراً لأنها لبت رغبات الأطراف كافة وأماطت الأذي عن طريق الحوار بالتشديد علي كفالة الحريات واتخاذ إجراءات عملية ملموسة لإنجاح مساعي أمبيكي تمثلت في إطلاق سراح المعتقلين. تنتظر الساحة السياسية في المرحلة المقبلة حصاد نتائج اللقاء التاريخي الذي انتظره السودان وكله أمل في إنهاء الخصومة بين أبنائه، اللقاء مضي إلي أبعد من ذلك وهو يضع التحدي القادم علي طاولة البحث وأعني مكان انعقاد الحوار. جولة أمبيكي القادمة ستدخل الحوار السوداني في مرحلة أكثر تحديداً تنتقل بعدها الأطراف إلي مرحلة إعلان المبادئ والضمانات وإجراءات بناء الثقة، وعلي الأطراف كافة الاستعداد لدفع استحقاقات هذه اللحظة التاريخية من الآن والابتعاد بقدر الإمكان عن المناورة والتكتيك. نقلا عن صحيفة الرأي العام 11/9/2014م