ها أنت قد وضعت عصا ترحالك من قدر الى قدر!!.. أغمضت عينيك الساهرتين عبادة لله وتهجداً بعد أن أريتهم من نفسك قوة.. وجسارة.. وشجاعة هي من زاد إيمانك.. وضياء يقينك لن تفارق دواخلهم لحظة.. ستبقي في خاطرهم شبحاً يتهددهم أينما حلوا وارتحلوا!!.. ستلاحقهم في حلهم وترحالهم.. سيبقون على حال فزعهم هذا وخوفهم ماعاشوا.. إنه الباطل.. سيعيش خائفاً وجزعاً من ظِل أمثالك من الأبطال والشجعان..!! قتلوك!!.. نعم.. لكن أسامة الرمز والشهيد سيبقى في وعيهم أخطر أثراً وأعظم شأناً مما كان عليه.. باستشهادك ستتحول ثورة تلاميذك وأخوانك وأحبائك الى بركان يفور ويمور، يلقي عليهم حممه.. تلاحقهم ألسنته.. لن يهدأ لهم بال.. ولن ينعموا براحة.. ولا هدوء نفس.. سيبقون على حال الجزع الذي عليهم وإن تسلحوا بكل حديد الدنيا وسكاكينها الصدئة!! أرأيت كيف يكذبون علي الدنيا والناس؟.. قالوا إنهم لم يجدوا دولة ترحب باستقبال جثمانك الطاهر لدفنه.. لماذا إذن لم يتوجهوا بالطلب الى عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. لوفعلوا لتقدم اليهم الملايين من أبناء الأمة المسلمة لاستقبال الشهيد أسامة بن لادن.. ولو فعلوا لتسابق كل الصالحين والشجعان بطول الدنيا وعرضها لدفنك في بلادهم.. فأنت سكنت قلوبهم وتخللت مشاش العظم.. وتخللت الحنايا وسويداء الفؤاد !! أطلقوا هذه الكذبة على عجل.. وتسرعوا في التخلص من جثمانك.. يعلمون أن (تربة) أسامة بن لا دن ستتحول لمزار، وستبقي على مر القرون محرضاً وملهماً لجحافل المجاهدين.. ستبقي كتاباً سيقرأه القادمون من صغارنا وفلذات أكبادنا الذين سيعيدون ذكرى سيرتك، عندما تتكشف يومها الصفحات التي يدسونها اليوم عن رجل اسمه اسامة بن لادن !! ألقوا جثمانك الطاهر في البحر ظناً منهم أنك ستختفي الى الأبد.. ومادروا أن الذين يحبونك فرحين.. فأنت في حفظ الله ورعايته.. في بحره.. وفي أرضه.. وفي سمائه.. لقد أفنيت عمرك كله في طاعة الله وعبادته.. ما تأخرت عن عون مسكين ولا جائع ولا صاحب حاجة.. كنت رفيقاً ورحيماً باخوانك.. كنت ودوداً مع المحيطين بك حتى في أشد الأيام والأوقات.. أيام المواجهة والقتال والنزال.. إن عمر الإنسان لا يقاس بعدد السنوات ولا فواصل الأيام والشهور.. لكنه يقاس بقدر الأثر الذي يتركه في حياة أمته.. وبقدر الذي يضيفه في عالمه وعصره.. أي أثر هائل الذي تركه الشهيد أسامة بن لادن في حياته؟!!.. وأي أثر سيتركه بعد استشهاده؟ لقد أكد الشهيد أسامة بن لادن بلسان القول لا الفعل أن الباطل مهما استقوى وتجبر فسيبقى خائفاً.. وضائقاً صدره.. وأكد الشهيد أسامة بلسان الفعل أن للموت لغة أخرى.. وهو طريق الحياة لأي أمة تريد أن تبقى تحت الشمس عزيزة وقوية ومهابة الجانب!! ليتهم يراجعون سجلات أسماء المواليد في عالمنا العربي والإسلامي خلال هذا الشهر فقط.. سيجدون أنك حي لم تفارق وجدان أمتك.. وستبقى رمزاً للصدق والجسارة ونوراً يضيء للقادمين درب الشهادة في سبيل الدين والوطن!! طبت حياً.. وطبت شهيداً.. فقد أديت رسالتك، ومضيت مقبلاً غير مدبر، ولم تمت حتي مات مضرب سيفك واعتلت عليك القنا السمر!!