السودان سلة غذاء عالمية تعتمد على المساعدات الغذائية الأممالمتحدة تحذر من دخول السودان في أزمة غذاء خانقة الفاو تكشف أن نحو 3.3 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي وهو رقم يمكن أن يرتفع إلى 4 ملايين خلال الأشهر المقبلة. القاهرة- خفضت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة توقعاتها لإنتاج الحبوب في السوان في الموسم الحالي بما يصل الى 70 بالمئة، وحذرت من أن يؤدي تزايد الصراعات وقلة هطول الأمطار في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان إلى تفاقم مستويات سوء التغذية الحادة بما يجر عواقب وخيمة على الفقراء في البلاد. حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من حدوث مزيد من التدهور في حالة الأمن الغذائي في السودان في حال عدم تقديم دعم عاجل للمزارعين والرعاة في البلاد. وقالت المنظمة الدولية في بيان لها أمس، إن انخفاض حصاد المحاصيل خلال موسم 2013 – 2014 بسبب تأخر الأمطار وندرتها والتي تراجعت دون المتوسط في المناطق الزراعية الرئيسية، يمكن أن يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي في السودان. وتوقع البيان أن يهبط إنتاج الحبوب بنسبة تصل إلى نحو 70 بالمئة عن متوسط إنتاج السنوات الخمس الماضية. واضافت المنظمة في بيانها أن الأسعار المحلية للحبوب، واصلت ارتفاعها المطرد منذ مايو من العام الماضي لتصل بحلول مارس الماضي إلى مستويات قياسية في معظم أنحاء السودان. 70 بالمئة نسبة التراجع المتوقع في إنتاج الحبوب والمحاصيل الأساسية في السودان عن متوسط إنتاج السنوات الخمس الماضية بحسب الأممالمتحدة وقالت إن ذلك أدى الى تراجع القدرة الشرائية لمحدودي الدخل بشكل حاد. وأشارت إلى أن أسعار المحصول الرئيسي من الذرة الرفيعة، ارتفعت بنسبة 70 بالمئة في مارس 2014، مقارنة بنفس الشهر في عام 2013. وتشير البيانات الحكومية المتحفظة إلى أن التضخم لم يتراجع على مدى سنوات طويلة عن حاجز 40 بالمئة خاصة منذ انفصال جنوب السودان الذي استأثر بنحو ثلثي الثروة النفطية. وتوقعت منظمة "فاو" بأن تتسارع وتيرة ارتفاع أسعار المحاصيل الرئيسية بسرعة كبيرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وبمعدل يتراوح بين 10 إلى 15 بالمئة في المواد الغذائية الأساسية. وقالت إن نحو 3.3 ملايين شخص يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي والمرجح أن يرتفع الرقم إلى 4 ملايين في غضون الأشهر المقبلة نتيجة لعدة عوامل، منها زيادة الصراع والنزوح في ولاية دارفور وتحركات اللاجئين من جنوب السودان المجاورة، وانخفاض حصاد المحاصيل، وتزايد أسعار المواد الغذائية. وأضافت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، أن بعض مناطق السودان، من المتوقع أن تتردى الأوضاع فيها إلى مستويات الطوارئ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما يؤدي إلى تفاقم مستويات سوء التغذية الحادة ويجر عواقب وخيمة على الفئات السكانية الأضعف. 80بالمئة من سكان المناطق الريفية في السودان يعتمدون على الزراعة وأوضاعهم تسير من سيء إلى أسوأ بحسب الأممالمتحدة وقالت المنظمة الدولية، أن من أسباب انعدام الأمن الغذائي في السودان، تجدد العداوات في دارفور (غرب السودان)، التي أدت إلى نزوح أكثر من مئتي ألف شخص منذ بداية العام الحالي. وأضحت أن فرار السكان من مناطق الصراع أدت إلى فوات المواعيد الموسمية الحرجة للزرع والحصاد، خاصة في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال الخبير عبدي أدان جاما، ممثل منظمة فاو في السودان، إن الوضع في البلد الذي يمكن أن يكون سلة غذاء عالمية أصبح "يمثل أزمة منسية تسير من سيء إلى أسوأ، ونحن بحاجة ماسة الآن إلى ضمان أن يصبح الرعاة الفقراء والمزارعون المتضررون في وضع يمكنهم من استعادة سبل معيشتهم وإشباع أسرهم، والحد من اعتمادهم على المعونة الغذائية وإعادة بناء حياتهم". وأضاف ممثل فاو في السودان، أن "نحو 80 بالمئة من سكان المناطق الريفية في السودان يعتمدون على الزراعة لتحصيل غذائهم ودخلهم، وإذا لم ندرك مدى خطورة الوضع ونتدارك الأزمة في الوقت المناسب فإن الوضع سيتدهور إلى ما هو أسوأ بكثير". عبدي أدان جاما: إذا لم ندرك خطورة الوضع فإنه سيتدهور إلى ما هو أسوأ بكثير وتحاول منظمة الأممالمتحدة لللأغذية والزراعة جمع 19 مليون دولار، من الجهات المانحة الدولية، لتنفيذ سلسلة من التدخلات العاجلة في السودان تستهدف ما يصل إلى 5.4 ملايين شخص، ولم تتلق حتى الآن سوى سبعة ملايين دولار، مما خلق فجوة في التمويل بمقدار 12 مليون دولار. وتعتزم المنظمة إمداد تسعمئة ألف من الأسر الأشد ضعفا بأدوات سبل المعيشة، ويشمل ذلك محاصيل متعددة الأغراض تستجيب ليس فقط للاحتياجات الغذائية الأسرية وإنما تساعد أيضاً في حماية التربة، إلى جانب توفير الأعلاف للثروة الحيوانية بهدف استمرار إنتاج الحليب. وتتخبط الحكومة السودانية في أزمات سياسية خانقة وهي تعاني من سوء الإدارة والفساد وتواجه اتهامات بالتلاعب في ملفات الصراع في العديد من مناطق البلاد، وتتجه إليها الكثير من الاتهامات في تغذية الصراعات في البلاد. واستقل جنوب السودان في يوليو تموز 2011 بعد استفتاء نص عليه اتفاق السلام المبرم عام 2005 لإنهاء حرب اهلية استمرت اكثر من عقدين. وفيما احتفظ جنوب السودان بالحيز الاكبر من الحقول النفطية بقيت أغلبية البنية التحتية للأنابيب في السودان. وتعد موارد عبود نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية من مصادر الدخل القليلة لحكومة الخرطوم. وكانت جوبا تصدر نحو 350 ألف برميل يوميا عبر موانئ السودان لكنها تراجعت بشكل كبير منذ تفجر الأزمة السياسية التي تعصف بجنوب السودان.