لم تكن الحركة الشعبية هي البوابة الأولي لياسر عرمان نحو السياسة، فقد خاض تجربة سابقة مع الحزب الشيوعي السوداني في منتصف التسعينيات قبل أن يغادره في العام 1986م طارقاً أبواب الحركة الشعبية بعد تبرئته من الاتهام الذي وجه له بقتل اثنين من زملائه عندما ومنذ انضمامه إلى الحركة الشعبية وجد ياسر عرمان ثقة كبيرة من قبل زعيم الحركة د.جون قرنق، وكان من المقربين إليه وأصبح قائداً عسكرياً ومتحدثاً رسمياً باسم الحركة. وقبل أكثر من " ربع قرن " من الزمان .. اي في العام 1985م اتهم الاسلاميين الطالب آنذاك ياسر عرمان باغتيال( الاقرع وبلل ) وهما طالبين بجامع القاهرة فرع الخرطوم في احداث شهدتها الجامعة في ذلك الوقت . بعدها سافر عرمان الى خارج السودان وبقيت التهمة تطارده اينما ذهب !وانكر عرمان صلته بهذا الموضوع ، وقال : انا لا اعرف الاقرع وبلل معرفة شخصية ، ولم تواجهني أي اجراءات قانونية في الماضي ، وما يحدث هو ابتزاز سياسي ليس الا ! وقطعا سترفع اسرة بلل دعوى قضائية ضد ياسر عرمان بالتورط في اغتيال ابنها الذي سددت له طعنات قاتلة في صدره وفقا للبلاغ المفتوح آنئذ ضد قتله ، واعلنت الاسرة ان دم بلل لن يضيع هدرا ولن ترضى بغير القصاص العادل ، واعتبرت الاسرة انه لا رجعة عن ما تتخذه من اجراءات ولن تقبل اي وساطة في هذا الشان وانه لن تفيد عمليات التهديد التي يتعرضون لها وليست وراءهم اية دوافع سياسية وراء ملاحقة ياسر عرمان ، وقال شقيق بلل ( مالك حامد محمد ) سابقاً انه تعرض لتهديدات من عناصر الحركة الشعبية لتسوية الموضوع واغلاقه نهائيا بعد دفع ما تريده الاسرة مقابل اعلانها عبر الصحف ان عرمان غير متورط في قتل بلل ، وكما انكر عرمان اغتيال بلل والاقرع .. انكر تعاليه على حدود الله ومطالبته في البرلمان بايجاد عقوبات بديلة لعقوبة الزنا !وقال عرمان حينما انكر " انا وقفت ضد تطبيق الحدود على غير المسلمين !!انكر عرمان حينما وجد حديثه غير مقبول وانه يعرض خارج الدارة ! فعرمان مثل صبى مشاكس يتسلق السلم من الداخل ويبصق على من يتصعدالسلم بالطريقة الصحيحة ناسياً أن بصاقه سيرتد عليه لأنه بالاسفل ويحلم يوماً بأنه سيكون نائباً لرئيس الجمهورية ولعمرى لن يفلح من يعيش على فتات الموائد ان يكون جلسياً للملوك . وياسر سعيد عرمان المولود عام 1961 بقرية (طابت) في ولاية الجزيرة ،يعد من أوائل الشماليين الذين أنضموا للحركة الشعبية في جنوب السودان وذلك في بداية تأسيسها العام 1983،عندما كانت الحركة شيوعية التوجه وهو ما تماشى مع هواه، وهو الكادر الشيوعي منذ أيام الدراسة الثانوية وحتى حينما كان طالبا بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، حيث كان قياديا في الجبهة الديمقراطية احدى التنظيمات الطلابية التابعة للحزب الشيوعي..بدأت رحلة ضياع ياسر عرمان وهو طالب في الجامعة حينما أتهم بقتل طالبين يتبعان للاتجاه الاسلامي في نفس الجامعة التي كان يدرس فيها... بعد اتفاق السلام العام 2005 ودخول الحركة الشعبية الخرطوم..رسم دور جديد للرفيق ياسر عرمان وهو دور المهرج الذي أجاده ايما اجادة...تصريحات نارية في الفضائيات،تظاهرات،انسحابات من الحكومة والبرلمان،اعتصامات وصلت حتى الامتناع عن الكلام في اشارة لتكميم الافواه...مظاهرمنوعة من التهريج الغرض منها خلق حالة من الفوضى حتى يتم تمرير اجندات الحركة المتعددة وخلق حالة من السخط والروح الرافضة لكل توجهات الدولة،ولتطويع قادة المؤتمر الوطني حتى يقدموا من التنازلات المزيد والمزيد...خبرة في التهريج اكتسبها عرمان منذ أركان النقاش والتظاهرات في الجامعة...نفذ ياسر عرمان سيناريو مرسوم له بعناية منذ لحظة التحاقه بالحركة الشعبية نفذ هذا السيناريو بعلمه أو بدون علمه ولكن المحصلة واحدة ..ضياع كامل فبعد فصل الجنوب لن يكون له موطئ قدم في الشمال وذلك للسيرة السيئة التي تركها منذ مرحلة الجامعة،وكذلك لن يجد مكانا في الجنوب لأنه مغضوب عليه من تيار كان يعمل ضده في حياة قرنق وعرمان ابنه المدلل،الشئ الاخر انه صار ورقة محروقة استنفذت أغراضها.