أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والحائز على جائزة نوبل للسلام من خلال تسع شبكات تلفزيون أمريكية في مطلع هذا الشهر، وأمام كاميراتها وبمشاهدة (56) مليون أمريكي، ولينقل للعالم أجمع (مسلم ومسيحى هندوسي أو لاهوتي) مقتل اسامة بن لادن، وقد كانت كلمته مفعمة بالأحاسيس تجاه الذين فقدوا اعزاء لديهم في الحملات التي وصفها بالإرهابية، وأعتبر السناتور أوباما أن اغتيال بن لادن يعتبر من أكبر الانجازات التى تحققها الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه حملتها ضد الأرهاب، وقوبل من بعد ذلك السيد رئيس الولاياتالمتحدة الديمقراطي بالتصفيق وراحة البال، مؤكداً في خطابه مرارا ً وتكراراًَ دوره الشخصي آملاً دعمه السياسي في انتخابات 2012م. وحملت الصحف الغربية عناوين فرح بنهاية بن لادن، بل وأكدوا أن العدالة قد تحققت بموته، ثم جاءت من بعده منافسته على رئاسة الجمهورية في السباق الأمريكي، وهى وزيرة خارجيته السيدة هيلاري كلينتون والتي عاشت في البيت الأبيض قبل أوباما وقد تناست فضيحة مونيكا لوينسكي لتعلن للعالم بفخر وإعزاز أيضاً أن هذه العملية ليست هي نهاية الحرب على الإرهاب، بل سنستمر نحارب الإرهاب والارهابيين وأن المعركة ضد القاعدة لن تنتهي بمقتل زعيمها، وكأنها تقول مؤكدة للسياسة الأمريكية والتي تسود العالم ... من أشد منا قوة ؟ في مقبرة شهداء الهاني بطرابلس كانت جثامين نجل القذافي سيف العرب وأحفاده الثلاثة أكثر حظاً من بن لادن، لأنهم وجدوا من يشيعونهم الى مثواهم الأخير، وكثير من البشر الذين قتلهم القذافي بأوامره لم يجدوا هذا التكريم ولا بواكي لهم، فالسيد العقيد ملك ملوك افريقيا وقائد ثورة الفاتح قد فتح النيران على قراه ومدنه الليبية عماراتها وشوارعها، أطفالها ونسائها، شيوخها وشبابها، لم تسلم حتى نباتات الزينة، منفذاً مقولته (أحكمكم أو اقتلكم)، فصارت صورايخ الغراد تنهمر كالمطر على ميناء مصراته والزينتان، ولا تخضع نظرياته الخضراء إلى أي منطق غير منطق القوة، وتحولت راياته الخضراء الى رايات حمراء معطرة بدماء شهداء ليبيين، توعدهم حارة، حارة، وتوعدوه حفرة، حفرة، إن كتائب معمر القذافي بعد أن قُصفتْ أجنحتها جواً بواسطة الحظر الجوي من مجلس الأمن، صارت أنياب هذه الكتائب (المعمرة) تزحف بارتال من الدبابات والمدرعات والصواريخ، ويصيح العقيد من باب العزيزية بطرابلس ومن خلال بياناته وبيانات نجله المعتد بنفسه سيف الإسلام وكأن أرزاق وأرواح الليبيين بأيديهم ولسان حال العقيد وكتائبه تقول... من أشد منا قوة؟ صادف تغييب بن لادن سطوع نجم الدكتور حسن عبد الله الترابي، وخروجه من المعتقل موفور الصحة والعافية، وقد هددت أسرته من قبل السلطات إذا أصاب أباهم مكروه، فالسبب يعود للدولة، لم يتمكن الدكتور حسن الترابي من استقبال كل المهنئين الذين توافدوا أفراداً وجماعات لتقديم فروض الولاء والطاعة من محبيه ومريديه، فالرجل يملك ثراء فكرياً وفتاوى مثيرة للجدل، جعلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية تتقاطر أيضاً على منزله، من أجل صيد ثمين يقذفون منه حمما الى البراكين المشتعلة على المستوى العالمي، فكان إن صرح عن وفاة الشيخ بن لادن أنه آثر أن يموت شهيداً، والرموز إذا ماتت ستظل الشخصيات بين الناس، وأكد أن اغتيال بن لادن أفضل من اعتقاله، وعلى المستوى المحلي بشر وعبس للبعض بأنه لن يعتزل العمل السياسي حتى الموت . دكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي يحاول أن يبث الثقة في قيادة حزبه التي لا يطالها الاعتقال، بأنهم قدر المسؤلية التاريخية وأن حزبه لا يعتقل معه, وأن الحزب ينشط أكثر ويتم التنسيق بين أحزاب المعارضة، يتخذ الدكتور منطق تأسيس الدولة الإسلامية التي لم تقم على حب السلطة، ومن ثم الى حب المال وفتنته، إنما تقوم على مبادئ الدولة الإسلامية.. ويظل في كل مرة وفي كل ندوة يفضح مساوئ حزب المؤتمر الوطني وأن قوته يستمدها من ضعف الشعب، وتخلفه عن قيام الثورة الشعبية وأن حزب المؤتمر الشعبي هو حزب المبادئ وكأنه يقول... من أشد منا قوة ؟ الشيخ المجاهد أبوعبد الله أسامة بن محمد بن لادن نسبت اليه صحيفة (الأنباء) الكويتية بعدد الثلاثاء الثالث من مايو وصيته التي ذكر فيها (... يشهد الله أن حب الجهاد والموت في سبيل الله ملك عليّ حياتي وتغلغلت آيات السيف في كل خلية من قلبي (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)، وكم مرة استيقظ من نومي فأجد نفسي اتلو هذه الآية الكريمة لو أن كل مسلم يسأل نفسه لماذا وصلت أمتنا الى ماهى فيه من هوان وانكسار، لكان جوابه البديهي لأنها تكالبت على متاع الدنيا، ونبذت كتاب الله وراء ظهورها، وهو الوحيد الذي فيه شفاؤها وعلاجها... اختتم ابن لادن وصيته بنصيحة أخيرة الى المجاهدين كافة أينما كانوا استردوا أنفاسكم وتناسوا الى حين قتال اليهود والصليبيين، وانصرفوا الى تطهير صفوفكم من العملاء والمتخاذلين، وعلماء السوء المتقاعدين عن الجهاد والمخذلين للأمة.. انتهت وصية المجاهد المسلم. ترى أي القوتين أشد قوة ؟ دعوة بن لادن للجهاد أم سياسة أمريكا ضد الإرهاب؟ سبق هذه الأحداث خروج رجل متميز من كابينة القيادة الرئاسية سعادة الفريق صلاح قوش، ولم نجد للرجل تصريحاً عن هذا القرار ومغزاه أو أسبابه كأنه يذكرنا بظروف خروجه من جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وذكر أن تفسير أسباب خروجه من الجهاز مسئولية من اتخذ القرار، وتدور عجلة الزمن الى الوراء قليلاً لنذكر حديث السيد الرئيس لجريدة الأخبار السودانية حين أجاب بسؤالين الأول هل خرج صلاح من الحكومة أم تغير موقعه؟ أين الدكتور نافع الآن؟ وسأل أيضاً السيد الرئيس ألم يكن نافع يوماً مديراً لجهاز الأمن؟ إذن ما المشكلة في انتقال صلاح قوش من قيادة الجهاز لموقع آخر؟ فهذا اجراء طبيعي نمارسه على مستوى الدولة والحزب في كل الأوقات، وليس هناك موقع دائم لشخص ولا وضع دائم لموقع.. لم يكتفِ السيد الرئيس وهو يرد في استعجال لمحرر الجريدة بكلمات أخيرة ليزيل غباشة الحدث والحديث فيقول: شوف صلاح دا ... ويعني صلاح عبد الله بالطبع يتمتع بقدرات أنا شخصياً اعتبرها خارقة قدرة على الرصد ... قدرة على التحليل... قدرة على المتابعة... قدرة على إدارة الحوار واستخلاص النتائج، وقدرة على ابتدار المشاريع، فكل هذه القدرات تؤهله لشغل موقع سياسي متقدم في جهاز الدولة... انتهي حديث السيد رئيس الجمهورية للصحيفة.. ولكن دعونا نسأل ونحن نسمع عن قرارات تعديلات وإقالات واستقالات، لماذا لا تطال هذه المعاني وزراء إخفاقهم لا يحتاج لدليل، أحد الوزراء دعوه للاستقالة لفشله الذر يع، قال لن استقيل لأنها مسؤلية!! وزراء ظلوا يتنقلون من موقع لآخر خرجوا كما دخلوا لا جديد أحدثوه ولا قديم رمموه . وكأنهم يقولون من أشد منا قوة ؟ افتخرت عاد بقوتها فبين الله أنهم ضعفاء أمام قوته تعالى، وعلى خطى الجاهلية الأولى سارت الجاهليات المعاصرة، ومضت فيهم سنة الأولين وجاءت أمريكا لتجاهر بنفس الكلمة, مابين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال، لماذا يراوغ الإنسان وحياته معظمها ضعف في ضعف من أصل النطفة، وجعله يتقلب في أطوار الجنين, الوليد, الرضيع ثم المفطوم وهي أحوال في غاية الضعف، فصار هذا الضعف مادة خلقه، ثم حال الشيخوخة والهرم، وبين هذا وذلك يقول.. من أشد منا قوة؟ متى يأتي موسم الفرار إلى الله وليس من الله؟ قال أبو فراس الحمداني : - فليتك تحلوا والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب