مر عام 2011 بكل تفاصيله وترك بصمات واضحة جدا ومميزة على صفحات التاريخ لن تنمحي وشهد هذا العام ثورات الربيع العربي والتي تأججت بسبب الظلم والطغيان الذي مارسه بعض الحكام الديكتاتوريين ضد شعوبهم ، أنها كانت سنة اختزلت التاريخ ورسمت تصوراً للمستقبل الذي يأمل الجميع أن يكون أفضل من الماضي! وفي هذا الصدد نوجه الدعوة للحكومة والاحزاب وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والنقابات وممثلي الحراك الشعبي في كافة انحاء السودان الى البدء بالحوار، وبأسرع وقت ممكن، وعدم تضييع الوقت وصولا الى قواسم مشتركة ووفاق وطني حول كافة القوانين والتشريعات وفي مقدمتها قانون الانتخابات والاحزاب، واجراء انتخابات نيابية نزيهة شفافة تفضي الى مجلس نواب يمثل الشعب ، وقادر على تلبية طموحاته واحلامه واشواقه وقادر على استئصال الفساد من جذوره ، للخروج من الواقع الذي وصلت اليه البلاد والعباد. ولا مناص امام الحكومة الا العمل وبسرعة واطلاق اشارة البدء وبمشاركة ممثلي كافة الاطياف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية والمرأة والطلاب وممثلي الحراك الشعبي للوصول الى وفاق وطني يفتح صفحة جديدة متميزة في تاريخ هذا الوطن لترسيخ الديمقراطية والتعددية والمساواة والعدالة وصولا الى تداول السلطة بتكليف الحزب الفائز بالاغلبية . لذلك لا بد من الاشارة الى خطورة رفض الحوار، والاحتكام الى الحلول الآنية، كما حدث في ليبيا، واليمن وسوريا ، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للحروب الاهلية والتدخلات الاجنبية ، وجر البلاد والعباد الى مصير مجهول. وفي نهاية الأمر تتسبب سلبيات كل ذلك حتما بالإضرار بالوطن ككل لأن الحكومة ذات القبضة البوليسية لا هم لها غير البقاء ولكن..! لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ