الأربعاء 22 ديسمبر 2010م …… لاحظت أنه كلما طالت فترة حبس أبوذر، كلما زاد قلقي تجاه أبنائي، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أكثر توجساً، من أن يصيب أبنائي سوء كأثر حتمي ومباشر لسجن والدهم!!!!!!!!، وكنت أعرف أنه سيصيب أبنائي من السجن شروراً كثيرة وأنه سيكون آثرها سالباً على نفسياتهم، ففقدانهم لوالدهم ليس بالأمر الهين، وأن آثار ذلك ستمتد لأمد بعيداً!!!!!!!!. أعرف أن من واجبي أن أكون على درجة من الدراية والوعي بالقدر الذي يجعلني أستوعب حدة الآثار السلبية وأعمل على تخفيف حدة الصدمة على نفسياتهم!!!!!!. وتساءلت في نفسي، هذا دور واحد فقط، ولكن هنالك أدوار أخرى، فهل أستطيع لوحدي دون مساعدة من جهات مسؤولة ومختصة، أن أمحي أو أخفف الصدمات الاجتماعية والنفسية كأثر مباشر للسجن؟؟؟؟؟ وما هو دور الجهات الرسمية في تخفيف الآثر السالب للسجن على أسر المساجين؟؟؟؟؟ استحضرت في ذهني، ما حكاه أبوذر عن معاناة بعض السجناء الذين تفككت أسرهم جراء الحبس الطويل!!!!!!!، وأصبحوا يعانوا الآمرين في سجنهم، وأصابهم في مقتل، انفراط عقد أسرهم نتيجة فقدان المعيل الأساسي ومورد الرزق!!!!!!!!. ولعب الفقر دوراً أساسياً وكان له أكبر الآثر في تشتت الأسر!!!!!!. وتساءلت في نفسي، إذا افترضنا أن مصدر الرزق الأساسي كان بالسجن، فما هو مصير الأسرة؟؟؟ من أين يأكلون ويشربون ويلبسون؟؟؟ ومن أين يسددون فواتير المياه والكهرباء؟؟؟؟ ومن أين يسددون الرسوم الدراسية التي تثقل كاهل الأسر سواء أكانت حكومية أم خاصة؟؟؟؟؟ ومن الذي يتكفل بدفع قيمة الإيجار؟؟؟؟ والعلاج وتكاليفه؟؟؟؟؟ وفوق كل هذا من الذي يقوم بتوجيه ورعاية ودعم الأبناء؟؟؟؟؟ ومن …..؟؟؟؟؟ ومن…….؟؟؟؟؟، وأحسست أن احتياجات الأسرة كثيرة ومتنوعة من معنوية إلى مادية بحتة، وكلها على درجة من الأهمية وإذا حدث خلل في أحدها، فمن الضروري أن ينهار كيان الأسرة ويجعلها معرضة للانهيار!!!!!!. وقلت في نفسي، أن وظيفة القانون تتمثل منع المظالم وحفظ الحقوق وبالتالي فالقوانين أداة لفرض النظام والأمن في المجتمع ومنه يعتبر قانون العقوبات أداة ضرورية لزجر المجرم وردعه حتى نقي المجتمع من شر الانحراف. وتساءلت، إذا كانت هذه فلسفة القانون والعقوبة، فما الفائدة التي يجنيها الفرد حين يقضي عقوبته في السجن وتدفع الأسرة الثمن غالياً؟؟؟؟؟ وماذا تستفيد الدولة في سبيل إصلاح فرد واحد، مقابل إفساد عدد أكبر؟؟؟؟؟. وتمنيت أن تكون هنالك دراسات علمية لقياس مدى الآثار الاجتماعية السالبة للسجن على الأسر!!!!!!!!، وأن تؤخذ هذه الدراسات على محمل الجد!!!!!!!!، وتقرر بشأنها الحلول الناجعة والبدائل لمعالجة الآثار الاجتماعية التي ينجم عنها مزيد من الجرائم!!!!!!. سمعت كثيراً عن العقوبة البديلة وفي رأيي هي فكرة رائدة وخطوة جريئة فربما تنجح في حماية أسر السجناء من التفلت والانحراف، كما يمكن أن تقلص عدد السجناء وتلعب دور ملموس في الاصلاح والتأهيل!!!!!!.