بحث الرئيس السوداني، عمر البشير، يوم الإثنين مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بالقصر الرئاسي في الجزائر، العلاقات الثنائية وفرص التعاون الاقتصادي وتعزيز الشراكات الاستثمارية، بجانب ملفي مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، والقضايا المتعلقة بالمحيط الأفريقي والعربي. ويقوم البشير بزيارة إلى الجزائر تدوم لمدة ثلاثة أيام، يرافقه خلالها وزراء معنيون بملفات الأمن والاقتصاد والاستثمار والعلاقات الخارجية والتجارية. وقال البشير في تصريحات صحفية، إن السودان ينظر بتقدير للدور الجزائري في معالجة الأوضاع الأمنية في الإقليم، خاصة مساهمتها في إيجاد الحلول اللازمة في دولة مالي . وأشار إلى إسهام الجزائر الكبير في حل القضية الليبية، ومكافحة الجماعات الإرهابية وجماعات الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة، مبيناً أن هناك أنشطة معادية في الإقليم تتطلب مزيداً من التنسيق والتضامن بين البلدين. وقال البشير إن لقاءه مع بوتفليقة تطرق إلى إمكانية أن تلعب الجزائر دوراً في تقريب وجهات النظر بين أثيوبيا ومصر، بشأن موضوع سد النهضة، مشيراً للدور الذي يلعبه السودان حالياً في هذا الصدد. وأشار أن المباحثات تطرقت أيضاً للقضية الفلسطينية والأوضاع في اليمن والعراق وسوريا، وكيفية تقديم المساعدة لهذه الدول للخروج من أزماتها وأشار الرئيس البشير للدور الكبير الذي لعبته الجزائر في دعم حركات التحرر الأفريقية. ووصف البشير لقاءه مع بوتفليقة بأنه كان مثمراً وناجحاً وستنعكس نتائجه على مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفاً " لمست تطابقاً في وجهات النظر في القضايا كافة التي تطرقنا إليها في هذه المباحثات". وأوضح أن الزيارة كانت فرصة لطرح عدد من المشروعات على رجال الأعمال الجزائريين، مشيراً إلى إمكانيات السودان الضخمة في مجالات الزراعة والمعادن والثروة الحيوانية. وقال البشير إن السودان والجزائر بإمكانهما بناء شراكة اقتصادية وتجارية تعود بالمنفعة على شعبي البلدين، وأوضح أن السودان يرغب في الاستفادة من الخبرة الواسعة التي تتمتع بها الجزائر في مجال استغلال الغاز، خاصة وأن البلاد ستدخل في هذا المجال قريباً. وأشار إلى إمكانيات السودان في مجال المعادن، مبيناً أنه غني بالمعادن المختلفة مثل الذهب والفضة والزنك واليورانيوم والحديد والنحاس، وأضاف" لقد وجدنا تفهماً من الرئيس الجزائري واستعداداً كاملاً لتوطيد دعائم التعاون بين البلدين". وأوضح البشير أن زيارة وفده إلى الجزائر سيكون لها ما بعدها وستحدث أثراً كبيراً في دفع عجلة الاستثمار في البلدين، مؤكداً قدرة السودان على سد الفجوة التي تعاني منها الجزائر في مجال اللحوم، وذلك لما يتمتع به السودان من إمكانيات في هذا المجال . ونّوه إلى أن افتتاح الممر البحري بين البلدين وتنشيط الحركة الجوية، سيدعم عملية تسهيل الحركة التجارية وحركة رجال الأعمال.