- قومية الغابات وكيفية تنميتها وتطويرها وحمايتها من الزحف الصحراوي والقطع الجائرومشاركة المجتمعات المحلية والقطاع الخاص كانت أهم المحاور التي تناولها المشاركون في المؤتمر السنوي الحادي والعشرون الذي نظمته الهيئة القومية للغابات بمقرها في الفترة من 16-17 من فبرايرالجاري و ذلك بهدف الوقوف علي الوضع الراهن للغابات بالبلاد بعد المتغيرات التي صاحبت مسيرتها خاصة بعد انفصال الجنوب وتحول السودان من الدول الغنية بالغابات الي الدول الشحيحة وفقا للتصنيف العالمي. النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح أكد لدي مخاطبته الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الذي أنعقد تحت شعار (أعمار الغابات - إستغلال أمثل- عطاء أفضل) أكد اهتمام الدوله لقطاع الغابات والتزامها بدعمها وتوفيرالمعينات اللازمة لتنميتها وتطويرها مشيراً لتأثير القطاع بمسألة تقسيم السلطة و الثروة و الحال الذي وصل اليه القطاع مما ادي لتحول السودان لقطر شحيح بعد الانفصال مما يستدعي أهمية مضاعفة الجهد و حماية وإعمارالغابات مؤكد اً التزام الدولة بما جاء في قرارات و توصيات مجلس الوزراء الخاصة بقومية الغابات وتضمينه في نصوص الدستورالقادم ومنح الهيئة القومية للغابات شخصية أعتبارية تجعلها قادرة علي تنمية وتطوير الغابات . ودعا النائب الاول لرئيس الجمهورية لاهمية تضافر الجهود والتنسيق بين مستويات الحكم المختلفة وتسهيل العلاقات مع الجهات ذات الصلة بالغابات لضمان تجويد مسيرة العمل في القطاع وجذب الاستثمار والعمل علي مشاركة شرائح المجتمع المحلية وتوعيتهم بالمحافظة علي الاشجار ونشر ثقافة الطاقات البديلة والمتجددة في المجتمعات الريفية مثمناً دور الغابات كثروة قومية ومساهمتها في الدخل القومي خاصة الصمغ العربي موجهاً الولايات بتوفيرالمعينات اللازمة والخدمات الضرورية للمنتجين. الاستاذ حسن عبد القادرهلال وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية أكد اهتمام وزارته بقضايا الغابات والسعي الجاد لتطويرها ومساعدتها علي أداء رسالتها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية بأعتبارها العمود الفقري لحماية البيئة وتحسين المناخات المحلية بجانب مساهمتها في زيادة الانتاج الزراعي وخفض حدة الفقر وترقية معدلات سبل كسب العيش للمواطنين . مشيراً للدور المحوري الذي تلعبه الغابات في معالجة الكثير من المشاكل الناتجة عن التغيرات البيئية كامتصاص الغازات للتقليل من التغيرات المناخية وحماية العديد من البيئات التي يعتمد عليها الانسان في معيشته كالبيئة الزراعية والسكنية والبرية والمياه اضافة لدورها الاقتصادي القومي . مضيفاً ان الوزارة تستهدف رفع المساحات المحجوزة للغابات الي 20% من جملة مساحة البلاد بواسطة الجهود التي تبذلها الهيئة والجهات الاخرى مؤكداً التزامهم كوزارة بمساندة الجهود المبذولة من الموسسات والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية في اطار تنفيذ النسب التي حددها القانون لانشاء الاحزمة الشجرية بالقطاعين المروي والمطري مشيراً الي أن الغابات تساهم بحوالي70% من ميزان الطاقة بالبلاد موضحاً الجهود المبذولة لتبني استخدام بدائل الطاقة كالطاقة الشمسية والوقود الحيوي وطاقة الرياح بجانب العمل علي استقطاب القطاع الخاص للدخول في الاستثمار في مجال الغابات . مستعرضاً المشروعات الممولة من المجتمع الدولي وهي مشروع ترقية وانتاج وتسويق الصمغ العربي بتمويل من البنك الدولي والصندوق العالمي للتنمية الزراعية بتكلفة 10 ملايين دولار ومشروع اعادة هيكلة قطاع الصمغ العربي بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية بمبلغ 1.4 مليون يورو ومشروع السودان للادارة المستدامة للموارد الطبيعية الذي يعتبر المشروع الانموذج لتطبيق معاهدة السياج الافريقي الاخضر بتمويل يصل الي 20 مليون دولار اضافة لمشروع الكربون السوداني والممول من المرفق العالمي للبيئة والصندوق العالمي للتنمية الزراعية بتمويل قدره 14مليون دولار مشيداً في هذا الصدد بالمشروع السوداني الرائد لتشجير مناطق البترول بولايتي جنوب وغرب كردفان بتمويل مشترك من شركة النيل الكبري لعمليات البترول وشركة بتروانرجي بتمويل قدره 5ملايين دولار ويتميز المشروع بتبني المعالجة الاحيائية للمياه الناتجة مع البترول والاستفادة منها في استزراع الاشجار وانشاء الغابات مؤكداً سعيهم لتنشيط علاقاتهم مع المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية المانحة فى هذا الشأن . مدير الهيئة القومية للغابات د. محمد علي الهادي قال إن المؤتمر السنوي الحادي والعشرين للغابات الذي ينعقد هذا العام تحت شعار (إعمار الغابات.. استغلال أمثل.. عطاء أفضل) يهدف الي انعاش التنمية في قطاع الغابات للحاق بالقطاعات التي تشهد حراكاً تنموياً متسارعاً بجانب تحديد الرؤي والاهداف وادارتها بصورة تؤهل القطاع لمقابلة تحديات المستقبل وتضمن استدامته وابراز دوره كداعم ومكمل للنهضة التي تنتظم كل القطاعات حالياً. واضاف با ن المؤتمر يتناول محورين أولهما الوقوف علي حالة قطاع الغابات الراهنة والسبل الكفيلة لحمايتها وصيانتها وتنميتها ومراجعة أدائها وثانيهما استشراف آفاق المستقبل عن طريق استكشاف الطرق العلمية والعملية التي تقود للاستغلال الأمثل والعطاء الأفضل لمورد الغابات مشيراً الي أن الهيئة ستقدم في المحور الأول عرض تحليل للحالة الراهنة للغابات بالتركيز علي ابراز المظاهر السالبة التي تواجه القطاع علي رأسها التناقص في مساحات الغابات التي وصلت 10% من مساحة السودان بعد أن كانت 40%في أوائل القرن الماضي بسبب انفصال الجنوب . واشار مدير الهيئة القومية للغابات الى غياب فنيي الغابات والبحوث العلمية بعد توقف مركز الابحاث بالهيئة مما أدي الي اختفاء مرابيع العينة البحثية مما يستدعي البحث عن ابتكارات لمنتجات جديدة من الموارد الغابية وترقيتها بجانب ضعف التمويل الذي يعتمد علي مبيعات الأشجار من الغابات المحجوزة الشئ الذي جعل الهيئة تعتمد علي مواردها الشحيحة من الدعم الحكومي للمكون المحلي للمشروعات الممولة أجنبيا والتي انخفضت من ثمانية و عشرين مشروعاً في ثمانينيات القرن الماضي الى ثمانية مشروعات حالياً مما استدعى انشاء مشروع قومي للتشجير تستقطب له المساهمات من المركز والولايات والشركات والافراد و يستخدم ريعه لاغراض التشجير وتنمية الغابات موكداً أهمية تضافر الجهود بين الجهات اللصيقة بقطاع الغابات للاسهام في تنمية وتطوير القطاع الغابي و العمل على أنجاح المشروعات المشتركة و تحقيق التكامل وحشد القدرات لحزام الصمغ العربى. المشاركون في المؤتمر من الخبراء والمختصين بشأن البيئة والغابات طالبوا بضرورة اعطاء هذا القطاع أولوية في برامج الدورة القادمة وتوفير التمويل بجانب العمل علي زيادة إنشاء نقاط مراقبه للصادر لمحاربة التهريب. ام/ام