دعا عبد الفتاح السيسي المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية المصرية الجمعة قبيل انتهاء الحملة الانتخابية، الناخبين المصريين الى الإقبال بكثافة على التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة الاثنين والثلاثاء. ودافع وزير الدفاع السابق في مقابلة مع أربع قنوات تلفزيون عن القانون المثير للجدل الخاص بمنع التظاهرات غير المرخص لها. وقال السيسي مخاطبا مواطنيه "لقد نزلتم الى الشارع في 30 يونيو (حزيران 2013) لان مصر كانت في خطر" في اشارة الى تظاهرات حاشدة في شوارع مصر طالبت برحيل الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي المتهم وحزبه بالتفرد بالحكم. وأضاف "عليكم النزول الآن اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليونا) وحتى اكثر". وتضم مصر 85 مليون نسمة بينهم اكثر من 50 مليون ناخب عادة ما يشارك نحو نصفهم في الانتخابات. والسيسي الذي هو محل اشادة ملايين المصريين لقيادته عملية عزل مرسي، هو المرشح الاوفر حظا في الانتخابات الرئاسية. ومنافسه الوحيد في هذا الاقتراع هو مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي. وردا على سؤال بشأن السماح بالتظاهر من دون ترخيص من وزارة الداخلية قال السيسي "المسألة ليست انها غير مقبولة مني بل الوضع هو الذي لا يسمح بذلك". وتابع "المجتمع يريد المضي قدما هل بامكان الناس تحمل احتجاجات غير قانونية بالنظر الى الوضع الحالي؟". وأكد السيسي ان "القانون وجد لتنظيم الاحتجاجات وليس لمنعها". واندلعت مواجهات جديدة الجمعة بين انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي وقوات الامن المصرية مخلفة قتيلين. وقالت وزارة الصحة ان شخصا قتل واصيب عشرون اخرون في مواجهات في القاهرة فيما قتل شخص آخر في صدامات في مدينة الفيومجنوب غرب العاصمة من دون ان تدلي بمعلومات عن هوية القتيلين ولا عن ظروف مقتلهما. وفي وقت سابق، اكد مسؤولون امنيون مقتل شادي المنيعي الذي يعتبر قائد تنظيم انصار بيت المقدس الذي تبنى العديد من الهجمات الدامية على قوات الجيش والشرطة منذ الاطاحة بمرسي في 3 تموز/يوليو 2013. وقتل المنيعي مع ثلاثة اخرين من اعضاء التنظيم، بحسب ما قال المسؤولون الامنيون مضيفين ان الشرطة اطلقت النار عليهم اثناء توجههم في سيارة لتفجير خط انابيب للغاز في وسط سيناء. ولكن مسؤولا امنيا آخر قال ان المنيعي وخمسة اخرين قتلوا في هجوم شنه عليهم مجهولون. ويقول خبراء ان الهيكل القيادي لانصار بين المقدس ومصادر تمويله غير معروف وان المنيعي الذي نجح حتى الان في الافلات من ملاحقة قوات الشرطة ينتمي الى قبيلة السواركة. كما يعتقد هؤلاء الخبراء ان هذا التنظيم الاسلامي المتطرف يشكل المجموعة الرئيسية التي لديها امكانية تصعيد الهجمات المسلحة وعرقلة عودة الاستقرار في مصر. وركز الاسلاميون المسلحون هجماتهم على قوات الشرطة والجيش ردا على حملة قمع شنتها السلطات ضد جماعة الاخوان المسلمين اوقعت 1400 قتيل على الاقل بحسب منظمة العفو الدولية وادت الى توقيف اكثر من 15 الفا اخرين. كما صدرت احكام بالاعدام على مئات الاسلاميين عقب محاكمات سريعة ما اثار غضبا دوليا. واعلنت انصار بيت المقدس مسؤوليتها عن الاعتداءات الاكثر دموية على قوات الامن من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم في سبتمبر الماضي. ويقول خبراء ان هذه المجموعة تشكلت في العام 2011 بعد الثورة على حسني مبارك. لكن المسؤولين الامنيين المصريين يقولون ان انصار بيت المقدس هي "مجموعة ارهابية منبثقة" من جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي. وهدد تنظيم انصار بيت المقدس في يناير الماضي السيسي الذي قاد ما يعرف ب "ثورة 30 يونيو" التي انتهت بالاطاحة بمرسي في الثالث من يوليو 2013. ويركز السيسي في حملته الانتخابية على مكافحة الارهاب واعادة الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية والامنية في البلاد. ولكن معارضيه يقولون انه عندما يفوز بالانتخابات ستعود مصر الى حكم الفرد. وقالت منظمة العفو الدولية الخميس ان عشرات من المدنيين اختفوا اختفاء فسريا واعتقلوا سرا في معسكر الجلاء العسكري في الاسماعيلية (على قناة السويس). واضافت المنظمة أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة لانتزاع اعترافات منهم. و افادت مصادر في مطار القاهرة ان الكاتب الاسلامي فهمي هويدي الذي سبق ان ندد بالاطاحة بمرسي، منع من مغادرة مصر، بينما كان يستعد لركوب الطائرة في مطار القاهرة. في المقابل اوقعت الهجمات على الجيش والشرطة 500 قتيل منذ عزل مرسي، بحسب السلطات المصرية. ونشر الجيش المصري قوات اضافية في المناطق الجبلية المهمشة اقتصاديا في شمال سيناء بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في محاولة للقضاء على المسلحين الاسلاميين هناك. وقبل اطاحة مرسي، استهدف انصار بيت المقدس اساسا خطوط الانابيب التي كانت تنقل الغاز الى الاردن واسرائيل. وفي يناير اطلق مقاتلو التنظيم صاروخا على منتجع ايلات الاسرائيلي على البحر الاحمر. ويشن تنظيم انصار بيت المقدس غالبية هجماته في سيناء لكنه استطاع ان يصل كذلك الى القاهرة ودلتا النيل. وفي ابريل الماضي، صنفت الولاياتالمتحدة انصار بيت المقدس "منظمة اجنبية ارهابية". واعلن التنظيم في مارس الماضي مقتل احد مؤسسيه وهو توفيق محمد فريج بطريقة عرضية عندما انفجرت العبوة الناسفة التي كان يحملها اثناء حادث سير. ف ع