نهض ببلاده عمراناً وإزدهاراً، وبشعبه سمواً ورفاهية ورغد عيش، ثم سعى بين أشقائه في العروبة حمامة سلام يقرب بينهم ويفتح أبواب بلاده للصلح والوفاق فاستحق الإحترام والتقدير والتكريم وأننا ببلادنا التي طفق يجمع شمل فرقائها نعرف قدر الرجال ومعادن الرجال ولا نقف في رد الجميل عن الشكر والعرفان بل نرشحه شعباً وحكومة لنيل جائزة نوبل للسلام فليس من ذهبت اليه الجائزة باحق منه ولا أجدر بما بذل من بذل من أجل السلام ولم الفرقاء.زرت قطراً قبل أشهر خلت فأدهشني بحق ماران عليها من نهضة وتطور في الخمسة أعوام التي غبت عنها فالهتمني بعض أبيات شعر: (حللت بدوحة عمرت ظلالاً يسابق خطوها خطو الزمان وكنت قد احتجبت لبعض حينٍ وحال عن الزيارة بعض شاني نسمت عبيرها قبل التلاقي فالهمني القوافي والمعاني وقبل زيارتي ما صغت شعراً والهتني الشواغل عن بياني ولكن أيقظت قطر قريضي وحلت عقدة عقدت لساني فأين نظرت تبهرك الأزاهر كأنك في فراديس الجنان زهي العمران يشهق للثريا تحف به ثريات الجمان ظمئت فجئت أسألها قراحاً فأهمت في لهاتي ما رواني وأهدتني حدائقها رحيقاً ففاضت من تدفقه دناني).. هكذا بدت لنا الدوحة بفضل بذل أميرها الشهم المقتدر الذي جعل منها جنة من جنات الأرض، وقبلة لأهل الرياضة والثقافة والسياسة والاقتصاد، فالمهرجانات العربية والدولية تتواصل في الدوحة بلا انقطاع، والمؤتمرات لا ينفض لها سامر، والبطولات الإقليمية في شتى ضروب الرياضة تتوالى. (أمير للعروبة صار بدراً مشعاً ماله في الفضل ثان كريم لا يحد لها نوال تحاكي الغيث منه الكفتان له ببلادنا ذكر وشكر يؤازرنا ويعلم ما نعاني يقرب بيننا صلحاً وسلماً ببذل زانه ألق التفاني وهذا صار ديدنه ينادي ويسعى للوفاق بلا توان يقرب في العروبة من تنائي ويفتح بينهم سبل التداني) وتمضي قصيدتي في الدوحة، حيث تزامنت زيارتي مع نيل قطر لتنظيم مونديال 2022 ، وقد بدأت كتابة القصيدة في الدوحة قبل إعلان فوز قطر بالمونديال، فقلت لنفسي إن الأمير بقدره الرفيع لا يمكن أن يسافر إلى سويسرا لحضور نتيجة المنافسة ويصطحب معه زوجته المثقفة الأميرة موزة ونجله المثقف الرياضي المطبوع الأمير محمد بن حمد، إلا إن كان يدرك أن كفتهم سترجح وأن إحتمال الفوز كبير.. (وأسعد إن وصلت وقد تناهى إلى الأسماع كسب للرهان فعم السعد أرجاء العروبة من الإهرام للشط اليماني وغنى النيل مزهواً سعيداً ورددت الغناء الضفتان فهذا الفوز مفخرة وعز لأهل الشرق من قاص لدان يعيد اليهم مجداً قديماً ويرفع عنهم حجب الهوان غدت قطر بفضلك يا مفدى كلؤلؤة على جيد الحسان) حرك قلمي اليوم للكتابة عن سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، سماعي أن هيئة شعبية سودانية تعد العدة هذه الأيام لتكريمه، بدعوته إلى السودان البلد الذي يدين له بالكثير من التعاضد والحكومات، وسأقدم نفسي بإذن الله عضواً فاعلاً في هذه الهيئة لنرد نزراً قليلاً من الجميل الذي طوق به هذا الرجل الأبي أعناقنا. وأرسل الأستاذ السموأل خلف الله وزير الثقافة قصيدتي في الدوحة مكتملة، وفي إطار جميل إلى سعادة علي بن حسن الحمادي سفير دولة قطر الشقيقة بالخرطوم، وهو شخص نبيل السجايا، مهذب النفس، غزير الثقافة، واسع العلاقات الاجتماعية ببلادنا، وهكذا يجب أن يكون من يريد أن يمثل بلاده خير تمثيل، فسمع بالحادث الذي تعرضت له مؤخراً فزارني مشكوراً بالمستشفى، وأرسل من أتاني قبل وصوله بباقة كبيرة من الورود، عليها بطاقة يتمنى فيها عاجل الشفاء.. فللأخ الكريم سعادة السفير ولكل أهل قطر أصدق الامتنان والشكر، أما سمو الأمير شيخ حمد بن خليفة فنقول له، كم يسعدنا أن نلتقيك هنا ببلدك الثاني السوداني، الذي أحبك وأحببته ونختم قولنا في سموك العظيم بقول المتنبئ: (يا أيها القمر المباهي وجهه لا تكذبن فلست من أشكاله وإذا طمى البحر المحيط فقل له دع ذا فإنك عاجز عن حاله وهب الذي ورث الجدود وما رأى أفعالهم لابن بلا أفعاله إن الرياح إذا عمدن لناظر أغناه مقبلها عن استعجاله أعطى ومنَّ على الملوك بعفوه حتى تساوى الناس في أفضاله غرب النجوم فغرن دون همومه وطلعن حين طلعن دون مناله) ولا غرو أن ظلت دولة قطر الشقيقة بمنأى عن العواصف التي إجتاحت بعض دول العروبة مؤخراً، كأنها كما يقول المتنبئ (في جفن الردي وهو نائم)، وما ذاك إلا لعدل حاكمها وبسطه لخيرات أرضها لشعبه، والسمو باسمها إلى الثريا وإشاعة الحرية في ربوعها.