- توسع المصارف والشركات المالية في الاستعلام عن عملائها لن يقلل من مخاطر فقدها لأموالها وأموال المودعين فحسب، بل سيشجعها لزيادة تقديم تمويل لعدد كبير من المستثمرين كما يقول مسئول بوكالة الاستعلام والتصنيف ألائتمائي. وستبدأ الوكالة التي تتبع لبنك السودان المركزي عملها رسميا مع الجهاز المصرفي بالسودان مطلع يونيو المقبل 1/6/2012 ، بتبادل المعلومات و تقديم الخدمات فيما يتعلق بالاستعلام عن عملائها وتصنيفاتهم الانتمائية. وسيتم لأول مرة تسجيل السلوك الائتماني التاريخي للأشخاص الذين يتعاملون مع المصارف ويقترضون منها، ويسجل وفائهم أو عدمه بالالتزامات المالية والتعثر في السداد في معاملاتهم هذه ، ويعني ذلك إدخال أدبيات الاقتصاد السلوكي في أعمال المصارف . وأكد مدير عام وكالة الاستعلام والتصنيف الائتماني ببنك السودان المركزي عبد الله الحسن محمد أن المعلومات والبيانات التي يوفرها الاستعلام الائتماني عن العملاء ستحاط بسرية تامة ولن يتم تبادلها إلا عند الحاجة لها ومن قبل موظفين محددين ومختصين بذلك. وقال مدير دائرة التقنية وتطوير الأعمال بالوكالة، الوليد كمال الدين، إن الوكالة ستقوم بهذا العمل عبر نظام معلوماتي وشبكى مستخدم في أكثر من ثلاثة عشر دولة علي مستوي العالم، واصفا أياه بانه "فعال وتكلفة تشغيله منخفضة لاستخدامه تقنيات عالية الجودة والكفاءة . وكانت المصارف قد شرعت ومنذ اكتوبر العام 2011 في التجهيز والإعداد لهذا البرنامج وطبقته منذ الأول من ابريل الماضي. وتفقد المصارف ذات الفروع العديدة والعملاء الكثر، قدرتها علي تتبع ما يتراوح بين 30 - 33% من عملائها الذين تقدم لهم خدمات تمويلية وإئتمانية، لعدم وجود معلومات اأئتمانية واستعلامية دقيقة عنهم، كما يقول الوليد كمال الدين. و تقل هذه النسبة الى 10% بالنسبة للمصارف الصغيرة الحجم والعملاء المحدودين وذلك لحرصها علي تقديم تمويل لعدد محصور من الأفراد. ويضيف منذ ان بدأ بنك السودان العام 2009 تطبيق نظام الاستعلام عن العملاء قلت المخاطر التي كانت تتعرض لها المصارف لعدم قدرتها علي الإلمام الجيد بعملائها. ووفقا لما ذكره، يتيح هذا النظام الجديد ميزات لم تكن متوفرة سابقا وأهمها معرفة التاريخ الائتماني للعميل لدي المصرف المعين ولدي كل الجهاز المصرفي جميعه، مما يوفر فرصه اكبر لتقييمه واتخاذ قرار صائب بمنحه التمويل أو عدمه. ويؤدي اطمئنان المصارف الي عملائها الي توسعها في منح أموالها لأكبر قدر من طالبيها مما يعني أن الباحثين عن التمويل الصغير والأصغر والمتوسط سيحظون بفرصة افضل ضمن هذا النظام الجديد. وهم الفئة التي كانت تعاني من مشكلة تقديم ضمانات للمصارف ومشيرا ان السمعة الحسنة لدي المصارف التي يظهرها هذا النظام يمكن ان تكون ضمانا لهم في كل المصارف وتمتعهم بالحصول علي تمويلات أكثر وأكبر. وأوصى مديرعام وكالة الاستعلام والتصنيف الائتماني ببنك السودان المركزي عبد الله الحسن محمد في بحث قدمه مؤخرا حول (تطور الاستعلام الائتماني عن العملاء في المصارف السودانية خلال الفترة 1980-2011 )، بضرورة التوسع في انشاء وكالات استعلام ائتماني لتقديم خدمات الاستعلام الائتماني، وتشجيع البحوث والدراسات ورفع قدرات ومهارات المسئولين بالمصارف بشأن قياس وتقدير المخاطر . كما أوصى بوجوب استكمال القوانين واللوائح والنشرات المنظمة لتوفير المعلومات الائتمانية وتقديم خدمات الاستعلام الائتماني بما يساعد في استقرار نقدي ومالي في الاقتصاد القومي. أق