Tue Apr 9, 2013 9:47pm GMT بوجوتا (رويترز) - نظم عشرات الآلاف من الكولومبيين مسيرات في بوجوتا وأنحاء البلاد يوم الثلاثاء ملوحين بالبالونات مرتدين ملابس بيضاء في تجمع من أجل السلام أحدث استقطابا في البلاد فاعتبره منتقدون تأييدا لمتمردي القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) الماركسية. وتقدمت حشود من الناس يهتفون "نريد السلام" باتجاه ساحة بوليفار الرئيسية في العاصمة على بعد عشرات الأمتار من المكان الذي اغتيل فيه المرشح الرئاسي الأسبق خورخي اليسير جايتان في التاسع من ابريل نيسان قبل 65 عاما. وقال الرئيس خوان مانويل سانتوس لدى انضمامه إلى الحشد "الأمة تعبر عن رفضها للعنف.. العنف الذي سبب كثيرا من الجراح والآلام." وتهدف المسيرة التي نظمها السياسيان اليساريان ايفان سيبيدا وبيداد كوردوبا لاظهار جبهة موحدة ضد العنف ودعما للسلام. لكنها قسمت الدولة حيث يعتقد الكثيرون أن هذه التحركات نقطة انطلاق لدخول فارك إلى السياسة. ودعا سانتوس الشعب في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إلى رفض من سماههم "أعداء السلام" والانضمام إلى المسيرة لاظهار الدعم لمحاولته التاريخية لإنهاء العنف المستمر منذ خمسة عقود مع المتمردين. وقال "السلام هدف سام لأي مجتمع." وبدأت كولومبيا التي تخوض حربا مع فارك منذ 1964 محاولة مثيرة للجدل للتفاوض بشأن السلام مع المتمردين في محادثات في هافانا في كوبا. ويقول منتقدون إن سانتوس يتفاوض من وراء ظهر الشعب ويعطي فارك كل ما تريده. ويسعى مفاوضو الجانبين للتوصل إلى أرضية مشتركة بشأن جدول أعمال من خمس نقاط بدءا بأصعب القضايا والمتمثلة في التنمية الريفية والإصلاح الزراعي. ويعتبر التفاوت الاجتماعي في ريف كولومبيا الواسع أحد الاسباب الرئيسية للصراع إذ تتركز ملكية الأراضي في أيدي قلة قليلة من الناس. وتنظم المسيرة في الذكرى السنوية لاغتيال جايتان السياسي اليساري الذي قتل بالرصاص بعدما اتضح أنه في طريقه للفوز بانتخابات الرئاسة عام 1948 والكفاح من أجل حقوق الفقراء. وأثار مقتله موجه عنف ومهد الطريق لتأسيس فارك. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)