عندما أجريت حواراً مع د. قطبي المهدي أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني والأمين العام لمنظمة القدس الدولية بالسودان.. قال إن اليهود قد اقتربوا من تدمير المسجد الأقصى، وأنهم ينتظرون إجلاء كل عربي من مدينة القدس، لينفذوا ما تبقى من خطتهم.. ولقد أفزعني ذلك الحديث وقلت له إن الفلسطينيين هم الأقرب لحل مشكلة فلسطين، وإن تضامن العالم العربي معهم يحتاج لتضامنهم حتى يتمكنوا من الوقوف ضد العدو الاسرائيلي.. حيث طال انتظار المصالحة الفلسطينية وقد حملت الأخبار المصالحة التاريخية التي تمت بين فتح وحماس، وفي ظني أنها الخطوة الأولى في طريق حل المشكلة الفلسطينية، فالصراعات السياسية والتعصب للآراء قد يذهب قضايا كبيرة، وقد تضيع البلدان وتتضرر الشعوب.فالصراعات والخلافات واردة في كل شيء، وفي كل الكيانات، ليس السياسية فقط، بل كل الكيانات بما فيها الاجتماعية والاقتصادية.. لكن الحلول تكمن في رغبة الطرفين في الحل. المهم سادتي لعل المصالحة الفلسطينية تبعث الأمل من جديد في حل المشكلة الفلسطينية، فالصراع الفلسطيني لا يستفيد منه أحد سوى الاسرائيليين، لأن انشغال الأطراف الفلسطينية خاصة فتح وحماس يجعل الاسرائيليين في راحة بال، والآن وبعد زوال نظام حسني مبارك ومصالحة الفلسطينيين تعود اسرائيل للخوف من جديد، خاصة وأن مصر وفلسطين وحزب الله يمثلون مثلث رعب بالنسبة لهم.. والآن وبحمد الله زالت كل الأسباب التي كانت تؤخر التضامن العربي من أجل تحرير فلسطين.. ومثلما يعيش العالم العربي في توتر بسبب الصراعات والتغيرات التي تمت في الأنظمة العربية، والتي في طريقها للنظر، فإن الحال سيتبدل وبدلاً من أن ترسم اسرائيل لوحتها للتوترات العربية وتحاول كسب الغرب لصفها، فإن الدائرة ستدور عليها (وستنشغل) بهمها وتترك الآخرين في حالهم، فلم نسمع بمشكلة أو صراع في دولة عربية إلا وكانت إسرائيل وراءه تحركه وتدعمه، وتقفل كل أبواب الحل أمامه. وأخيراً لا يسعنا إلا وأن نبارك المصالحة الفلسطينية ونتمنى لها الاستمرار الدائم، وندعو للتفكير في الشعب الفلسطيني الذي ضاقاً ذرعاً بالمشاكل والصراعات، حتى لا يعودوا لها من جديد.