شهدت السنين السابقة تزايداً كبيراً في أعداد المهاجرين إلى إسرائيل من دول إفريقيا عبر الحدود المصرية ، والسبب في ذلك يرجع إلى الحروب الدموية التي تشهدها القارة الإفريقية وكذلك التغييرات المناخية المتطرفة في أفريقيا تدفع بأفارقة كثيرين للوصول بشكل جماعي إلى الأراضي الإسرائيلية عبر الأراضي المصرية. تكوين أسرة وجدت إسرائيل فرصة ذهبية في توافد العمال الأجانب، باعتبارها ظاهرة عابرة وأيدي عاملة رخيصة وجاهزة ومؤقتة، غير أنه على غرار أوروبا فضل عدد كبير من المهاجرين البقاء في إسرائيل، واستقدموا أسرهم، أو كونوا أسراً لهم في إسرائيل ، وحولوا إقامتهم المؤقتة إلى إقامة دائمة واستقرار . طريقة استخدام مهاجري العمل إلى البلاد، اتسمت بخاصية إسرائيلية يتصرف فيها المسئولون الإسرائليون كيفما شاؤا ، وعن طريق منح تراخيص لأرباب العمل وفقاً لسقف ثابت ومحدد وربط العامل برب العمل عن طريق ختم جوازه باسم رب العمل وحظر عليه العمل لدى رب عمل آخر. الحكومة الإسرائيلية منحت التراخيص وفقا لطلبات أرباب العمل لكل حالة على انفراد دون تحديد سياسة تلزم بتشغيل عمال دخلوا إلى إسرائيل أو إخراج العمال الذين انتهت مدة عملهم. وهاجر الافارقة إلى إسرائيل من الدول الأفريقية منذ منتصف عقد التسعينات في أعقاب الحرب الدموية التي اندلعت في الكونغو الديمقراطية حيث قتل أكثر من خمسة ملايين شخص. عداء المسلمين ويذهب يوسف السيد (مركز الراصد) والمهتم بالدراسات الاستراتيجية إلى أن هجرة الأفارقة لإسرائيل تمثل خطراً كبيراً، فالأخيرة تعادي المسلمين، ومع ذلك يهاجر إليها مسلمون من كل دول إفريقيا، وكذلك يهاجر إليها لا دينيون، فترويج إسرائيل لبلدها يجذب الناس للهجرة ، ويقولون إسرائيل هي أرض الديمقراطية والثقافة والرفاهية، وهجرة الأفارقة ورائها خطورة ، حيث يتم تجنيدهم بعد ذلك، ويتلقون دورات متقدمة في الحاسوب ، وإعداد التقارير الأمنية ، ويرسلون إلى بعض الدول لكتابة التقارير، عن الأوضاع الأمنية وطبيعة المجتمع. ارتفاع الجريمة ويري مراقبون إن شرطة إسرائيل أشارت في عدد من التصريحات الصحفية إلى ارتفاع بارز وكبير في مستوى الجريمة والعنف في ميناء إيلات، فالمهاجرون يكثرون من الشجار العنيف بينهم، بسبب الصراع القبلي. غير أنه إلى جانب المهاجرين الجدد تبرز مجموعات المهاجرين من أجل العمل، ونسبة المرضى بينهم كبيرة، وينتقل المرض فيما بينهم . وغالبية المهاجرين يتركون أسرهم وراءهم، هذه الحقيقة تتواءم مع الهجرة لأغراض العمل والتي تتناسب مع عملية العولمة، حيث يتعين على الدولة مواجهة الهجرة، وهي المسألة الأكثر إثارة للقلق في ظل غياب معطيات عددية دقيقة بحجم الظاهرة. ويضيف خبراء في الشان الإفريقي أنه يجب منع الهجرة عن طريق إقامة حاجز جسماني وفرض قيود قانونية تمنع منح تراخيص العمل وكذلك تشديد شروط الإقامة. دعوة غير بريئة: وفي وقت سابق استهجنت تونس تصريحات وزيرة إسرائيلية دعت فيها إلى ترحيل يهود تونس، ومنحهم مساعدات لمغادرة الأراضي التونسية، ورفضت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها مثل هذه التصريحات التي زعمت فيها الوزيرة الإسرائيلية صوفيا لندبر، التي تنتمي إلى الحزب الإسرائيلي العنصري "إسرائيل بيتنا"، أن اليهود يعانون أوضاعا اقتصادية سيئة في تونس. وأشارت الخارجية التونسية في بيانها إلى أن تونس "تلقت بكل استياء" هذه التصريحات التي "تشكل تدخلا سافرا" في شؤون البلاد الداخلية، وتنطوي على "دعوة غير بريئة إلى مواطنين تونسيين للهجرة إلى إسرائيل". وأضافت أن مثل هذه التصريحات "ليست معزولة عن محاولات إسرائيلية تهدف إلى تشويه صورة تونس بعد الثورة وإثارة الشكوك حول أمنها وإقتصادها وإستقرارها". وأعربت الخارجية التونسية في بيانها عن إستغراب تونس من صدور "مثل هذه التصريحات من مسؤولة حكومية في دولة دأبت على إنكار حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى موطن آبائه وأجداده في تحد سافر للشرعية الدولية". وأكدت في المقابل أن أتباع الديانة اليهودية من المواطنين التونسيين "شكلوا على إمتداد التاريخ جزءا لا يتجزأ من المجتمع التونسي في تعايش ووئام مع كافة مكوناته وفى كنف الإحترام التام لحقوقهم وحرياتهم كجماعة دينية مستقلة". الشرطة بالمرصاد: والمتابع لمسيرة الهجرة يري أن القيود التي فرضها الاتحاد الأوربي على الهجرة بالتنسيق مع دول شمال أفريقيا جعلت كثير من المهاجرين السريين في السودان يقصدون إسرائيل عبر الأراضي المصرية، فالتهريب من الخرطوم إلى منطقة سيناء المصرية يتطلب دفع ثلاثة ألف دولار مقابل الشخص الواحد، حيث يتم الوصول إلى إسرائيل عبر فتحات في الأسوار الشائكة التي تقيمها إسرائيل على حدودها مع مصر، ولكن المشكلة التي باتت تواجه المهاجرين إلى إسرائيل تتمثل في عدم السماح لهم بمغادرة إسرائيل إلى بلدان أخرى. يقول خبراء أمنيون إن الشرطة تترصد لكل مهاجر إلي إسرائيل من أيٍّ من الدول الإفريقية لأنهم غير شرعيين، وكذلك ترصد تحركاتهم وتلاحقهم بسبب مخالفتهم لقوانيين الهجرة ، ويضيفون أنه مع ذلك فهناك أعداد كبيرة من المهاجرين يتمكنون من دخول إسرائيل . مواطن درجه رابعة: ويضيف يوسف أن الهجرة سلاح ذوي حدين، خصوصا أن الدول الإفريقية تعاني ضعفاً في اقتصادها، وسياساتها، ومجتمعها.. وبسبب الحروب يهاجر كثير من الناس، ويعتبرون أن أفضل مكان للهجرة هو إسرائيل!!.. وتلعب الأجهزة الإعلامية تلعب دوراً كبيراً في تأكيد هذه الصورة!!.. ولكن الحقيقة أنه في اسرائيل يعتبر أي مهاجر لها مواطناً من الدرجة (الرابعة)، وهؤلاء عندما يذهبون يصطدمون بالواقع!!.. كما أنه لا توجد ديمقراطية ولا حرية بل هم (جواسيس) للدول المجاورة.