تتزايد التكهنات في اوساط صناعة الطيران في الغرب التي ترجح احتمال سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء يوم السبت الماضي بعمل ارهابي مخطط له بشكل مدروس. وبلغت هذه التكهنات ذروتها عندما افادت وسائل اعلامية امريكية امس ان قمرا صناعيا عسكريا رصد "وميضا حراريا" فوق صحراء سيناء لحظة تحطم الطائرة الروسية التي قتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا. وقال الخبراء ان تناثر انقاض الطائرة وجثث الركاب على رقعة واسعة، يشير الى ان الطائرة تفككت في الجو، وقالوا ان الحادث نادر، لكن حوادث مشابهة وقعت في السابق، لكن وجود حروق في بعض الامتعة وجثث الركاب، رجح احتمالات حدوث انفجار في الجو على ارتفاع يزيد عن ثلاثين الف قدم. ويؤكد محللون وخبراء في شؤون الطيران ان رصد القمر الصناعي وميضا حراريا لحظة الحادث ربما جاء نتيجة لانفجار قنبلة. وبدأ محققون الثلاثاء تفريغ الصندوقين الاسودين الذي يسجل احداهما المحادثات التي تجري في قمرة القيادة، والآخر بيانات الرحلة، وترددت انباء ان التسجيلات الصوتية للطائرة الروسية المنكوبة أشارت إلى وجود أصوات غير مألوفة في مقصورة القيادة، فيما يعكف الخبراء على تحليل مضمونها، ولم يصدر اي معلومات مؤكدة بشأنها، حتى كتابة هذه السطور. وتتعاطى السلطات المصرية بحساسية مفرطة مع كل التقارير التي تتحدث عن سقوط الطائرة من جراء تفجير ارهابي تقف خلفه "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية"، مثلما جاء في بيان لها ربط بين التفجير والتدخل العسكري الروسي في سورية. فاذا ثبت ان كارثة الطائرة جاء نتيجة تفجير ناجم عن دس قنبلة موقوتة في حقائب المسافرين في مطار شرم الشيخ، حيث اقلعت الطائرة فان هذا سيلحق ضربة قاصمة في قطاع السياحة المصري الذي يعيش فترة صعبة، وتقلصّ عوائده الى اقل من النصف بسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها، نتيجة احداث امنية مضطربة في صحراء سينا، واماكن اخرى، مثل الصحراء الغربية، بعد مقتل سياح مكسيكيين عن طريق الخطأ بهجوم للقوات المصرية. جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات القومية الامريكية قال انه لا يستبعد ان يكون تنظيم "الدولة الاسلامية" قد اسقط طائرة "ميتروجيت" الروسية في سيناء في مقابلة مع "سي ان ان". وتراجعت السلطات المصرية عن انباء، نسبت الى متحدث باسمها، تفيد بأن قائد الطائرة اصدر نداءات استغاثة، وقالت "ان الطائرة لم يصدر عنها اي نداء استغاثة او انها كانت تعاني من مشاكل قبل اقلاعها من مطار شرم الشيخ باتجاه سان بطرسبرغ الروسية. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر عن انزعاجه من التقارير التي تشير الى احتمالات سقوط الطائرة بعمل ارهابي، عندما قال امس في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان "ان ادعاء داعش بانها اسقطت طائرة الركاب الروسية فوق سيناء محض دعاية تهدف الى الاضرار بسمعة مصر". "الدولة الاسلامية" التي احتفل انصارها على مواقع التواصل الاجتماعي بسقوط الطائرة واعتبروه "انجازا" كبيرا، وتبادلوا التهاني فيما بينهم، لم تصدر اي بيان آخر غير الاول الذي تبنت فيه المسؤولية عن الجريمة. التكهنات مستمرة، وستظل كذلك حتى يخرج بيان رسمي عن السلطات الروسية حول ما يتضمنه الصندوقان الاسودان من معلومات تتعلق بأسباب سقوط الطائرة. المصدر: رأي اليوم 4/11/2015م