الكثير من التونسيين يعتبرون مرشح حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي رجل خبير تحتاجه البلاد في هذه المرحلة بعد ثلاث سنوات اتسمت بالاضطراب. العرب التونسيون أعطوا ثقتهم للرجل المناسب ليكون رئيسا لهم تونس- تظهر النتائج شبه الكاملة بعد فرز حوالي 75 بالمئة من الاصوات الصحيحة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية، ان الباجي قائد السبسي، مرشح حزب نداء تونس، يتجه للفوز برئاسة البلاد على حساب منافسه، الرئيس المنتهية ولايته والمرشح المستقل، المنصف المرزوقي. وبحسب احصاء غير رسمي فقد حصل السبسي بعد فرز حوالي ثلاثة أرباع الاصوات الصحيحة على نسبة 54،5% من الاصوات فيما حصل المرزوقي على 45،5%. ويعني ذلك أن النتيجة الكاملة النهائية قد تتغير فقط بنسبة 1 الى 2 بالمئة على أقصى تقدير، مقارنة بالنتيجة الخاصة ب75 بالمائة من الأصوات، وذلك استنادا إلى توجهات التصويت التي عادة ما تستقر الى حد كبير بعد فرز أكثر من نصف الاصوات أو ثلثي الأصوات على أقصى تقدير، وفق قواعد الاحصاء وسبر الآراء المتعارف عليها. وما يدعم هذا الطرح أن نسبة ال75% شملت كل الدوائر، ما يعني ان هذه الاصوات تمثيلية وتعكس بشكل دقيق مختلف توجهات الناخبين، ومن المستبعد في ضوء ما سبق ان تغير ال25% من الاصوات المتبقية من النتائج الا في حدود من 1 الى 2 بالمئة. ويرجع عدم اكتمال فرز الاصوات حتى فجر الاثنين، إلى عمليات اعادة الفرز في بعض مكاتب الاقتراع، لمزيد من التدقيق، فضلا عن تاخر ايصال الصناديق في عدد من مراكز التجميع حيث تتم علمية فرز الأصوات لأسباب لوجستية. وينتظر ان يكتمل الفرز نهار الاثنين. ولم يصدر بعد أي رد فعل رسمي من جانب حملة المرزوقي إزاء هذه النتائج. وينظر الى انتخابات الرئاسة على أنها الخطوة الأخيرة نحو إقامة نظام ديمقراطي كامل بعد أربع سنوات تقريبا من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. ويقود حزب السبسي العلماني البرلمان بعد أن هزم حزب حركة النهضة الإسلامي في وقت سابق هذا العام. وكان حزب النهضة قد فاز بأول انتخابات تشريعية في تونس في 2011. وقال السبسي الذي كان رئيسا للبرلمان إنه يهدي فوزه "لشهداء" تونس وشكر المرزوقي وأضاف أنه يجب أن يعمل الجميع معا دون إقصاء أحد. وقال مدير حملة السبسي إن "المؤشرات الأولية" تظهر أن السبسي فاز دون ذكر تفاصيل بينما احتفل مئات من أنصاره ولوحوا بعلم تونس. لكن منافسه المرزوقي (69 عاما) وهو نشط حقوقي سابق رفض مزاعم السبسي بتحقيق الانتصار وأشار الى انه سيكون الفائز حين تنشر النتائج الرسمية. وقال لانصاره من شرفة مقر حملته في تونس العاصمة إن تونس فازت اليوم والديمقراطية فازت وانه ينبغي أن يبقى الشعب موحدا. وبعد إقرار دستور تقدمي جديد وانتخاب برلمان كامل في أكتوبر أشيد بتونس بوصفها مثالا للتغيير الديمقراطي في منطقة مازالت تواجه آثار ثورات الربيع العربي في 2011 .وتفادت تونس إلى حد كبير الانقسامات التي حدثت بعد الثورات في ليبيا ومصر لكن توترات تحدث من حين لآخر. ولايزال الإسلاميون المتشددون الذين ظهروا بعد الانتفاضة يمثلون خطرا.وقتل مسلح الليلة الماضية وألقي القبض على ثلاثة آخرين بعد أن فتحوا النار على مركز اقتراع في محافظة القيروان بوسط تونس.وحصل السبسي على 39 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى في نوفمبر في حين حصل المرزوقي على 33 في المئة. ويرفض السبسي ما يقوله منتقدون من أن فوزه سيمثل عودة لرجال النظام القديم. ويقول إنه الرجل الخبير الذي تحتاجه تونس بعد ثلاث سنوات اتسمت بالاضطراب في ظل حكومة ائتلافية قادها إسلاميون. ويربط الكثير من التونسيين فترة رئاسة المرزوقي بحكومة حزب حركة النهضة التي يقول معارضون إنها كانت متراخية اكثر من اللازم مع الإسلاميين المتشددين. وتلعب المواءمات دورا مهما في الحياة السياسية التونسية فقد وصل حزب السبسي وهو نداء تونس الى اتفاق مع حزب حركة النهضة الإسلامي لمحاولة تجاوز الأزمة التي نجمت عن اغتيال اثنين من المعارضين العلمانيين البارزين . ولا يملك الرئيس سوى صلاحيات محدودة فيما يتعلق بالسياسة الدفاعية والخارجية. وسيكون البرلمان ويقوده حزب نداء تونس الذي فاز بمعظم المقاعد هو الأساس في اختيار رئيس وزراء جديد لقيادة الحكومة.