حذر تقرير دولي صادر عن مجموعة من المنظمات الاوروبية و الافريقية المختصة في الاقتصاد بان عودة الحرب الاهلية بين شمال و جنوب السودان قد تكلف اكثر من مئة مليار دولار خلال قترة عشر سنوات، يتحمل السودان وحده اكثر من نصفها بينما تتحمل الدول المجاورة للسودان و المجتمع الدولي النصف الآخر. و تشير تقديرات تقرير "كلفة الحرب المستقبلية للسودان" و الذي صدر عن منظمة فرونتير اكونوميك، معهد الدراسات الأمنية، مجتمع التنمية الدولية و منظمة آيجس ترست، الى ان نشوب الحرب بين شمال و جنوب السودان عقب الاستفتاء على تقرير مصير جنوب المقرر في يناير المقبل قد يكلف السودان اكثر من خمسين مليار دولار من قيمة الناتج المحلي. و اضاف التقرير ان تأثير الخسائر الاقتصادية سيمتد ليشمل الدول المجاورة للسودان و بشكل خاص كل من يوغندا، كينيا و اثيوبيا و التي قال التقرير انها قد تخسر خمسة و عشرون مليار دولار في فترة عشرة سنوات، مما يقدر بأكثر بنسبة 34% من قيمة الناتج المحلي بتلك البلدان. و يشير التقرير ايضأ بان المجتمع الدولي قد يخسر اكثر من ثلاثين مليار دولار متمثلة في كلفة عمليات حفظ السلام و المساعدات الانسانية. و قال مدير منظمة فرونتير اكوموميك ماثيو بيل خلال مؤتمر صحفي لتدشين التقرير بالعاصمة الكينية نيروبي اليوم الخميس ان الدراسة تثبت الكلفة العالية للحرب. واصاف ماثيو في حديث لسودان تربيون ان هدف التقرير هو حث الاطراف العالمية و الاقليمية لطرح التساؤل الآتي: هل نحن نقوم بما فيه الكفاية لتحاشي حرب قد تكلف اكثر من مئة مليار دولار و اعداد لا حصر لها من الارواح؟ يأتي التقرير وسط مخاوف من ان استفتاء تقرير مصير جنوب السودان و المزمع قيامه في التاسع من يناير 2011 قد يؤدي لعودة الحرب الاهلية بين شمال و جنوب السودان و التي استمرت لاكثر من عقدين قبل ان تنتهي في عام 2005 بتوقيع اتفاق السلام الشامل بين حكومة الخرطوم و الحركة الشعبية لتحرير السودان.
