السلوك الحضاري هو التعامل المتمدن المكتسب عن طريق الاستيطان في المدينة أو الحضر... والوعي نفسه مركب من وعي فطري أو مكتسب، فالوعي الفطري هو المقدرة على الرؤية العميقة في تفاصيل الكون والتأمل فيه، وفي أساس الخلق والوعي المكتسب يأتي من التجربة والاستنتاج وخلق الابداع.. ويتضمن أيضاً المعلومة الغزيرة وامتلاكها وتعلم طرق البحث عنها.. هذا هو السلوك الحضاري أما السلوك الحضري فيختلف، فالسلوك الحضري هو أيضاً نوع من الوعي المتمدن للتعامل مع البيئة المحيطة بحضارة.. واحترام مصادر الحياة ومواردها والمحافظة على نظافتها.. وأيضاً احترام الشارع العام والاهتمام بجمالياته.. وقد اجتهدت هيئة ترقية السلوك الحضري في هذا الأمر كثيراً .. ولكن عيننا على التحسينات التي جرت على ولاية الخرطوم بعد أن أمر الوالي بإنشاء هيئة لترقية السلوك الحضري.. تحت استشارة (رامبو)، وقد يكون من أهم أسباب ذلك أن الرجل معروف عنه الهمة والنشاط والانجاز.. وقد كان.. فاليوم الخرطوم في حالة تغيير بيئي واضح .. قد يكون بطيئاً .. ولكنه موجود، وفي رأيي ترقية السلوك الحضري هي مسؤولية مشتركة بين هيئة ترقية السلوك الحضري والمواطن. السبب وراء هذا (اللت والعجن) هو شارع النيل.. شارع الحياة... شارع العزة.. رمز الهبة الالهية الذي يشق أراضينا بفخر، هذا الشارع الطويل جداً الذي يعشق الآلاف من السودانيين التواجد المستمر به، رغم فقر البيئة وانعدام سبل الترفيه والراحة فيه.. فالجلوس إما على بقايا النجيلة (المنكوشة) أو التسامر حول ستات الشاي... والحل الأخير هو المشي والعودة الى السيارة مرة أخرى للرجوع الى المنزل.. (رياضة يعني)... لكن ما استفزني حقاً في شارع النيل هو مكبات القمامة.. فهي موجودة في منتصف المسارين للشارع، والمار بتلك المنطقة يرى ذلك جلياً.. بمعنى لو أراد شخص أن يتخلص من القمامة عليه أن يقطع (الظلط) حتى يصل الى مكب القمامة. وهذا لا يساعد على المفهوم الأساسي للترقية بالسلوك الحضري.. فالنظافة هي أهم مقوم للرؤية الجميلة. نتمنى من الهيئات المعنية النظر في هذا الأمر، كما نتمنى أن يصبح شارع النيل من أهم مقومات السياحة والترفيه في القريب العاجل.. وكلنا أمل في تغيير جذري للبيئة والمواطن معاً.