بالقدر الذي يكفي لوضع النقاط على الحروف، خرج البروفيسور إبراهيم غندور نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب على الرأي العام بإجابات شافية لحزمة من الأسئلة التي تفرض نفسها بإلحاح على الساحة السياسية. غندور وببراعة فائقة درج على استخدامها في التعامل مع الاستفسارات الصديقة والملغومة قدم إضاءات كافية لقضايا شائكة ظلت تشغل بال الرأي العام خلال الفترة الماضية في مقدمتها ملف مرشحي المؤتمر الوطني للانتخابات وجدل قيامها ومدي تأثيره على مبادرة الحوار الوطني، إلى جانب قضايا أخرى ذات صلة بالعلاقات مع القوى السياسية والتعديلات الدستورية. وعلى الرغم من أن المؤتمر كان مخصصاً لإعلان مرشحي الحزب للانتخابات المقبلة، إلا أن غندور – حارس المرمي السابق – استطاع أن يبعث بالعديد من الرسائل يحرز أهدافاً سياسية في مرمي خصوم الوطني من المراهنين على فشل الانتخابات أو حدوث انشقاقات في صفوف الحزب. غندور بدا مطمئناً إلى تماسك ومؤسسية حزبه وقدرته على العبور فوق جسر الانتخابات وإنها الاستحقاق الانتخابي بطريقة تضمن تماسك الحزب واستقرار الدولة. أبرز النتائج التي خلص إليها الرأي العام وهو يتابع منطق غندور وسلاسة طرحه تماسك دفوعاته، التأكيد على أن اختيارات الوطني للمرشحين مرت بسلام، وانه استطاع بعد شهرين من الاجتماعات المتواصلة الخروج بتوليفة متوازنة ينتظر أن تحقق قدراً معقولاً من الرضاء بين قيادات الحزب ومرشحيه السابقين واللاحقين. أعجبني إخلاء الحزب عن (30%) من الدوائر الانتخابية للقوى السياسية، واحترمت جداً اختيار البروف لكلمة إخلاء وتفضيلها على مفردة تنازل في حرص منه لإذكاء التنافس الانتخابي وضمان المشاركة السياسية. وفي تعويض منصف وذكي، نجح الوطني في إلحاق الذين خرجوا من دائرة التنافس بالبرلمان عبر الدوائر النسبية. من المهم جداً الإشارة إلى أن حرص المؤتمر الوطني للانتخابات لم يصاحبه نعي للحوار الوطني، هذا الأمر ينهي الجدل الدائر حول مستقبل الحوار الوطني، فنتائجه وتفاهماته المنتظرة تقتضي قيام حكومة شرعية كاملة الأهلية والتفويض الشعبي لإنفاذها، غندور قال إن الحكومة المنتخبة ستعمل على إنفاذ توجيهات الحوار الوطني. إشارات إيجابية حملتها قائمة غندور المعلنة التي مثل الشباب فيها نسبة كبيرة، وصعدت أسماءً جديدة ولم تغفل القائمة نسبة ال(30%) من المرشحين وتم منحها لنساء من العيار الثقيل مع إتاحة فرصة معتبرة لوجوده واعدة من المنتظر أن تضخ دماء جديدة في شرايين البرلمان القادم. على كل، نجحت أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني في تنظيم مؤتمر صحفي حقن واقع الأسئلة بجرعة كافية من الإجابات، وهذه سنة درجت عليها الأمانة واستشعر أنها تأتي أكلها كل حين، آخر مؤتمر صحفي كان قبل ثلاثة أشهر وفي هذه المدة حدثت تطورات عديدة كانت تقتضي خروج البروف غندور صاحب الحضور الكبير والذهن المرتب والنطق القوى لتقديم الإضاءات الكافية وتعريض القضايا لضوء لا يسمح ليرقات الشائعات بالتكاثر على حساب الحقائق... نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/1/8م