- الصندوق القومي للمعاشات ذلك الصرح الاجتماعي الشامخ الذي يمثل صمام الأمان لشريحة المعاشين ظل منذ نشأته يعمل علي الارتقاء بحياة المعاشين متبنيا العديد من السياسات الفاعلة المساهمة في تحقيق حياة كريمة تليق بهذه الشريحة التي قدمت الغالي والنفيس من أجل بناء الوطن وللبحث في أضابير هذه المؤسسة العريقة عن التحديات التي تواجهها كان هذا الحوار الثر الذي أجرته (سونا) مع الأستاذة ماجدة محمد محمود المدير العام للصندوق القومي للمعاشات فالي مضابط الحوار:- س: كم يبلغ عدد المستفيدين من المعاش بالصندوق حتي الآن وحجم المبالغ المرصودة لذلك؟ ج: في البدء نرحب بوكالة السودان للأنباء (سونا) ونثمن اهتمامها بقضايا المعاشين يبلغ عدد المعاشين في الوقت الراهن 172 ألف معاشي ونتوقع ان يصل العدد الي 183 ألف معاشي بنهاية العام الحالي، أما التكلفة المالية فإن ميزانية هذا العام تبلغ 944.8 مليون جنيه بواقع تكلفة شهرية 78.8 مليون جنيه هذه الأرقام بخلاف ما يصرف علي المشاريع الاستثمارية والإسناد الاجتماعي. س: ما هي الجهود التي يبذلها الصندوق لتقديم خدمة أفضل للمعاشين مستقبلا؟ ج: ينتهج الصندوق منذ نشأته الجودة وترقية الخدمات المقدمة للمعاشيين بهدف تحسين البيئة والمعاش عبر تقديم خدمات الإسناد الاجتماعي واستثمار أموال المعاشيين والتمويل الأصغر. س: ما مدي تطور الآليات التي يعمل بها الصندوق لتوفير الجهد والزمن؟ ج: انتهج الصندوق ضمن سياسة ترقية العمل الإداري استخدام تقنية المعلومات, ففي السابق كان يتم إعداد الكشوفات عبر مصلحة الإحصاء الإ انه منذ العام 1995 تم تخصيص حاسوب لطباعة الكشوفات الشهرية وتطورت الخدمة بتأسيس إدارة الحاسوب الي ان وصلت الي ربط الشبكة بين المركز والولايات عبر مراحل متدرجة آخر هذه المراحل منح الولايات صلاحية إدراج بياناتها، بدأ المشروع بولاية الخرطوم التي تفوق نسبة المعاشين فيها أكثر من 50% من إجمالي المعاشات في السودان مما دفع الي تكثيف الجهود بتحديد مركز حاسوب خاص بالولاية وربطة بشبكة المركز الرئيسي وتدريب العاملين لمواكبة هذه التقنية، ثم تم تعميم الخدمة بالولايات الأخرى مثال ولاية نهر النيل، الجزيرة والبحر الأحمر التي ترتبط بشبكاتها بالمركز. س : ما مدي استفادة المعاشي من خدمات التأمين الصحي؟ ج: في السابق كان الصندوق مسئول عن عملية التنسيق بين المعاشين وإدارة التأمين وحاليا أصبح الاتحاد العام للمعاشيين المنسق لهذه الخدمة لسهولة تقديمها عبر فرعياته العديدة وتلتزم الدولة بتسديد التكلفة المالية للتامين الصحي عبر وزارة المالية. س: ما مدي الاستفادة التي يتلقاها المعاشيين من المشاريع الاستثمارية للصندوق؟ ج: هنالك جهاز مختص بالاستثمار في موارد الضمان الاجتماعي الخاص بأموال الصندوق القومي للمعاشات وأموال الصندوق القومي الاجتماعي وتشكل أموال الاستثمار احتياطي لدفع الالتزامات المالية المستقبلية للمعاشيين في حالة عجز الصندوق عن الدفع او في حالة حدوث المخاطر التأمينية التي يواجهها الصندوق كما حدث عقب انفصال دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011م بإسقاط الجنسية عن العاملين الجنوبيين فهو تقاعد غير طبيعي وغير منظور في نظم الضمان الاجتماعي ومفاجئ لا يتحمله نظام التامين وموازنة الصندوق، مما يتطلب وجود أموال احتياطية لمواجهة ومقابلة مخاطر التقاعد غير الطبيعي, وقد إلتزم الصندوق بالدفع الي أكثر من 7 ألف مستحق من أبناء جنوب السودان ويقدر المبلغ بأكثر من 40 مليون جنيه و لا زال عمل اللجنة مستمر لاستكمال العمل بالملفات التي لم تصل بعد الي الصندوق والخاصة بالولاياتالجنوبية ويتوقع ان يرتفع المبلغ الي أكثر من 60مليون جنيه. س: ما مدي الاستفادة من العلاقات الخارجية للصندوق بالصناديق النظيره خاصة في مجال تبادل الخبرات؟ ج: للصندوق علاقات مميزه مع الصناديق الأخرى أهمها العلاقة مع جمهورية مصر العربية التي تم تعزيزها باتفاقية تبادلية في مجال التامين الاجتماعي في عام 1970 للعاملين السودانيين بمصر والمصريين بالسودان وقد يسرت توصيل المعاشات لهؤلاء العاملين وتتضمن الاتفاقية تصفية الوديعة كل ستة أشهر بوجود وفد من البلدين، وللصندوق علاقات مميزه مع منظمة الضمان الاجتماعي العالمية ومنظمة العمل العربية التي لها دور فاعل في ترقية نظم أداء الضمان الاجتماعي ويشارك الصندوق في مؤتمرات الجمعية العربية للضمان الاجتماعي ويتلقي العديد من الدورات التدريبية من هذه المنظمات ,وللصندوق نشاط متواصل كذلك علي المستوي الأفريقي. س: كيف يدير الصندوق عمله خاصة في مجال تسوية المعاشات بالولايات؟ ج: انتهج الصندوق منذ التسعينات سياسة اللامركزية بفتح مكاتب ولائية بهدف استقبال الملفات وتحويلها للمركز لتقليل العناء علي المعاشيين ثم تطورت الخدمة بتقديم تسوية المعاملات ودفع الاستحقاقات بمكاتب الولايات ويعمل بهذا النظام معظم الولايات عدا القليل منها لصعوبة وجود الكوادر وفصل الميزانيات وقد تبقي قرابة الخمس ولايات لم يكتمل العمل بها ، قريبا سيتم استكمال العمل في ثلاثة ولايات . س: ماذا بخصوص الشكوى المستمرة من المعاشيين عن تأخير صرف المعاش؟ لا يوجد تأخير حاليا في صرف المعاشات بالمنافذ المحددة، وسعي الصندوق الي تقديم مواعيد الصرف، ففي السابق كان الصرف يبدأ في الخامس من كل شهر وفي الوقت الراهن يبدأ الصرف منذ اليوم الرابع والعشرين من الشهر السابق أي قبل صرف رواتب العاملين وتم استحداث النظام الالكتروني وإرسال الكشوفات من الإدارة الي البنوك عبر البريد الالكتروني واستحداث الصرف عبر سودابوست التي ساهمت في توصيل المعاشات الي أقاصي الولايات وتشهد الأيام القليلة القادمة انطلاقة مشاريع عديدة لصرف المعاشات عبر منافذ سودابوست التي تعد نقلة من البريد التقليدي الي الحديث وتوفر البيئة المناسبة للمعاشيين. س: هي يتبني الصندوق مشاريع التمويل الأصغر التي تساهم في رفع معاناة المعاشين؟ نعم يساهم عبر مؤسسة تنمية المعاشيين ,الآلية التي تقدم التمويل الأصغر للمعاشيين وقد وجدت العديد من الانتقاد من الإعلام مما دفع الصندوق لدراسة الاراء السالبة تجاه المؤسسة, وتبين أخذ بعض المعاشين للتمويل بهدف حل مشكالهم الآنية وليس بهدف الاستثمار مما مما دفعنا لاستحداث سلفيات لحل المشاكل الآنية التي يتعرض لها المعاشي وتقديم حزم للمعالجات لمن يرغب في الاستثمار عبر التمويل الأصغر تمثل في تقليل هامش الربح من 18% الي 16% ورفع قيمة التمويل من 3.5 الف جنيه الي 5 ألف جنيه واستحداث نظام الخصم بالاسترداد بخصم 75% من قيمة المعاش بدلا عن خصم كل المعاش كما كان في السابق . س: ما هي أهم التحديات التي تواجه الصندوق حاليا؟ المديونيات أهم التحديات التي تعيق مسيرة الصندوق ودفع المستحقات والتي نتج معظمها من عدم تسديد بعض الولايات لحصتها من الاشتراكات المحددة بنسبة 25% وفقا لما تضمنه دستور 2005م بالنص علي ولائية المعاشات، وقد سعي الصندوق لحل هذه المشكلة علي كافة المستويات وكان لمؤتمر الولاة الذي عقد في سبتمبر 2011م اثر بالغ في تذليل المشكلة حيث قامت مفوضية تخصيص الإيرادات بحصر المديونيات وتشكيل لجان للمراجعة لحل المشكلة وتسديد جزء من المديونية ولا يزال الصندوق يسعي لترقية أوضاع المعاشين باعتبارهم شريحة تستحق الشكر والتقدير والوفاء. ن ف