البرهان يلتقي وفد البني عامر    وزارة العدل تحتسب المحامي العام الأسبق لجمهورية السودان السودان    ريمونتادا باريس تلقي برشلونة خارج دوري الأبطال    دبابيس ودالشريف    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    شاهد بالفيديو.. غرق مطار دبي    قوة مختصة من مكافحة المخدرات نهر النيل تداهم أحد أوكار تجارة المخدرات بمنطقة كنور وتلقي القبض على ثلاثة متهمين    ماذا حدث بالضبط؟ قبل سنة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    قمة الريال والسيتي بين طعنة رودريجو والدرس القاسي    رونالدو ينتظر عقوبة سلوكه المشين    ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    جيوش الاحتلالات وقاسم الانهيار الأخلاقي المشترك    قطر.. متقاعد يفقد 800 ألف ريال لفتحه رابطاً وهمياً    مصر.. ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية إلى 10 مليارات دولار خلال 2023    خبير نظم معلومات: 35% من الحسابات الإلكترونية بالشرق الأوسط «وهمية ومزيفة»    مواطنو جنوب امدرمان يعانون من توقف خدمات الاتصال    تفاصيل إصابة زيزو وفتوح في ليلة فوز الزمالك على الأهلي    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    شركة تتهم 3 موظفين سابقين بسرقة عملائها    اجتماع للتربية فى كسلا يناقش بدء الدراسة بالولاية    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    ضبط الخشب المسروق من شركة الخطيب    رسالة من إسرائيل لدول المنطقة.. مضمونها "خطر الحرب"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    قصة مانيس وحمدوك وما ادراك ما مانيس وتاريخ مانيس    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    رفع من نسق تحضيراته..المنتخب الوطني يتدرب علي فترتين    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    ليفربول يسقط في فخ الخسارة أمام كريستال بالاس    الجمارك السعودية: دخول الأدوية مرهون بوصفة طبية مختومة    شاهد بالفيديو.. مالك عقار يفجرها داوية: (زمان لمن كنت في الدمازين 2008 قلت ليهم الجنا حميدتي دا أقتلوه.. قالوا لي لالا دا جنا بتاع حكومة.. هسا بقى يقاتل في الحكومة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدهش وتبهر مذيع قناة العربية الفلسطيني "ليث" بمعلوماتها العامة عن أبرز شعراء مسقط رأسه بمدينة "نابلس" والجمهور يشيد بها ويصفها بالمثقفة والمتمكنة    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    لن تنهار الدولة ولن ينهار الجيش باذن الله تعالى    انتحلوا صفة ضباط شرطة.. سرقة أكبر تاجر مخدرات ب دار السلام    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الكاملة للاتجار بالجهاد : كيف باع البشير بن لادن خوفا وطمعا؟ 1\2
نشر في سودانيات يوم 18 - 09 - 2012

القصة الكاملة للاتجار بالجهاد : كيف باع البشير بن لادن خوفا وطمعا؟ 12
الشعب يريد ارجاع الفلوس حلقة 5
عبدالرحمن الأمين
[email protected]
مدخل خلفي :
دراما سنوات بن لادن الخمسة في بلادنا قصة يعرف الكل نهاياتها وان تبقت التفاصيل حبيسة الصدور أو في ملفات استخبارية كلما تسرب بعضها ألجمتنا الدهشة. محطات كثر تلك التي توقف عندها قطار الاسرار ومحطات أكثر عبر مارا بها بيد ان سلوك "عطشجي" القاطرة ظل علي حاله : سرق وقتما أتؤمن ، أخلف متي وعد ، كذب ان تحدث ، ولول ان خنق وانبطح ان شد .
المؤلف بيتر بيرقن في طبعة 2006 الثانية لكتابه ( اسامه بن لادن الذي عرفته : تاريخ شفاهي لزعيم القاعدة )،يقول ان القاعدة تكونت في أغسطس 1988 .أما جمال أحمد محمد الفضل فأفاد في محاكمته بنيويورك انها تأسست في أواخر 1989. المهم هو ان منسبوها بايعوه أميرا عليهم قبل الحضور للسودان في 1991.
ولأن روايتنا حلزونية ، لن يهمنا الترتيب بقدر النتائج . يوم السبت 4 نوفمبر 1995 دخل السفير الامريكي دون بيترسون علي الرئيس البشير برسالة شفاهية غير مكتوبة (كما العرف عندما يقابل السفراء رؤساء البلد المضيف). كتب السفير نصها فيما بعد .قال له (في الوقت الذي لم نعلن فيه عن ربط السودان بمخططات ارهابية في الولايات المتحدة عندما ادرجنا بلدكم في قائمتنا للبلدان المساندة للارهاب ، الا اننا ، بالطبع ، نعلم بتورط السودان في مخططات ارهابية ضدنا في بلدان أخري وفي داخل الولايات المتحدة . بناءا علي ماتقدم ، فانني قد تم تكليفي بتحذيركم اذا ماكانت هناك يد سودانية في التحريض علي اثارة أو تنفيذ مثل هذه الاعمال في الولايات المتحدة أو ضد المصالح الأمريكية في أي مكان بالعالم " بقية كلمات هذه الفقرة مزالة".ان رد فعلنا يمكن أن يؤدي الي عزلة السودان دوليا ، تحطيم اقتصادكم أو اجراءات عسكرية ستجعلكم تدفعون ثمنا باهظا.)...فاجعة !
خرج من عنده وذهب للشيخ عراب الانقاذ يومذاك ، ذات الرسالة بذات الطريقة .....فاجعة أخري .
وفي مايو 1996 (بعد 6 أشهر) حطت طائرة بن لادن المستأجرة بأفغنستان ، أول تصريح له (لقد غدر بنا في السودان من الذين أحضرونا وسوف يمكر الله بهم) ...فاجعة الفواجع!!
اذن ماذا جري ؟
مدخل أمامي : الانقاذ وبن لادن ...الدعوة الملغومة :
في غضون 1989 حضر وفد من حكومة الانقاذ الي مدينة حيدر اباد يضم ثالوثا من رجال الحكم- مطرف صديق ، عمر عبدالمعروف وشرف للدين علي مختار لدعوة اسامة بن لادن للحضور للسودان ! طرب الشيخ بفكرة أقامة دولة الخلافة الاسلامية في بلد يتوسط دائرة التأثير في ديار أهل السنة والجماعة مقارنة بالتخوم الاسيوية حيث أقام .حديثهم له كان معزوفات موسيقية مما أراد سماعه ، والاهم ، الخدمات الكبيرة التي لن تنساها له الدولة الاسلامية الاستوائية في حربها ضد الكفار !
كان بن لادن مفعما بحب السودان وأهله فمنهم اختار خاصته منذ ايام الجهاد الافغاني . بعد زيارة الوفد الانقاذي ، ارسل بن لادن مساعده الثقة ممدوح محمود سالم(سوداني ، 54 عاما ، كنيته أبوهاجر العراقي) للخرطوم لتحسس أجواء الاستثمارات وصلاحية السودان كمنصة لانطلاق التنظيم عملياتيا . يقضي ممدوح اليوم حكما مؤبدا بنيويورك لتفجيره سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا في 1998 وفقئه لعين أحد حراسه.في الخرطوم علم "الجماعة" بزيارة ممدوح فأولوها ماتستحق من تحضير.وصلهم وسمع من التطمينات والبشائر والوعود شيئا كثيرا. ذهب مبعوثا وعاد لشيخه مستشارا ملحاحا مزهوا بمن قابل وجزلا بما سمع . أصيب الشيخ الوقور بعدوي الاستعجال ، فقرر فورا تأسيس شركة للاستثمار في الخرطوم واوفد مساعدا سودانيا آخر هو احمد محمد الفضل . خوله وفوضه التعامل باسمه مع كبار الانقاذيين بترخص كامل ، بل كلفه باستئجار مكتب وشراء مايلزمهم من عقارات مناسبة وان يبدأ البزنس عبر شركة أختار له اسمها ، (وادي العقيق ) للاستيراد والتصدير. وبالفعل أصبحت في 1989 باكورة سجلاته التجارية في السودان برأسمال بلغ 50 مليون دولار وتفرعت لاحقا الي فروع وغصون من شركات زميلة تحت ادارة ابوهمام السعودى ودكتور شرف الدين على مختار. أول مشروعاتها كان جهاديا وهو طريق الدمازين الكرمك بهدف خنق الحركة الشعبية وتدمير خطوطها اللوجستية من أثيوبيا أولا ، ومن بعدئذ ، الانطلاق لتنظيف مناطق البترول من سكانها توطئة لاستخراج النفط .يقال ان البشير وعلي عثمان هم من أشاروا علي بن لادن ببناء هذا الطريق الاستراتيجي.وما ان تيقن بن لادن من أولويات ضيوفه حتي استقدم ، أبو أنيس السعودي ، أحد قادته المجربين لحرب الاستنزاف ، للمشاركة وجنده في تدريب الدفاع الشعبي . كان بن لادن يحرص في مجالس العصبة تكرار القول ان حضوره للسودان هو لتحكيم شرع الله في دولة الخلافة الاسلامية وعليه فان(مالنا هو مالكم وأمرنا امركم وغايتنا هى ارضاء الله عزوجل) فسكروا وأغمضوا العين بحلم محفظته المنتفخة تقطر وتقطر..فتسيل !
اذن بدأت القاعدة أعمالها التجارية بالخرطوم ، وبدأت ترتيبات تهيئة السودان كمنصة للعمليات الجهادية .
مجاهدو القاعدة يجوسون شوارع الخرطوم .....الاتفاقات المبدئية
في أخر الترتيبات السابقة لحضوره ، دفع بن لادن بوفد رفيع من ثقاة مساعديه للتفاوض مع حكومة الانقاذ علي "تفاصيل التفاصيل" ، تكون وفده من أبو أنيس المدني وأبو الحسن السوداني تحت امرة أبوهمام السعودي . تحلقت بهم لجنة الاستقبال مرحبة ( المحبوب عبدالسلام ، د. عبدالسلام سعد سليمان ود. محمد الأمين) . من المطار والي هيلتون ولقاء في اليوم التالي بمقر منظمة الدعوة الإسلامية . نطق أبو همام السعودي بشروط القاعدة أمام مفاوضيه الذين ترأسهم د. عبد السلام سعد سليمان وشاركه د. محمد الامين ، د.شرف الدين على مختار،الصافى جعفر ،د.مطرف صديق ودكتور عمر عبد المعروف ، من منظمة الدعوة الاسلامية. قال أبو همام السعودي انهم سيرسلون قوة مقاتلة يحتاجون الي تأمين افرادها ومنحهم حرية التنقل من والي خارج السودان وفتح معسكرات لتدريبهم . قال انهم يشاركون السلطة رؤاها في خلق نموذج لدولة اسلامية "حقيقية" تنهر النماذج الفاسدة في بلدان حماة البيضة ! قال انهم مستعدون للتعاون مع السلطة وأجهزتها كافة ، وبالذات جهاز الامن . دخلوا رويدا رويدا في التفاصيل . لضرورات التناغم رأي الاجتماع تسمية ضباط الاتصال من الجانبين ليكونوا حلقة الوصل بين الاجهزة المختلفة. اختارت القاعدة عبده المخلاف اليمني ليتعامل مع ضابط الامن السوداني محمد علي عيساوي . أما لجنة الافتاء الجهادي العسكري فضمت خليتها أبوعبيده النثيري منهم و دكتور عمر عبد المعروف من الانقاذ .
بعد الترحيب واعلان الموافقة الكاملة علي مطلوبات القاعدة، شرح لهم ، بدءا، د. عبد السلام سعد سليمان التحديات الاقتصادية وأبعاد مايتعرض له السودان من ضغوطات سماها "ابتلاءات " . ركز كثيرا علي آمالهم في أن يقدم "الشيخ" القادم يد المساعدة بالاستثمار في مشروعات تنموية عامة أهمها الزراعة والصناعة . قال انهم يأملون في الاستفادة من ذراع القاعدة المالي المتصل بشبكة المنظمات ومصادر التمويل المتعاملة معهم مشيرا لبعضها : منظمة البر الدولية ، جمعية قطر الخيرية وهيئة الاغاثة االاسلامية العالمية بالاضافة لرابطة العالم الاسلامى. وأخيرا ، تطرق لأهمية الاسهام في تدريب الدفاع الشعبى. . قال لهم ان الانقاذ تحتاج " وبشدة " لتزكية الشيخ اسامة لها أمام مصادر التمويل الرسمية والشعبية الخليجية التي ساندته ايام الجهاد الافغاني وبخاصة أنهم يقيمون في السودان "المسلم العربي"أول نموذج تطبيقي للاسلام السني الذي ان فشل فلن يكون الفشل سودانيا خالصا وانما هزيمة للحركات الاسلامية المجاهدة كافة ! ركزرئيس وفد الانقاذ علي تذكير ضيوفه ان الاعمال الجهادية للقاعدة المنطلقة من السودان يجب ان يتم الاتفاق في تفاصيلها مع اللجان الامنية وافادهم عضو الوفد د.شرف الدين علي مختار ان الجهاز "فرغ" أثنين من منسوبيه ليرافقوا الوفد ....ضابطا الامن المقدم عبد الباسط حمزة والرائد سيف الدين صالح – أثرياء سوداننا الحاضر !
الجهاد الذي دخل السوق والبزنس الذي لبس الكاكي!
لو لم تكن تعرف من هو عبدالباسط حمزه فلا تثريب عليك ، فهو اسم . لكن التثريب سيكون لزاما ان لم تكن تعرف بان المثلث "هندسيا" يحتاج "لقاعدة" و"زوايا" وان زوايا عبدالباسط حمزه هي "تشليح" قاعدة بن لادن ! من هذه الزوايا خلقت مجموعة اخطبوطية تسيطر اليوم علي غالب النشاط الاقتصادي في بلادنا .فالشركات المتكئة علي زوايا عبدالباسط لكل منها قصة وحكاية! كيف تسربل بالغني من بدأ حياته عسكريا مؤديا قسما ليس فيه غير الموت شئ دع عنك تخم المال ومباهج الحياة الدنيا ؟ ان سألت فيعلم جنابك ، انك في زمان دخل فيه الكاكي السوق نهارا جهارا ليزاحمنا بل ويقتلع معاشنا .فالكاكي علي يمينك في البنوك ، وعلي شمائلك في أسواق الصاغة ومن فوقك في أبراج مساكن الفنتازيا ومن تحتك في صالات المراسم وكبار الشخصيات ، من خلفك في طواف الكعبة والمعمرة المتعددة ومن أمامك في الرحلات الهاربة من حر الصيف ! واحسرتاه. علي الكاكي والجبردين الذي كان ، فيشهد الله ان جيلنا ما اكتحل الكاكي في السوق الا محنطا في بترينات "عابدين عوض" أو لدي الحائك "علي موسي" قبالة دار الرياضة بامدرمان ! تتألف مجموعة زوايا من شركات منها عفراء مول ، فندق السلام روتانا ، مصنع زوايا للطوب ، مصنع الراوابى للالبان و العصائر ، مجمع رهف السكنى ، زوايا للمعلومات و تقنية الاتصالات ، زوايا الهندسية ، زوايا للخدمات، زوايا للصناعات الغذائية ، زوايا للخدمات الطبية و البيطرية ، نهر شاري ، شركة لاري كوم السودانية.،سودابل، وفي الاحصاء مزيد !
الله أكبر الله أكبر .... وصل بن لادن ووصلت الفلوس !
يقول الصحافي ديفيد روس في مجلة (فانيتي فير)يناير 2002 (وصل بن لادن بزوجاته الاربعة للسودان في 1991لسبيين . الاول توفره علي مجاهدين متطرفين ملأت الحرب وجدانهم وتغيرت نظرتهم لحكامهم وانظمتهم بعد أن تفايض غرورهم بانتصارهم علي السوفيت - ثاني أكبر قوة عسكرية عالمية .والثاني ، أصبح العرب الافغان غير مرحب بهم حتي في بلدانهم الاصلية) اذن ، فما بالك ان تبرع بلد بفتح الباب لهم وحمايتهم ؟ هذا ما أحبه بن لادن وهو اللصيق بالسودانيين . لكن خطأه المميت ، اعتقاده ان من عملوا معه من السودانيين هم من ذات طينة الانقاذيين !
من مقره الجديد بالسودان انهمك في هيكلة تنظيمه فهو يريدها قاعدة كشركات النفط ، كونسورتيوم متعدد الجنسيات . بدأ بالمؤلفة قلوبهم من التنظيمات الموجودة أصلا وانصرف لاستحداث علامته الجهادية الخاصة في العراق وبلاد الشام. نظم فيالقه المنصهرة في رؤيته واهمها جماعة الجهاد المصرية، الجماعة الاسلامية المصرية، الجماعة الليبية المقاتلة ، مجموعة قارى سيب الجزائرية، جماعة الجهاد المغربية، المجموعة التونسية، جيش عدن الجنوبى، مجموعة ابوعلى الفلسطينى ، مجموعة ابو حفصة الموريتاني ، جماعة الجهاد الارترى، مجموعة ابن مبارك الشرقاوى، عسكر طيبة الكشميرية وجماعة الجهاد الباكستانى.
صحيح ان مستقبليه هزوا العكاكيز فوق رأسه هاتفين في مناسبات متتاليات (الله أكبر الله أكبر) لكنه ما دري انهم هزوها تقربا وتربصا بصرر جيبه المكتنز فهي "لهم" وان تنادوا بأنها لله .
انهمك في مد الجسور مع التنظيمات الراديكالية المغضوب عليها . بل وفي بعض الاحيان أسهمت شركة الهجرة في ارسال بعض من (بضائعها ) لنصرة فروع التنظيم مثلما فعلوا في 1994 حين دفعت القاعدة لشقيق الرئيس علي حسن أحمد البشير والمقدم عبد الباسط حمزة 7 مليون دولار لارسال اربعة حاويات اسلحة الى سيف الاسلام الجنوبى أمير جيش عدن!
قال يحي حسين بابكر نائب رئيس جهاز المخابرات منذ 1998 لديفيد روس، في مقالاته ( ملفات اسامه)، ان المخابرات علمت في 1992 باستضافة بن لادن ولوقت طويل لمؤسس الجهاد المصري الطبيب ايمن الظواهري .وأبلغ مصدر في المخابرات الامريكية روس ان تلك الزيارة شهدت اندماج الجهاد المصري في القاعدة فتصعدت عناصر الجهاد المصريين لمواقع القيادة في القاعدة .
دراهم بن لادن...في مصيدة الشحادين :
عن اموال بن لادن يورد باحث جامعة فلتشر ، لورينزو فيدينو ، في كتابه ( وصول الاصولية الاسلامية للسودان ) المنشور في خريف 2006 ، ان السودانيين ذوي الصلة والمعرفة بثروة بن لادن المستجلبة للسودان يقدرونها ب 350 مليون دولار بيد ان المؤلف يري ان الرقم يقل عن ذلك برغم تأكيده أن الرجل استثمر بقوة في السودان .
اول تبرع قدمه بن لادن للانقاذ بعد وصوله في 1991 كان 5 مليون دولار .في اليوم التالي رد الترابي تحية الفلوس بورقة أحسن منها اذ أمر له باعفاء جمركي كامل "لأي شئ "يدخل السودان باسمه!! وعندما سالت دولاراته انهارا ، قررت الحكومة رفع القلم عنه باعفاء كل وارداته من ثالوث الاجراءات التي تطحن تجارها ومغتربيها كافة : التفتيش والجمارك والضرائب !
تقول وزارة الخارجية الامريكية ان دخول بن لادن لمتشابكة بيت العنكبوت الانقاذية بدأ فور بنائه لعلاقات تجارية مع النافدين والاغنياء من أهل الجبهة لتنفيذ مشروعات البني التحتية التي أرسيت مناقصاتها عليهم بلا منافسة .
بالخرطوم أسس شركة الهجرة المحدودة المتخصصة في التشييد والتنمية . أختار بن لادن المهندس أبو ابراهيم ( عراقي الجنسية )مديرا تنفيذيا لها يعاونه حوالي 9 مهندسين عراقيين.كان أبو ابراهيم معجبا برئيسه ، الذي حارب معه في افغانستان ، ومنبهرا بمعرفته الموسوعية بالاليات وحتي تشغيلها . نسب لأبو ابراهيم قوله ( أيام افغانستان كان كل شئ جهاد ، جهاد ، جهاد أما في السودان فقد تعرفنا علي نواحي أخري في اهتمامات الشيخ اسامة مثل التشييد والبناء والحياة الأسرية . لقد بدأ يستقر ). أخطأ المدير التنفيذي لشركة الهجرة في تقدير هموم شيخه الذي لم يركن للهدوء سياسيا . فقد تسبب انتقاده المتكرر لدور بلاده في حرب الخليج واحتضانها للقوات الأمريكية لتحرير الكويت في نزع جنسيته السعودية في 1994 ، فبدأت عمليا أول فصول متاعبه عندما أصبح لاجئا بلا وطن.هذا الامر كرس ضعفه امام الطلبات المتزايدة لمضيفيه الانقاذيين ، فرجل بلا وطن في عرف اللئام ، تستحل كرامته بمنة فورية تتبعها ، والاذي هوالثمن...فماذا سيفعل عصفور بلاريش !
أول وأكبر مشروع له كان بناء 700 كيلومتر أسموه التحدي يربط امدرمان بدنقلا .شارك 600 من عمال شركته (الهجرة) في البناء وغالبيتهم كانت من مليشيات العرب الافغان . في عام 1990 وبما يماثل كي حشا السعوديين ومط اللسان بوجههم ، أرست الانقاذ علي شركة الهجرة عقد بناء مطار بورتسودان (الثاني حجما في البلاد) رغم ان التمويل (40مليون دولار) مستقطب من بنك التنمية السعودي والبنك الاسلامي للتنمية.!!.بعد الانتهاء المطار ، قالت صحيفة القدس العربي ، ان اسامه بن لادن كان ضيف الشرف في الافتتاح وتبرع ب2.5 مليون دولار لتشغيله .
توالت شركاته تفرخ وتتناسل مستفيدة من الحماية غير المسبوقة لها ولزعيمها . فتضاعفت استثماراته بعد عام 1993عندما ادرج السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب . قام بن لادن باقراض الانقاذ المفلسة 80 مليون دولار لاستيراد قمح بعد أن تلوت الصفوف امام الافران والمخابز الفارغة . سألوه ان يدفع لهم فواتير لاقبل لهم بها كالمحروقات البترولية ، ففعل . اشتكوا له الحصار المصرفي ، فقدم ضمانات بنكية لتعزيز خطابات ضمان بنك السودان ! وعندما عضتهم العقوبات وصارت أكثر ايلاما وانهارت صادرات السودان من القطن ، تدخل مشتريا بالعملة الصعبة لجزءكبير منه .
لم يتوقف كرمه هناك .
اصبح بن لادن الوكيل المعتمد لشركة (هنتنغ سيرفيز) البريطانية بالخرطوم المتخصصة في التنقيب البترولي والتي يحتل قسم تصنيعها العسكري المركز الخامس في العالم في انتاج صواريخ ترايدنت النووية .
أيضا ، امتشق محفظته ضامنا لواردات السودان من السلاح الصيني ، وفي مرات كثيرة اشتري لهم بواخر بترولية من السوق الفوري للنفط أو بترتيبات مع رجل التجارة الغني شاهر عبد الحق اليمني ! هذا الوقود ذهب لتحريك آليات المتحركات العسكرية في الجنوب .بل وصل التسامح به قبوله بمقايضة مليوناته الدولارية بأراض زراعية غير مستصلحة بدلتا القاش عندما عجزوا عن الدفع!
يقول السفير دون بيترسون في مذكراته( داخل السودان) " الدعم الذي حصل عليه بن لادن من البشير ، الترابي والمخابرات السودانية والجيش كان مهما لأعماله ولمنظمته الارهابية ". كل القرائن تشير ان بن لادن أراد من البزنس زيادة قوة القاعدة وليس التربح . في هذا يقول الباحث ، لورينزو فيدينو ، ان بن لادن استخدم عوائد اسثتماراته في احضار المزيد من مقاتليه من العرب الافغان للسودان وتوفير الرعاية الكاملة لهم مخصصا 2 مليون دولار سنويا لهذا الغرض الذي استمر 3 سنوات .فمنذ هجوم الحكومة الباكستانية في 1983 علي معسكرات العرب الافغان بأراضيها أصبح بن لادن كفيلهم فبذل بسخاء لاعاشة ما بين 300-480 من المجاهدين الذين ارسلهم فيما بعد للسودان .
وفي السودان عمل رجاله في شركاته الكثيرة . سافرت عناصر التنظيم الي العديد من الدول كرجال اعمال لعقد الصفقات المتنوعة وبالذات الاسلحة والمتفجرات من بلوروسيا ، الصين ، ماليزيا والنمسا .بل ويورد باحث جامعة فلتشر ان احد عناصر القاعدة تمكن من شراء طائرة من مدينة توسون بولاية اريزونا الامريكية وسافر بها للخرطوم وكان الهدف هو استخدامها لترحيل عدد من صواريخ ستنغر من باكستان للسودان( خبأت القاعدة بضعة قطع من هذا السلاح النوعي الذي زودته به المخابرات الامريكية فحطم سلاح الجو الروسي وكسب الحرب).
بحلول عام 1994 كان لبن لادن 3 معسكرات رئيسية في السودان متعاونا مع الدفاع الشعبي وعناصر الجبهة الاسلامية . تقول لتقارير الاستخبارية ان القاعدة كان لها 23 معسكرا وان التدريب الفني شمل التزوير والاتصالات والاسلحة والمتفجرات وتستشهد هذه التقارير بوجود 2 الف من جماعة الجهاد المصري.
قبل مقايضة بن لادن في مايو 1996 ، حذق جهازنا الاتجار بالبشر ،من أهل القبلة أو أهل لا يحزنون ! ففي 1994 باعوا لفرنسا الفنزويلي راميرز سانشز ( كارلوس) مقابل فك الحجز عن طائرة سودانير طراز ايرباص المحتجزة في باريس . حضر الامن الفرنسي الي مستشفي ابن خلدون بالخرطوم ونقلوا كارلوس بذات السرير الطبي الي داخل طائرتهم الصغيرة بعد ان خدره رجال أمننا وأفاق من التخدير بباريس ! ثم صفقة أخري أشرف عليها عقيد الامن اسامة ميرغني ، عبر رئيس الجهاز ، مع العقيد معمر القذافى لقاء 125 مليون دولار. أقتحموا فيلات سبعة وعشرين ليبيا من الجماعة الليبية المقاتلة تحت امرة ابوجعفر الليبى ومساعده عبد القادر الليبى.وماان حل المساء الا وهم في طرابلس تاركين أسرهم الباكية خلفهم في الخرطوم !
حي علي الجهاد .....أم تداعي للسرقة ؟
استلم صاحب الزوايا ، المقدم مقدم عبدالباسط حمزة والرائد سيف الدين صالح ، مهمتهما التنسيقية مع الوفد الزائر . يرافقهما شرف الدين على مختار، زار الجميع مقر رئاسة الدفاع الشعبى للالتقاء بمجاهدي الانقاذ، الدفاع الشعبي . هناك تحادثوا مع مجموعة تعرفت بهم لاول مرة (عمر عبدالمعروف ورائد امن مبارك احمد محمد) غير ان ثالثهم كان ممن خبروه لسنوات بافغانستان والصومال ، محمد على عيساوى .جأرت قيادة المعسكر بالشكوي عما ينقصهم فوعدهم أمير وفد بن لادن ، ابوهمام السعودى ، بالتعاون اللصيق معهم وبشرهم خيرا. هذه البشارة رقميا أصبحت بعد عودة الوفد والتفاكر مع الشيخ ماقيمته 23 مليون دولار أودعت في بنك الشمال . ومع وصول بن لادن للسودان في 1991 اصبح المنسق الأمني يومها ، وصاحب الزوايا يومنا هذا ، هو المشرف علي كل أوامر الشراء ، بدءا من استجلاب السلاح من الصين وتشيكوسلوفاكيا ،أو شراء المزارع لاسكانهم ، ترحيلهم وتوفير الاكل لهم فدخل الكاكي للبزنس من أوسع البوابات. في التوارد ان مندوب بن لادن في صفقات السلاح ، محمد بايزيد، افتضح تسحت المقدم عبدالباسط بأكثر من مليون دولار في تلك الصفقة التسليحية فاهتزت العلاقة بين القاعدة والانقاذيين غير ان السوداني محمد هارون ، الذي كان أميرا علي معسكر الفاروق بخوست، توسط باحتواء الامر بعد ان علم ان عبدالباسط هو المخلب الاستثماري للرئيس واخوانه ، فجنب التنظيم غضبة رئاسية عاصفة تهب من جهة مطبات حوش كافوري الجوية ، فلا تبقي ولا تذر !
اذن سكن حوش بانقا فرع كافوري في محفظة بن لادن عن طريق عبدالباسط حمزه الذي شكل مع شقيق الرئيس البشير على حسن احمد البشير والامين عبد المعروف خلية لمص أموال القاعدة . احترفوا تضخيم الفواتير ومضاعفة مبالغها التي كثيرا ما أبدي المدير المالي للقاعدة ، ابو الفضل المكى (سعودى) ، تشككه وتضجره من لصوصيتها البائنة لكنه في كل مرة سعي الي الشيخ اسامه بشكواه الا وذكره بأن هؤلاء الأفراد هم واجهة ( للجماعة ). قال له ان وقف الصرف لهم سيجلب علي الكل الكثير من المتاعب ! لعب ايضا ابو البراء المدنى ، المقرب جدا من بن لادن دورا في تهدئة أمين المال السعودي الذي كثيرا ماشكي عن الفرق بين "السودانيين الافغان" و(هاذول الناس ) ، وقصد "السودانيين الانقاذ "! أصبح عبدالباسط حمزه ، واقعا، ضابط مشتروات للقاعدة وليس ضابط اتصال لأمن بلادنا ! تغول علي كل ماله صلة بملفات الشراء لمليشيات القاعدة المتقاطرة علي السودان وتوفير ماتحتاجه . ثالوث المص المالي (عبدالباسط ، علي شقيق البشير والامين المعروف ) ماتركوا عقارا أو مسكنا أو مزرعة في منطقة سوبا أو الحلفاية الا واشتروها ، وفي كل صفقة قبضوا المعلوم، هذا غير مشتروات الاسلحة .
في الوقت الذي صب نهر رجل الزوايا في أبار حوش بانقا الغائرة الاعماق ، فان نهر المعلومات عن نشاطات القاعدة العسكرية والتجارية والاقتصادية واتصالاتها داخل وخارج السودان انساب للنائب علي عثمان طه عبر مطرف صديق وعقيد امن محمد الامين . ولاستحلاب معلومات يومية عن التنظيم فان "جماعة " علي عثمان أحكموا علي الضيوف احكام الطاقية الضيقة علي رأس أصلع .. تابعوهم في مزارعهم ومساكنهم ومعسكراتهم وماتركوهم الا للنوم ! بل كثيرا ماتفاخر أنصار "شيخ" علي عثمان بأنهم(هم)من أحضر بن لادن السودان وماكفوا عن هذه القالة الا بعد ان أصبح النطق بها يعادل الاعتراف بجريمة تورط شيخهم في محاولة اغتيال حسني مبارك في يونيو 1995 . أما الترابي ، ولأسباب عدة - اهمها اعتراض بعض أهل القاعدة علي ترخصه في الفتيا ، ظل محتفظا بمسافة محسوبة تفصله عن بن لادن وقاعدته . لم يوفر لي هذا البحث معينات للادعاء بتكسبه مباشرة من هذا المولد الجهادي . اذا ماتوافر طريق غير مباشر ، فلعله عبر ابنه عصام الذي ، فجأة ، فاق آل مكتوم هياما بصافنات الجياد فتاجر واستورد لصالح بن لادن المحب للفروسية .
العيون الأمريكية في الخرطوم تتابع وتحضر العصا..!
أصدر الجهاز جوازات سودانية عادية ودبلوماسية لقادة المغضوب عليهم في بلدانهم مثل عمر عبدالرحمن (المصري)وراشد الغنوشي (التونسي) بل وحتي قانون الجنسية السودانية تم تعديله وسمح ، لأول مرة ، بالجنسية المزدوجة! ابتداءا من 1991 ترخص العرب الافغان في الدخول والخروج من السودان متي والي اين شاءوا دون ان تختم جوازاتهم لئلا يتعرضوا للمساءلة عن سبب سفرهم للسودان في المطارات الاجنبية ، وقد أصبح رسميا معرفا بالارهاب في 1993 .
قال جمال الفضل في محاكمته عام 2001 لمشاركته في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة بشرق أفريقيا ، انه شهد اجتماعات بين زعماء القاعدة بضواحي الخرطوم وضباط من الجيش السوداني .قال ان الهدف كان بحث موضوع تصنيع الاسلحة الكيماوية!
لعب التعاون مع ايران دورا محوريا في الامدادات العسكرية والتمويل بل وان آية الله يازدي قال ان هدف المعسكرات بالسودان هو ( نشر رسالة الخميني في السودان ) .ولتأكيد ذلك ارسلت ايران مجيد كمال ، سفيرها السابق في لبنان واحد مؤسسي حزب الله ليشرف علي عملياتها بالسودان. جاء معه مدربين اكفاء من الحرس الثوري فضلا عن "تعلمجية"من حزب الله وخبراء في صناعة القنابل اليدوية وتفخيخ سيارات .
في 1992 حذرت الخارجية الامريكية من خطر محور طهران الخرطوم . قال تقريرها ( تحت قيادة حسن الترابي فان النفوذ الايراني اصبح مسيطرا عي حكومة عمر البشير واصبح من اكبر الدعاة للتقارب مع الجماعات المتطرفة ).
كتب محررا النيويورك تايمز ، تيم وينر وجيمس ريزن ، يوم 21 سبتمبر1998 تقريرا عن ضرب مصنع الشفاء فكشفا النقاب عن أسرار استخباراتية عديدة . قالا انه في مارس 1995 قام اثنين من القاعدة بمطاردة "كوفر بلاك"، مدير محطة سي أي ايه بالخرطوم بشوارع المدينة لاختطافه . وعرضا لمحاولة اغتيال الرئيس مبارك في اديس أبابا في يونيو 1995، أفادا ( يقول مسؤولون في المخابرات الامريكية انهم مقتنعون بأن الرجل الذي كان رئيسا للمخابرات السودانية آنذاك كان متورطا ) في اشارة لعلاقته الحميمة ومرافقته المستمرة لأيمن الظواهري بالخرطوم ! كشفت الصحيفة أيضا انه بعد أشهر من هذه الاحداث حضر للسفارة بالخرطوم مخبرا للسي آي ايه أفادهم بوجود مخطط لاغتيال توني ليك ، مستشار الامن القومي الامريكي في واشنطن (هذا المخبر هوالتونسي علي بن مصطفي حميد ، قبض عليه وحوكم بالسجن 14 عاما . من التهم يقول يحي بابكر ، نائب رئيس الجهاز، للنيويورك تايمز كانت تغذية المخابرات الاجنبية بمعلومات مغلوطة).
ابان عمل كوفر بلاك بالخرطوم ، (1993-1995) ،تأقلم افراد المحطة مع تهديدات تنظيم القاعدة بالسودان ، الا انه بعد المحاولة الفاشلة لخطفه فان معلومة التخطيط لقتل توني ليك بواشنطن غيرت الموازين . فبالرغم من الشكوك في مصداقية المخبر، الا ان السفارة الامريكية ابلغت وزير خارجية السودان الذي نفي لهم الخبر. في واشنطن اخذت شرطة الحماية السرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي التهديد بجدية صارمة. فطلبا من توني ليك تغيير مسكنه لأسابيع ، وبالفعل ، تم نقله وأسرته ليقيم في مسكن "بليرهاوس " المقابل للبيت الابيض والمخصص للرؤساء من زوار العاصمة !
محاولة اغتيال كوفر بلاك في الخرطوم تطلبت ردا مختلفا ! يورد المؤلف ستيف كوول في كتابه (حروب الاشباح : التاريخ السري للسي اي ايه افغانستان وبن لادن من الغزو السوفيتي والي10 سبتمبر 2001 ) يقول (في خريف 1995 فان لجنة أعمال الطوارئ بالسفارة ، التي تضم مدير محطة الس أي ايه وضابط الامن التابع لوزارة الخارجية وكبار الدبلوماسيين ارسلوا توصية لواشنطن باغلاق السفارة حماية الموظفين الامريكيين )
السفير تيموثي كارني ، بديل بيترسون ، رأي أن اغلاق السفارة قرار ردئ بل وشكك في مصداقية المخبرين معتقدا ان ذلك من شأنه ارسال رسالة سالبة للخرطوم .هذا التشكيك في مصداقية المعلومات هو الذي جعل مدير محطة السي أي أيه بالخرطوم يوافق السفير الجديد كارني ان الاغلاق كان خاطئا مما جعل وكالته تحذف نص الرسالة المقرعة التي سمعها البشير من السفير دون بترسون يوم السبت 4 نوفمبر 1995 كما عرضنا وثيقة لهذا الحذف أمس
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-71833.htm
في 2004 نشرا العميلان "بيلي واغ" وزميله " تم كيون" مغامراتهما الجاسوسية في كتاب بعنوان( اصطياد الذئب : سنوات خمسون لجندي القوات الخاصة والسي أي ايه في الخطوط الامامية للحرب ضد الارهاب ) يقول المؤلف بيلي واغ انه تابع اسامه بن لادن في السودان وكان مستعدا للقبض عليه الا ان طلبه رفض !
خلص تقرير لجنة 11 سبتمير ان اهمية فترة السودان للقاعدة هي تقوية هيكل التنظيم تنفيذ عمليات صغيرة أما تنظيميا فان اهمية السودان للقاعدة عني تدشين اصدار الفتاوي الجهادية .ففي عام 1992 أصدر مجلس شوري القاعدة أول فتاويه من السودان حسب افادة اثنين من عناصرالتنظيم ممن شاركوا في الهجوم علي المدمرة كول باليمن في عام 2000.أشارا في المحكمة لفتوي بن لادن باستحلال الاهداف الامريكية في السعودية واليمن . وكنتيجة لهذه الفتوي فان أول عملية للتنظيم من السودان ضد هدف في بلد آخر تمت في ديسمبر 1992 لتفجير فنادق في عدن باليمن تأوي 100 عسكري امريكي. ( يشكل التقرير كنزا معرفيا للباحثين عن تفاصيل 11 سبتمبر وآلية عمل الاجهزة الاستخبارية الامريكية المتعددة ). http://www.9-11commission.gov/report/911Report.pdf)
بدأت المتاعب تتري علي أهل العصبة رغم الاعتراف المدوي للسفير دون بيترسون في كتابه حين ذكر ( أذكر انني عندما كنت اتحدث عن التنظيمات الارهابية فان اسامة بن لادن لم يكن مهما . فنحن في الخرطوم حقيقة لم نكن مهتمين به )!بل وحتي الادعاء الكاذب الذي نقله مخبرو السي آي ايه بالخرطوم لم يشفع للنظام عند نفيه التهم عن نفسه.
لماذا ؟
ببساطة لان النظام لا يتوفر علي مصداقية يعتد بها بعد ثبات تورط ضيوفه من القاعدة في عمليات مبارك وفنادق عدن . المعلومة الكاذبة الاولي كانت تحذيراعن مخطط لاغتيال الحضور لحفلة أطفال أسر السفارة الامريكية بالخرطوم ، والثانية مخطط اغتيال توني ليك بواشنطن .وبالنتيجة ، خفض الطاقم وأرسلت أسر الديبلوماسيين لأمريكا ، تماما كما حدث قبل يومين! وتظل الرسالة في الحالتين واحدة وهي ان السودان غير آمن !
بدأ الضغط الامريكي عنيفا علي الخرطوم بقيادة سوزان رايس مساعدة الوزيرة مادلين أولبرايت للشؤون الافريقية. وهو ضغط بلغ ذروته في رسالة بيترسون للبشير والترابي يوم 4 نوفمبر 1995 ومن ثم اغلاق السفارة بالخرطوم وفتحها بكينيا !
في بداية 1996 ومع نهاية فترة بيترسون أفرغت السفارة من كل الامريكان وباشر خليفته تيم كارني مهامه من نيروبي !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.