دائما ما تحبطنا الأقدار بقسوتها المرة .. وأنانيتها المفرطة.. ودائما ما تجعلنا نئن من الغضب والحيرة والألم .. وكثيراً ما تأخذ منا الجميل دون تمهيد.. والغالي دون تمييز... فالحياة رهن بالتفاصيل .. ومقتضيات القضاء والقدر.. ليس لها دور على نفسها وليس لنا عليها سلطان.. فكل من الحدث والحادث .. تقدير مقدر .. وقدر مقسوم.. ماذا نفعل عندما تدور حياتنا في حلقات متصلة... منفصلة... ؟ ماذا إذا تكررت الأحداث والتفاصيل ولم يكن هناك جديد...؟ ماذا إذا كانت اختياراتنا .. إجبارية... وإرادتنا منسية... ؟ كثير منا يبدأ يومه كما بدأ البارحة وقبلها .. والغريب أنه ينهيها كما أنهى ليلته السابقة... بل أحدهم يشرع في النوم حتى يصبح اليوم التالي ليبدأ نفس المشوار... ونفس التفاصيل.. ولا جديد. وكثيراً أيضاً ما ننفعل من أجل لا شئ... ونثور لأتفه الأسباب... ونفقد الإحساس حتى بلذة الماء.. ومذاق القهوة.. حتى أننا يمكن أن نرفض اتصال صديق.. ووسط كل الانفعالات .. والمنفعلات.. والتساؤلات لابد أن يكون هناك أمل .. لابد أن يكون هناك ما يربطك بضوء الشمس .. وإلا غرقت في ظلام اكتئاباتك ... فعند الأطباء النفسيين كل شخص معرض للاكتئاب وهذ أمر طبيعي لأن المزاج يتقلَّب بين الحين والآخر. إلاّ أنك تستطيع تعلُّم بعض السبل التي تحسِّن المزاج وتجعله أكثر استقراراً.وأفضلها الأمل.فهو قاهر الاكتئاب الأول... فالأمل هو أصل البقاء .. وهو الباعث على التجديد والرجاء .. الأمل بغد أفضل .. وبواقع أجمل . .. أو حتى الأمل في أن تكون الأمور على ما يرام.. لكل منا رجاء في الدنيا يختلف عن الآخر.. ولكل منا آلام وأحزان وأقدار لا تتشابه ولكننا جميعا يحدونا الأمل.. من أجل الأفضل.. الأمل غذاء للروح المجهدة .. الحانقة .. المستسلمة .. الأمل نافذة مطلة على بعد آخر تأتيك منه القوة على المواصلة والمثابرة ... الأمل تمسك بالإرادة.. والبحث عن وسيلة من أجل التغيير.. ومنفذ للإبداع.. والمقدرة على المواصلة والسير في خط الحياة..