«لن نعلن عن حزب سياسى بآليات وقوانين النظام، هذا اعتراف منّا بشرعية تلك القوانين». بعبارته الحاسمة تلك، ينقل عبدالعزيز كمبالى، أحد مؤسسى حركة «شباب 30 يناير السودانية»، عضو اللجنة العليا للحزب الديمقراطى الليبرالى، وجهة نظره وزملائه من مؤسسى الحزب ل«المصرى اليوم». يؤكد «كمبالى» أن اللعب بقواعد النظام التى يفرضها يعنى التسليم بالفشل سياسيا، لهذا اعتمدت حركة 30 يناير التى شارك «كمبالى» فى تأسيسها منذ البداية مناهج مختلفة فى العمل السياسى السلمى، بدأت بالتأكيد على علانية العمل السياسى والكشف عن أسماء وصور أعضائها، دون أى محاولات للتخفى، رغم ما يقود إليه ذلك من تسهيل مهمة اعتقالهم لنشاطهم المعارض للنظام. بعد خمسة أيام فقط من انطلاق الثورة الشعبية فى مصر فى الخامس والعشرين من يناير، وجد «كمبالى» وزملاؤه فى الحزب أن نجاح الثورة التونسية فى الإطاحة ب«بن على»، وما تلاها من نجاح للثورة المصرية فى الحشد وإرباك حسابات النظام، قد يقودان فى حالة استقدام الآليات نفسها لنجاح مماثل أو قريب فى السودان. عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك والمدونات السودانية جاءت الدعوة ل«ثورة 30 يناير»، طالب شباب الحزب وعدد من آمنوا بالفكرة وشباب «ممن ملّوا تكلس الأحزاب» سكان الأحياء بالخروج فى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام البشير، لتسارع حركة «التغيير الآن»، وحركة «قرفنا» التى ألفت العمل السياسى قبل ما يقرب من عام ونصف العام إلى المشاركة فى الدعوة والحشد، لينجح اليوم . رفعت الحركة ثمانية مطالب فى وثيقتها «ترتيبات الإعداد للثورة السودانية» من بينها : «إسقاط نظام عمر البشير وزبانيته، إنشاء حكومة وحدة وطنية تتولى عمل مؤتمر دستورى جامع وبرنامج إجماع وطنى يستوعب قضايا جميع الولايات السودانية وتتولى عقد انتخابات نزيهة خلال عام واحد، وقف العنف ضد المواطنين السودانيين فى دارفور وجميع ربوع الوطن، محاسبة المسؤولين عن جرائم العنف والفساد، إلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات». كان الوضع شبيهاً بالأيام الأولى للثورة فى مصر، فعلى «فيس بوك» توجد نشرة واضحة بأماكن الخروج للتظاهر، ومواعيد التجمع، كان الأمن ينتظر وكان الناس يعرفون بانتظاره، ورغم ذلك تحمس آلاف منهم للخروج فى مدن عدة.