الشاعرة والأديبة والخطيبة والناقدة ورائدة الحركة النسائية مي زيادة، التي اجتازت شهرتها حدود مصر والعالم العربي، وبلغت حدود الهند، فبعد أن راسلها الشاعر العراقي كاظم الدجيلي، أهداها شاعر الهند الأكبر طاغور إحدى قصائده الإنكليزية التي تحمل عنوان (طائر الصباح) وكانت تصبو إلى العيش في صميم الحياة ولا ترضى مطلقاً بأن تحيا على الهامش. ولدت مي زيادة في الحادي عشر من شهر شباط فبراير من العام 1886 من أب لبناني هو الياس زخور زيادة، من قرية «شحتول» الكسروانية، وأم فلسطينية هي نزهة خليل معمر، في بلدة الناصرة، التي هاجر إليها الياس وعمل مدرساً في مدرسة الأرض المقدسة، تلقت مي زيادة مبادئ القراءة والكتابة في الناصرة، ثم في (مدرسة عينطورة مدرسة الراهبات) وكانت في الثالثة عشرة من عمرها، في القسم الداخلي، بين عامي 1900 و1903،وفي هذه المدرسة نشأت في ظل التعاليم الدينية ، ثم هاجر والدها الى مصر مع عائلته في العام 1908 و فيها أصبحت مي زيادة امرأة ناضجة آسرة الجمال، وقد راقت الحياة الجديدة لها، رغم المصاعب التي واجهت أسرتها في بداية حياتها في القاهرة، دخلت مي زيادة الجامعة ، ودرست تاريخ الفلسفة العامة وتاريخ الفلسفة العربية، وعلم الأخلاق على المستشرق الإسبانيالكونت دو جلارزا، وتاريخ الآداب العربية على الشيخ محمد المهدي وتاريخ الدول الإسلامية على الشيخ محمد الخضري.