الخرطوم - اعتقل جهاز الأمن والمخابرات السوداني إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد بعد اقتحام قوات أمنية وشرطية لمنزله في مدينة النهود، وتفتيشه بدقة، ووجهت له عدة تهم من بينها تقويض النظام. وسخر فاروق أبو عيسي رئيس التحالف المعارض، من الاعتقال، وقال إن هذا يؤكد أن نظام البشير يرتد إى الخلف بسرعة شديدة عن مبادرة الحوار التي أطلقها الرئيس في يناير الماضي. وقال في تصريح ل"العرب": البشير كان يقصد حوارا يحل أزمة حزبه، وشراء للزمن حتى الوصول إلى الانتخابات في مطلع العام القادم، ليتم إعلان الدستور المعدّ سلفا". وتابع هم يبحثون عن شرعية جديدة وهذا ما توقعناه عندما رفضنا الحوار، والانتخابات ستكون لعبة مكشوفة ولن نشارك فيها". وأشار أبو عيسي إلى اتصالات يجريها تحالف المعارضة مع الجبهة الثورية المسلحة لوضع السيناريو البديل بعد أن تأكد عدم صدقية الحكومة في الحوار. وأكد أبو عيسي أن المعارضة بالتنسيق مع الجبهة الثورية ستعمل على تقوية واستمرارية الحراك الجماهيري استعدادا للانتفاضة الشعبية وإسقاط حكومة البشير. فاروق أبو عيسي: البشير كان يهدف إلى حوار يحل أزمة حزبه، ويربح به مزيدا من الوقت يذكر أن حزب المؤتمر السوداني، بدأ نشاطا مكثفا من خلال جولة يقوم بها الحزب إلى ولايتي غرب وشمال كردفان، متمثلا في زيارات إلى عدد من القرى، وبقيام ندوة جماهيرية في مدينة النهود ومن ثم المشاركة في أعمال المؤتمر العام الأول ل"مؤتمر الشباب السوداني". ويعدّ حزب "المؤتمر" أحد أحزاب تحالف المعارضة الرافضة للحوار من نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير. واعتاد الحزب على إقامة ندوات تقف ضدّ الحوار وتطالب بإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية. وباعتقال الشيخ، يكون ثاني رئيس حزب فاعل في الساحة السودانية يتمّ اعتقاله بعد اعتقال وسجن رئيس حزب "الأمة القومي" المعارض الصادق المهدي، في الفترة الأخيرة. وقال بيان الحزب إن قوة من الشرطة اقتحمت منزل الشيخ في مدينة النهود، "دون إبداء أسباب"، كما يرفض حزب المؤتمر الحوار مع الحزب الحاكم بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني لإنهاء الأزمة الاقتصادية في البلاد. وأضاف الحزب "نؤكد مرة أخرى أننا لن نساوم ولن نهادن ولن نحاور وما بيننا وبينهم الشارع السوداني الذي سيزيل بلا شك هذا النظام القمعي الفاسد". وتعتقل السلطات السودانية رئيس وزراء السودان السابق الصادق المهدي منذ السابع عشر من مايو الماضي بعدما اتهم وحدة عسكرية بارتكاب انتهاكات واغتصابات ضد المدنيين في إقليم دارفور المضطرب.