تجد نفسها محاطة بسجن المجتمع الذي هو أشد قسوة من سجن القانون لما تلاقيه من عزلة وظلام، فتتأرجح ما بين أب غاضب وزوج كاره وأبناء يحملون عار أمهم، وإخوة يحتجون من عار أختهم.. ست الحسن غاصت في ثنايا المجتمع وتقصت الآراء حول مدى تقبل المجتمع للسجينة: - رفض خالد مبارك الزواج من سجينة وقال إن قبلت بها فلن يقبل المجتمع، خاصة أنني من بيئة قبلية ترفض ذلك، كما أنها لا تصلح أن تكون أماً ومربية لأولادي خاصة إذا كانت قضيتها أخلاقية، في حين ربط عبدالله إسماعيل مسألة الارتباط بالجريمة بأن لا تكون أخلاقية، فحينها يمكن أن يتشاور مع أهله فيها. - أما فاطمة الإمام رفضت أن يتزوج أخوها من السجينة لوضع المرأة الحساس في المجتمع، حيث تصبح سمعتها مهزوزة. - ووافقتها الرأي الحاجة صفية بخيت وقالت لا تقبل دخولها على بناتها، وإذا أصر ابنها على الزواج بها، فإنها تتبرأ منه. - في حين قال إسماعيل الأمين أنا لا أتدخل في قرار ابني إذا أراد أن يتزوجها، ولكن أفضل أن لا تختلط ببناتي. - وحتى نتعرف على الأسباب الاجتماعية والنفسية للفظ المجتمع للسجينة.. ولماذا لا يكفر عن خطاياها طالما أنها أخذت عقابها من السجن القانوني.. الأستاذة عالية عوض الكريم الباحثة الاجتماعية ربطت الحالة بالعادات الاجتماعية لوضع البنت في الأسرة التي تحاط برعاية خاصة، فإذا دخلت البنت السجن تكون الأسرة قد أهملت في جانب الرعاية، وهنا يلعب التفكك الأسري دوراً مهماً في الانحراف، حيث يرفض المجتمع نتيجة هذا التفكك دون معرفة الأسباب ومدى إسهامه في انحرافها. - وحمّلت الدكتورة إخلاص عشرية أستاذة علم النفس التربوي بجامعة الخرطوم، الأسرة والمدرسة والمجتمع مسؤولية انحراف البنت، وطالبته بتقبلها لتعديل سلوكها، وقالت إنها بالمعاملة الجيدة يمكن أن تكتسب السلوك السوي، وأوضحت أن المجتمع قد تعارف على أن الانحراف وصمة اجتماعية لا تؤهل البنت إلى الانضمام إلى مسيرة السويات لمخافة انتقال هذه السلوكيات إلى أفراد آخرين، وتواصل: وبالرجوع إلى الدين الإسلامي نجد أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا الكبائر، ويقبل التوبة النصوحة.. فلماذا لا نقبلها نحن؟.. فإذا تأكد لنا أن الشخصية أقلعت عن الانحراف، فيبقى مفهوم الوصمة الاجتماعية عرفاً لا علاقة له بالتفسير العلمي في السلوك، أما إذا لم تبتعد عن السلوك المنحرف.. فإن الدراسات النفسية توصي بالابتعاد عنها في المصادقة والمعاشرة بكل أنواعها.