مع تسارع وتيرة المعترك الانتخابي القادمة ابتكر تحالف المعارضة السودانية فكرة جديدة مبنية على قيام انتخابات موازية لانتخابات الصيف المقبل ستكون دور الأحزاب هي مقر لمفوضية الانتخابات الموازية ومركز الاقتراع في نفس الوقت بدلاً من مفوضية مختار الأصم، بالمقابل لم يكون هنالك كبير عناء سوف يواجه الناخب في الانتخابات الموازية خاصة في عملية الرموز الانتخابية حيث اختارت المعارضة كلمة ((أنا أقطع)) بدلاً من الرموز الانتخابية التي اعتمدت لدي مفوضية الانتخابات لتكون هذه الحملة أول العراقيل التي تضع في طريق الانتخابات القادمة. جوهر الفكرة الفكرة في حد ذاتها غريبة على الشارع السياسي السوداني، فهي لم تكن موجودة في آخر انتخابات ديمقراطية جرت في السودان، حيث كانت انتخابات العام 1986 من اقوي الانتخابات في الساحة السودانية كذلك لم تشهد انتخابات العام 1998م أي نوع من المقاطعة الناعمة التي ابتكرتها المعارضة مؤخراً بينما شهدت آخر انتخابات في السودان مارثون انتخابي ساخن خالي من المقاطعات بل كانت الانتخابات القادمة من أشرس الانتخابات في السودان حيث كانت قمة التنافس بين المرشحين علي كافة المستويات الرئاسية والبرلمانية، حيث كانت المنافسة حادة بين جميع المرشحين وسجلت المقاطعة غياباً كبيراً ولكن انتخابات الصيف القادم على موعد من المقاطعة الحارقة حيث توعدت عدد من الأحزاب السياسية المعارضة أبرزها الشيوعي والبعث والمؤتمر السوداني بتكوين جبهة لمقاطعة الانتخابات القادمة من خلال حملة كبيرة تقودها هذه الأحزاب، الشاهد في الأمر ان جوهر الفكرة يبدو عيباً على الساحة السياسية ولكن تحالف المعارضة يراهن على نجاح الفكرة من اجل إجهاض الانتخابات القادمة على كافة مستوياتها الرئاسية والبرلمانية. راهن كبير يراهن تحالف المعارضة بشكل كبير على نجاح حملة ((انا اقطع)) التي تأتي في قالب انتخابات موازية حيث يسعي التحالف لعقد مؤتمر صحفي في اليومين القادمين لتوضيح مضمون الفكرة، حيث يقول الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني أبو بكر يوسف ((للاهرام اليوم)) إن حملتهم القادمة سوف تساهم في إحجام المواطن عن الانتخابات القادمة، مبيناً أن الفكرة جاءت من صميم مكونات نداء السودان الداعي لمقاطعة الانتخابات القادمة، وأضاف يوسف نحن نراهنهم على أن نجاح الفكرة بات كبيراً بعد انشغال الشارع بالهموم المعيشية ومقاطعة الانتخابات القادمة، على ذات الصعيد يقول القيادي بالتحالف ساطع الحاج ((للاهرام اليوم)) إن حملة "أنا أقطع" واحدة من أساليب الرافض لقيام الانتخابات القادمة متوقعاً أن يشارك المجتمع السوداني بصورة كبيرة في حملتهم القادمة، مضيفاً لا يوجد ما يجبر المواطن السوداني على المشاركة في الانتخابات القادمة. مشاركون في الحملة يقول أبوبكر يوسف إن أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني بالإضافة لمنظمات المجتمع المدني وحزب الأمة القومي هم أبرز المنظمين لحملة الانتخابات الموازية، مبيناً أن هنالك عدداً من الاتصالات المكثفة سوف تجري مع عدد من القوى السياسية أبرزها حركة الإصلاح الآن من أجل الانضمام للحملة القادمة وأشار يوسف أنهم لا يخشون من قمع السلطات التي توعدهم بذلك وأضاف قائلاً نحن ليس ضد قيام الانتخابات من حيث المبدأ ولكن مع الانتخابات التي تأتي في قالب نزيه بعيداً عن التزوير. حظوظ النجاح والفشل الخطوة التي تعتبر غريبة على المشهد السياسي السوداني بات راضياً عن قيام القادمة في موعدها المضروب في هذا السياق يقول المحلل السياسي صلاح الدومة إن حملة قيام انتخابات موازية تحت شعار "أنا أقطع" التي تنظمها مجموعة مكونات نداء السودان سوف تكون فاشلة بكل المعيار خاصة وان كافة الترتيبات لقيام الانتخابات اكتملت وأشار الدومة في حديثه "للأهرام اليوم" إن هنالك أساليب أخرى كان يمكن إن تلجأ إليها مجموعة مكونات نداء السودان منها تحريض المجتمع الدولي من اجل ممارسة ضغط على النظام لتأجيل الانتخابات القادمة وأضاف لكن إن تنظيم أحزاب المعارضة حملة موازية فهذا يعتبر قمة الفشل ما يعضد حديث الدومة هو توعد الجهات الرسمية بمواجهة الحملة التي اعتبرتها السلطات أنها تأتي في إطار خارج الإطار القانوني في المقابل اعتبر الحزب الحاكم دعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات القادمة عمل غير قانوني وهروب من الاستحقاق الانتخابي والشاهد أن رئيس حزب المؤتمر الوطني المشير عمر البشير كان قد تحدي الأحزاب في وقت سابق بدخول الانتخابات .. ولكن تخيرت أحزاب تحالف المعارضة طريق المقاطعة بدلاً من طريق المنازلة بعدد من الحجج أبرزها عدم ملائمة المناخ السياسي لإجراء انتخابات شاملة حركة شفافة، مع تسارع الخطوات صوب انتخابات الصيف القادمة ترتفع أصوات المؤيدين والمقاطعين مع توهان تام للمواطن السوداني الذي بات غير مهتم بما يدور في الساحة السياسية وبدليل برود طقس الانتخابات القادمة مقارنة بآخر انتخابات جرت في البلاد التي شهدت نوعاً من التنافس المحموم بين القوى السياسية السودانية بمشاركة كافة مكونات الطيف السياسي.