عنوان مثير بالطبع به إيحاء السودان أعلن الحرب على دولة إثيوبيا. تزامن هذا الخبر مع زيارة الرئيس المرتقبه للقاهرة وهوفخ نصبه المصريون للوقيعة بين السودان وإثيوبيا لكن السودان اكبر من ان يقع بشباكه. ورد هذا الخبر بوسائل الإعلام المصرية وهي دائماً ما تصطاد في الماء العكر بغرض تدعيم موقفها بشأن سد النهضة الأثيوبي وهو خبر من شأنه أن يجعل السودان في خانة الاتهام بالنسبة للدولة الإثيوبية الشقيقة. علماً أنه إخراج لتصريح السيد وزير الخارجية بروف غندور من سياقه عند لقائه ببعض المثقفين والإعلاميين المصريين حين قال إن امن مصر المائي من الأمن المائي للسودان أيضاً ولا يمكن للسودان أن يكون مصدر قلق لمصر من خلال قضية سد النهضة وهذا تصريح ليس بجديد ولم يكن الأول بل ذكره وزير الري معتز موسى في إحدى القنوات المصرية وأكده أيضا السيد الرئيس لوزير خارجية مصر سامح شكري خلال لقائه به بعداجتماعات للجنة السداسية الأخيرة بالخرطوم لكن كعادة الاعلام المصري ومثقفي مصر دائماً يحملون فشلهم وأخطاءهم لغيرهم كما حاولوا في السابق وضع السودان فى خانة الاتهام امام الشعب المصري حين قالوا أن السودان باع مصر وتضامن في السابق مع إثيوبيا بغرض حصار مصر مائياً مما جعل التواصل الاجتماعي مساحة لشتم وسب السودان حكومة وشعباً. لكن يحمد لقائد الانقلاب إن تصريحاته التي أكدت على متانة العلاقات مع السودان وبالتالي قطع لسان إعلامه الفاجر ونفي شبهة الاتهام بالتضامن مع أديس أبابا مضافاً إليها حديث هاشم مغازى وزيرالري المصرى عن موقف السودان الواضح على قناة صدى البلد مؤكداً ان السودان لم يقف موقفا عدائياً من مصر ولا وسيط لتقريب وجهات النظر بين الجانبين المصري والأثيبوبي وإنما يرى أن مصلحته في قيام السد وهذا من حقه ومثل هذه التصريحات لم تعهدها من الساسة المصريين على مر التاريخ. ورود مثل العنوان على وسائل الاعلام المصرية وفى هذا التوقيت تزامناً مع وجود السيد وزير الخارجية بالقاهرة وقبيل الزيارة المرتقبة للسيد رئيس الجمهورية لمصر له أهداف أتمني أن تفطن لها قياداتنا السياسية وهي رسالة لإثيوبيا بأن هنالك تغيرا في الموقف السوداني بخصوص قضية سد النهضة وهذا يعنى توتر العلاقات بين السودان وإثيوبيا ان انطلت عليهم هذه الحيلة الساذجة مع قناعتي بثقة الاخوة الإثيوبيين في موقف السودان وحرصه على المصالح المشتركة للبلدين لكن أرجو من حكومتنا ردا واضحاً بهذا الخصوص يزيل أى شكوك إثيوبية مستقبلاً. إضافة إلى ذالك أتمنى من السيد الرئيس فى زيارته المرتقبة للقاهرة أن يناقش القضايا الخلافية بين البلدين وان تكون هنالك رؤية واضحة لحل الخلافات, لقد مللنا الحديث عن العمق الأستراتيجى وابناء النيل وتاريخ وحضارة مشتركة ومنها قضية حلايب التي تجاوزت البعد السياسى واصبحت مثار اهتمام الشعبين وحرصا على العلاقة بين البلدين كما يقول الأخوة المصريون أن يقبلوا اتفاقا للحل النهائي اقله القبول بالتحكيم الدولي. كما حدث في قضية طابا مصر وإسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد هذا إن كان حقاً تريد القاهرة تأكيد حرصها على علاقات استراتجية مع الخرطوم مبنية على الندية والتوازن والمصالح المشتركة. نقلاً عن صحيفة الصيحة 2016/1/13م