اشتدت حرب الكلمات بين المملكة العربية السعودية وإيران على خلفية الهجمات التي تشنها قوات التحالف العربي على مواقع الحوثيين والموالين لهم من القوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في كلمة له نشرها الحساب الرسمي لمجلس الشورى في تويتر، «إن ميليشيا الحوثي والرئيس السابق (علي عبد الله صالح) وبدعم إيران أبت إلا أن تعبث باليمن وتعيد خلط الأوراق». وأضاف في رد له على تصريحات إيرانية تدين ما سمته «العدوان على اليمن»، وتحذر من امتداد رقعة الصراع حال عدم وقف العمليات العسكرية: «أن المملكة ليست من دعاة الحرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها». ودانت إيران من جهتها «العدوان العسكري» على اليمن معربة عن القلق من «التدخلات الخطيرة جدا». وقال وزير الخارجية السعودي الثلاثاء «إن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج والأمن القومي العربي»، مؤكدا «استمرار «عاصفة الحزم» للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن آمنا مستقرا وموحدا». من جانبه اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أن «ما يجري اليوم في اليمن هو اعتداء خارجي عليه»، مضيفا أن العمليات العسكرية التي تشنها دول عربية بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن «خطأ استراتيجي». وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي عقده على هامش مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي افتتح أمس الثلاثاء في الكويت، «إننا نرى الهجوم العسكري السعودي على اليمن خطأ استراتيجيا، فالحل يجب أن يكون سياسيا». واعتبر أن الوصول إلى حل سياسي يكون من خلال «وقف العمليات العسكرية فورا وبداية حوار يجمع كافة الأطراف اليمنية»، مبديا قلق بلاده «من استمرار الحملات العسكرية السعودية ضد اليمن». ولليوم السادس على التوالي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها «عاصفة الحزم»، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل»حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية». وعلمت «القدس العربي» من مصادر في الأممالمتحدة أن المجموعة العربية ستطرح مشروع قرار على مجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة حول الوضع في اليمن تعيد فيه التأكيد على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وتطالب كافة الأطراف اليمنية بالمشاركة في الحوار في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. ويدين مشروع القرار بعبارات قاسية تصرفات الحوثيين ويطالبهم بتنفيذ بنود القرار 2201 خلال ثلاثة أيام من غعتماد القرار في مجلس الأمن. وينص مشروع القرار على حظر الأسلحة للحوثيين بموجب الفصل السابع وإدراج اسمي أحمد علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي على لائحة المشمولين بالعقوبات. كما يدعو مشروع القرار فريق الخبراء الذي أنشئ بموجب القرار 2140 إلى التحقيق في العلاقة بين علي عبد الله صالح وتنظيم القاعدة. وينص مشروع القرار كذلك على بطلان أية اتفاقيات تعقد مع الحوثيين واعتبارها غير قانونية وغير شرعية. وقال سكان ومصادر قبلية لرويترز إن قوات سعودية ومقاتلين حوثيين يمنيين تبادلوا إطلاق نيران المدفعية والصواريخ في عدد من المناطق على الحدود أمس الثلاثاء. وعلى الصعيد الأمني، قال سكان إن طائرات هليكوبتر سعودية حلقت في سماء المنطقة. ووصفوا القتال بأنه الأشرس منذ أن بدأت الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد أهداف الحوثيين في مختلف أنحاء اليمن منذ ستة أيام بهدف إضعاف الجماعة المدعومة من إيران، وسط أنباء عن تبادل لإطلاق النار على جانبي الحدود بين المقاتلين الحوثيين ومدفعية الجيش السعودي على الحدود من جهة محافظة صعدة اليمنية. وذكرت الأنباء أن السعودية أوقفت الرحلات من وإلى المنطقة الحدودية قبل أن تعود لفتح مطار جازان أمس. من جانبه قال المتحدث باسم «عاصفة الحزم» أمس إن مدربي الميليشيات الحوثية من إيران أو حزب الله الموجودين معهم في اليمن سيواجهون نفس مصير تلك الميليشيات. المصدر/ القدس العربي 1/4/2014م