الاسم لوزيرة الخارجية الموريتانية السابقة ذات الخمسين خريفاً، طويلة القامة، واسعة العينين والثقافة، والتي تسلط عليها شعر الدبلوماسيين السودانيين فأرداها خارج الوزارة.. وللكلمة تأثير بالغ في إحداث التغيير، لا سيما الشعر.. فكم ألهبت الأبيات من قلوب ونفوس خاملة دفعتها للثورة على المألوف والخروج عن الحدود، وكم أقالت من سلطان وحررت من أوطان. و(الناها) بنت مكناس المسكينة بنت الناس، اغتالها جمالها وحضورها الأخاذ كغيرها من الجميلات اللائي ما راعى الشعراء فيهن ذمة ولا سمعة ولاحقوقاً مصانة تحفظ الكرامة، وما أن حركت مشاعرهم حتى تسببوا لها في أشعار وصفية انتهجها البعض وسار خلفهم من يملك ناصية الحرف في تقليد أعمى حتى تسببوا في مشكلة سياسية أطاحت بثوبها الجميل من كرسي الخارجية بوصمة جمالها ويا له من سبب يدل على الهيمنة الذكورية والأنانية والنظرة للجمال كأنه عار وليس من نعم الله.. إذا كتب الشعراء فما ذنبها، إذا خالفوا الأصول واللياقة فما وزرها.. ولماذا يحاكمها الدين والدولة بذنب الآخرين.. أليس الأجدى محاسبة من خرج عن أصول الدبلوماسية وإطارها من الاحتفاظ بصورة بلده ونفسه قمة في النقاء كممثل لها. بنت مكناس ضحية كغيرها لمجتمع ينظر للمرأة نظرة دونية تحاسب بقبحها وجمالها، بفشلها ونجاحها، كم من زوج طلق زوجة ناجحة مثقفة لأنه لا يرغب في أكثر من طباخة ومربية لأبنائه، وكم من جميلة حاصرتها نيران الشك والغيرة ولو كانت أطهر النساء.. إذا لبسن الخمار والنقاب قالوا متخلفات، وإذا كشفن وجوههن قالوا متبرجات.. فهل العيب في النساء أم في عقليات ما زالت تحاسب المرأة إرضاءً للرجل؟.. زاوية أخيرة: شبب شعراء الحقيبة بالنساء وأسرفوا في وصفهن، لكن لم يصرح أحدهم باسم ملهمته.. فخلدت الأغنيات وبقيت النساء في حرز مكين.