في المسلسل الدائر في بلادنا والذي يسمى إفقار الناس ، دمجت فاتورة الماء بالكهرباء، كيما يعطش الفقراء إن لم يدفعوا المال لفائدة المؤتمر الوطني . دي مناظر وليس الفيلم. ويساق المواطن للمحكمة، ويسجن لو لم يدفع قروش النفايات، رغم أن الوسخ في أي حتة. دي مناظر قبل بداية الفيلم. وتدفع رشوة غصباً عن عينك كيما يوقع أي مسؤول على ورقة تهمك فيها حياتك أو موتك . دي جزء من مناظر الفيلم الهندي. ويلغي جواز سفرك فجأة لتدفع(300) جنيها أخرى ثمن جواز الكتروني، أما القروش لفائدة الحزب الحاكم . ويفرض عليك الرقم الوطني وتدفع 40 جنيهاً أخرى، كيما يستمتع السدنة والتنابلة بحوافزهم وامتيازاتهم . وتفرض عليك قيمة مضافة ، وأنت المستهلك وليس الصانع، كيما تضاف الملايين لحساب التنابلة . دي مناظر بس والفيلم جايي . وعلى المزارع أن يدفع رسوم ( موية ) والقطن عطشان ، وتكاليف تقاوي قمح فاسدة ، عشان خاطر عيون السدنة ، وإلا دخل الحراسات . دا منظر من مناظر الفيلم. ويشتغل العامل(18)ساعة في اليوم دون راحة أو استراحة بعقد مؤقت ينتهي كل(3)شهور، وبماهيةٍ لا تشتري ربع كيلو لحمة في اليوم . منظر والفيلم في السكة وتبيع الفقيرة الشاي تحت شجرة، فيصادرون العدة لتدفع(51) جنيها لزوم ما يلزم وإلا دخلت السجن وقطعت الشجرة ، دي استراحة قبل الفيلم . وتسوق ركشة يطاردك البوليس ، إما تدفع(90) جنيها ، أو تركن ركشتك في القسم إلى أجل غير مسمى ، دي استراحة تانية قبل بدء الفيلم . ويبدأ الفيلم ، الثلاثي الأبعاد ، باجتماع في قاعة فاخرة وأمام الحضور وجبات (الجداد المشوي) خوف الكولسترول ، والتحلية وأرخصها كريم الكرملة ، ثم الفواكه من العنب فما فوق ، بخلاف الحاجات الباردة والساخنة . وتتلى الأرقام على الحضور ،(3) مليون في ثلاثة معناها(9 )مليون في(2) معناها (18) مليون في(30) معناها(540) مليون يعني أكتر من نص مليار جنيه . وتأتي الترجمة الفورية للأرقام أعلاه ، (3) مليون مواطن فقير يهيمون في شوارع الخرطوم يومياً ، يقطعون الكباري ثلاث مرات علي أقل تقدير ، أما الرقم (2) فهو رسوم عبور الكوبري لكل مرة ، وال( 30) عدد أيام الشهر . إنها فكرة السدنة الجديدة لاستنزاف الناس في عصر مخطط الخرطوم الهيكلي ، إما تقطع الكوبري بي جنيهين وحركة ، أو تعوم زي السمكة . وعلى الشاطئ يلتقيك الكيزان ، ويقبضونك بتهمة العوم ( عريان) ، ويضربونك في المليان . أما نهاية المسلسل التعيس ، فتتزوج فؤادة عتريس ، وحديث يا عوض هليس. الميدان