سوء الوضع الصحي، والعلاج الذي ينتج على آثاره انتشار الأمراض المعدية، والموت فجاءةً في أنحاء، فانتشرت الأمراض مثل: الجذام، والطاعون، والشلل، والايدز، والسارس، العمي، السكتة القلبية، ومئات الأمراض الفتاكة الأخرى بحيث تهدد حياة الناس.. هذه الأوضاع المفزعة والمؤلمة تحدث بسبب تلوث الجو ونتيجة استخدام الأسلحة الكيميائية الذرية، والميكروبية، أو زيادة أعداد الجثث التي لم تدفن وفسادها، أو على أثر الأمراض النفسية والروحية التي تظهر من الخوف وفقدان الأعزاء، وقد يكون ذلك بسبب ما ذكر، أو أسباب أخرى لا نعرفها. . سنذكر هنا عدة روايات في مجال الوضع الصحي العالمي لتأمين الامكانيات الطبية والعلاج للمجتمع البشري. أ/ انتشار الأمراض والموت الفجائي: عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (من اقتراب الساعة أن يموت الرجل بغير وجع).. وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لتكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل فيقول: من صعق تلكم الغداة! فيقولون: صعق فلان وفلانا). والصاعقة بمعنى فقدان الوعي وذهاب العقل إثر سماع صوت قوي مخيف، وبمعنى الاشتعال والاحتراق، فالأشخاص الذين يصابون بالصاعقة إما أن يفقدوا عقولهم أو أن يحترقوا على أثر الصاعقة ويتحولون إلى رماد. يمكن طبعاً أن تكون الصاعقة بسبب انفجار قذائف الأسلحة المتطورة في ذلك العصر، والتي لها صوت مرعب ونار حارقة، بحيث أن كل من يقترب منها يصير رماداً أويُصاب بالأمراض، وهذه الأمراض والمصائب هي فقط من آثار الأسلحة المدمرة.. وإن كان للصاعقة تعريف محدد.. وصُعق فلان معناه هلك بالصاعقة. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (بين يدي الساعة موت شديد وبعده سنوات الزلازل). تحسين الأوضاع الصحية في العالم يتم باخماد نيران الحروب، وإيجاد الجو الهادي، والنعيم باصلاح الناس، وتوسعة الزراعة وتربية المواشي، وتأمين المواد الغذائية قال تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثينü ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (6/القصص). قال تعالى: (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) (128/ الأعراف) إن التجارب البشرية قد دلت على أن المسيرة الطبيعية للنظم الحاكمة في الأرض لن تصل بها إلى تلك التطلعات السامية التي انطوت عليها نفوس البشر من تحقيق مدينة فاضلة تسودها العدالة، ويحكم في أرجائها الحق بلا شريك. إذن كيف ومتى يتحقق هذا الطموح الفطري المشروع.. هل يمكن أن يتفاعل البشر بصورة عادية إلى أن يبلغ هذا المستوى الأرفع. أن ترسانات الأسلحة الذرية والكيماوية ومؤامرات المستكبرين ضد مستضعفي الأرض، وتقهقر البشرية الواضح في ميادين الفضيلة والهدى، وتدهورها المرعب إلى حضيض الفساد والاعتداء، لدليل واضح على أن السبيل الوحيد إلى تحقيق أهداف الإنسان هي رحمة الله التي أخرجت الإنسان من الظلمات إلى النور. وتلك الرحمة تبعث في قلوب المؤمنين شعلة خالدة من الأمل، ذلك الأمل الذي يعتبر وقود الإنسان في مسيرته ا ذلك الأمل الإلهي الذي يختلف عن الأمنية بفارق السعي الذي هو شرط ضروري لتحقيق الأمل الإلهي.. بينما الأمنية تبرير الكسل والتقاعس. ذلك الأمل الذي ينتشل المجاهدين من ظلام اليأس الذي يبعثه الشيطان في نفوسهم باستغلال ظروف الإرهاب والقلق والعجز المادي. ذلك الأمل الذي ينعكس على نظرات الفرد ومواقفه، فتصبغ بصيغة التفاؤل الإيجابي، ويطارد روح التشاؤم والشك والسلبية والانهزامية التي تسعى أجهزة الطاغوت ودسائس الخبث أن تبثها في روح العالمين، ربما لهذه الحكمة جاء في الحديث النبوي الشريف: (أفضل الأعمال انتظار الفرج). مقدم (م) موظف بنادي الطيران المدني