رحب مثقفون سودانيون بقرار الجامعة العربية الخاص بتعليق عضوية سوريا في مجلس الامن ومطالبة الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق احتجاجا على القمع الدموي لنظام الاسد للثورة السورية . وطالبوا الجامعة العربية بإتخاذ موقف مماثل تجاه حكومة عمر البشير المطلوب دوليا للمحاكمة في لاهاي بإرتكابه ابادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور وشنه لحرب شاملة على شعبه في جنوب كردفان والنيل الازرق وحتى الخرطوم . وقال الأستاذ الرشيد سعيد يعقوب الصحفي السوداني ورئيس دورية (تي تي يو) الباريسية وتعنى بالاخبار الاستراتجية في الوطن العربي في مقابلة مع (راديو دبنقا) حول (لماذا لم تتخذ الجامعة العربية قرارات مماثلة تجاه السودان )، ان المطلوب الان من كافة قوى المعارضة المسلحة والمدنية ان تطرق على ملف البشير وتدفع به الى طاولة الجامعة ، مشيرا الى ان الجامعة العربية لديها سابقة في هذا الموضع وذلك بإحالتها لملف القذافي في ليبيا وابنه سيف الاسلام الى محكمة الجنايات الدولية عبر مجلس الامن. ودعا الى الدفع بهذا الملف للجامعة بحيث لايكون عندها خيار غير ان تتخذ قرارات لمصلحة الشعب السوداني . ودعا الرشيد كذلك السودانيين وقواهم السياسية والمدنية لتوثيق كل ما يجري في دارفور، والنيل الازرق ، وجبال النوبة ، وجنوب كردفان ، والخرطوم ، وكل مناطق السودان الاخرى ، لوضع الجامعة العربية امام الاختبار الحقيقي الذي لاخيار امامه سوى اتخاذ القرارات لمصلحة اهل السودان . ومن جانبه رأى البروفسير عبدالله عثمان التوم الباحث والاكاديمي رئيس قسم الاجتماع بجامعة ايرلندا الوطنية ، ان واحدة من اسباب عدم تحرك الجامعة العربية لاتخاذ موقف تجاه حكومة البشير مماثل لما جرى في سوريا، يعود الى الاعتقاد في الوطن العربي ان الصراع الدائر في السودان بين العرب وغير العرب ، وحتى وصفهم وتسمياتهم للحركات في دارفور بالافارقة ، والبقية عرب، وهذا التقسيم خاطيء. وأضاف قائلا الجامعة العربية تعتقد انها اذا طبقت قرارا مماثلا على البشير سيسقط وبالتالي سيفقد السودان انتماءه العربي ، ويخلق مشكلة ، وهذا تفكير خاطيء جدا. وأكد البروفسير عبدالله التوم ان الجامعة العربية والدول العربية تتغاضى عن انتهاكات حقوق الانسان والجرائم التي يرتكبها البشير ونظامه في السودان حتى يحافظوا على وجود البشير في السلطة ، بإعتبار ان وصول قوى الهامش ودارفور يعيد توجيه السودان للجانب الافريقي بعيدا عن العالم العربي ، وهو خطأ ايضا.، واكد ان المطلوب الان ان يبادر السودانيون بتوعية العالم العربي وتطمينه ان السودان به انتماء عربي وافريقي وحتى اذا زال البشير فإن ذلك لايعني تغير موقف السودان. فالسودان سيظل ملتزما للعالم العربي والاسلامي والافريقي ، رغم اننا نعتقد ان ان الجانب الافريقي مهمش وهو محور مهم لابد من وضعه موضع الاعتبار ، وشدد على ضرورة التحرك لاصلاح هذا الخطأ مشيرا الى الاعتقاد السائد في الفكر العربي الآن بان الثورة الشعبية القائمة في السودان ضد العروبة او تقوض مصالح الوطن العربي ، وهذا تفكير خاطي ويجب ان يزول . وأكد ان المطلوب لتصحيح هذا الفكر الخاطيء ان يتم تحرك من كافة الاطراف المعنية اعلاميا وثقافيا ودبلوماسيا حتى يطمئنوا الدول العربية بان التحول الجاري في السودان لصالح الجميع وعليهم مساندته والتخلي عن البشير ونظامه المطلوب للمحاكمة دوليا .