رئيس حزب الأمة القومي الأمام الصادق المهدي من مهجره في القاهرة وأثناء الخطاب الذي ألقاه مخاطباً الندوة التي أقامتها قوى المستقبل بدار حزبه السبت الماضي، قال أن عودته مرهونة بإنعقاد المؤتمر التحضيري المقرر له في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا في منتصف نوفمبر الجاري، الامر الذي حظي باهتمام اعلامي منقطع النظير، الإمام الصادق المهدي غادر البلاد بعد خروجه من المعتقل في العام الماضي، بعد إنسحاب حزبه من الحوار لعدم توفر الجدية والضمانات الكافية من قبل الحكومة واعتراضه على رئاسة الرئيس البشير لآلية الحوار والتي بحسب قوله حينها لا يمكن أن يكون الحكم والخصم في آن واحد، واصبح من أشرس المعارضين للحكومة من مقر اقامته بالخارج، وقع بعد ذلك مع الجبهة الثورية إعلاناً فيما عرف بإعلان باريس، تبعه توقيع إعلان نداء السودان في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، والذي عده الكثيرين بأنه قفذة وإختراق واسع في تمازج وتطوير العمل المعارض المدني والمسلح. عودة المهدي وحسب ما أعلنها بنفسه لم تكن مغايرة للسيناريو المحتمل حسب محللين خاصة وأنه لم يوحي بأي تحديد قاطع عما اذا فشل المؤتمر التحضيري هل سيأتي للبلاد أم لا، تساؤلات في السياق ذاته بطرحها مراقبين، عن ماهية وشكلية المؤتمر التحضيري وهل هو شامل لكل القوى السياسية بالداخل والخارج ام هو مجرد لقاء بين الحكومة والفصائل المسلحة وحزب الأمة لوجود الامام بالخارج حسب ما ظلت تردد الحكومة وآلية الحوار الوطني (7+7) يتمخط عنه مشاركة الآخرين في الحوار الوطني بالداخل؟ المهدي في خطابه ذكر أن المؤتمر التحضيري الذي طرحه الاتحاد الافريقي مؤتمر شامل يجمع كل الفرقاء السودانيين بالداخل والخارج أحزاب وفصائل مسلحة ولا يستثنى احد، ويأتي هدف المؤتمر في وضع خارطة طريق للحوار الوطني، وأجراء الترتيبات اللازمة لنقل الحوار بالداخل حتى يكون حوار وطني خالص حسب قوله، حرص الامام على شمولية المؤتمر التحضيري وتأكيدات الحكومة حول حصره على الفصائل المسلحة وحزب الأمة بالاضافة لآلية (7+7)، هو ما يعكر صفو الاجواء التي يمكن عبرها الامام العودة الى حضن الوطن في ظل اهتمام المهدي الاخير بالحل الشامل، التباعد بين مواقف المهدي والحكومة خاصة في الحوار الدائر الآن والتي تريد له الحكومة أن يستمر بهذا الشكل حسب تأكيداتها ورفض الامام له من قبل اثناء تواجده في البلاد وخارجها مما صاحبه ردود فعل من المهدي بتجميعه لأبرز القوى المعارضة بالداخل والخارج تحت نداء السودان، هو ما يضع في الحسبان عدم إمكانية عودة المهدي اذا لم يضمن مشاركة حلفائه في هذا الحوار الذي عدوه مجرد حوار تحاور به الحكومة نفسها، مما يجعل من إحتمالية أن يخسر الامام كل رصيده الذي جناه من تواجده في القاهرة أن يذهب مهب الرياح ضرباً من اضرب المستحيل، متابعين للشأن السياسي يتساءلون عن ما اذا شارك الصادق المهدي في المؤتمر التحضيري مهما كان شكله فهل سيعود للبلاد؟ وثم ماذا بعد العودة؟ هل سيشارك في الحوار الذي رفضه من قبل؟، المؤشرات توحي بأن الصادق المهدي لن يشارك في المؤتمر التحضيري خاصة وأن نائب رئيس حزب الامة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر استبعد في تصريحات صحافية سابقة امكانية مشاركة رئيس حزبه في المؤتمر التحضيري خاصة وأن الدعوة لم تصل للحزب حتى الآن على حد تعبيره للمشاركة في المؤتمر التحضيري. نقلاً عن صحيفة ألوان 3/11/2015م