الخرطوم 5 يوليو 2014 صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، السبت، صحيفة "التيار" بعد طباعتها، وحسب معلومات ل"سودان تربيون"، فإن ضابطا يتبع للجهاز حضر إلى مطبعة "الكاظمية" بالخرطوم بحري بالتزامن مع انتهاء طباعة الصحيفة، وأمر بتحميل النسخ في سيارة "بوكس" وتوجه بها إلى جهة غير معلومة. صحفيون يرفعون شعارات تضامنية مع (الصيحة) امام مجلس الصحافة - فيس بوك وعلقت السلطات الأمنية صدور "التيار" لصاحبها عثمان ميرغني الى أجل غير مسمى في يونيو 2012 ولم تسمح للصحيفة بمعاودة الصدور إلا بعد عامين في يونيو الماضي، وذلك بعد فتحها لملفات فساد أشهرها ملف شركة الأقطان السودانية. وقال صحافيون في "التيار" إن المصادرة تمت بسبب خبر رئيسي للصحيفة يوم الجمعة حول سفر وزير المجلس الأعلى للاستثمار، مسؤول العلاقات السياسية في المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل إلى القاهرة مغاضبا بسبب تعثر الحوار الوطني. وعلق على اعتكاف الوزير بالقاهرة أيضا كل من رئيس تحرير الصحيفة عثمان ميرغني في عموده الراتب "حديث المدينة"، والكاتبة الصحفية شمايل النور في زاويتها الراتبة "العصب السابع". وأطلق الرئيس عمر البشير مبادرة للحوار الوطني في يناير الماضي، لكن المبادرة تتعرض لاختبارات حقيقية بعد أن شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات طالت زعماء أحزاب، بجانب مصادرة الصحف وتعليق صدورها، وهو الأمر الذي أعقبه تجميد حزبي الأمة القومي وحركة "الإصلاح الآن" مشاركتهما في الحوار. وأقدم رئيس البرلمان الفاتح عز الدين الأسبوع الماضي على طرد رئيس كتلة نواب حزب المؤتمر الشعبي المعارض في البرلمان من جلسة للتداول حول تعديلات قانون الانتخابات، ما أحرج حزب حسن الترابي الذي يعد من أشد المؤيدين لمبادرة الحوار. وعلى الرغم من أن الدستور السوداني يكفل حرية الصحافة، إلا أن السودان يتذيل مؤشر حرية الصحافة العالمي، بسبب الرقابة القبلية، وإغلاق الصحف، والاعتقال والحبس لفترات طويلة، بالإضافة إلى سوء معاملة الصحافيين. وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف. وأوقفت الشرطة يوم الجمعة الصحفية عائشة السماني العاملة بصحيفة "سيتزن" التي تصدر باللغة الإنجليزية، ضمن ناشطين سياسيين وصلوا مدينة النهود بغرب كردفان لمناصرة رئيس حزب المؤتمر السوداني المعتقل منذ 8 يونيو الماضي. كما تعتقل السلطات الأمنية الصحفي حسن اسحاق الذي يعمل لصالح صحيفة "الجريدة" بأحد سجون ولاية شمال كردفان، بالرغم من دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام.