المنتخب الألماني الذي يستعد نجومه لخوض جولة خاصة جدا امام الماتادور الإسباني تأهبا لمواصلة مشوار التألق حتى النهاية ..يقدم نموذجا طيبا للتجنيس المفيد ..بالإستعانة باللاعبين الأجانب الذين يظهر أثرهم المباشر بالمنتخبات الوطنية ..لا التجنيس الذي يضيف للأندية ويخصم من رصيد المنتخبات الوطنية. يضم المنتخب الألماني ..أربعة لاعبين من بلدان أخرى منحوا الجنسية الألمانية ..وارتدوا شعار المانشافت وقدموا جهودا كبيرة كان لها أكبر الأثر في وصول المنتخب الألماني لمرحلة متقدمة بالمونديال الأسمر ..وبات أبرز المنتخبات ترشحا للتوشح بذهب المونديال. يلعب بشكل ثابت ضمن تشكيل خواكيم لوف..الغاني بواتينغ ..والتونسي الأصل سامي خضيرة ..بجانب التركي مسعود أوزيل ..وكاكاو المهاجم الذي يحل بديلا على الدوام. أربع عناصر مهمة ومؤثرة ..لعبت أدوارا بارزة في دعم مسيرة المانشافت خلال مونديال جنوب أفريقيا ..وقد تلعب دورا أكبر خلال جولة اليوم ..وربما نهائي البطولة إن قدر للألمان الوصول إلى النهائي. هو تجنيس مفيد بكل تأكيد ..ومثمر ..لا كحالنا ..نأتي باللاعبين من كل جنس ولون ونمنحهم هوية جديدة ..يستفيدون من خلالها ويجنون أموالاً طائلة ..بلا أي تأثير واضح على مسيرة الكرة السودانية. وأعتقد أن الألمان رعوا مواهب خضيرة وأوزيل وكاكاو وبواتينغ منذ الصغر ..مما منحهم حق نيل الجنسية الألمانية ..وكلنا يعرف ماذا تعني الجنسية الألمانية لأهلها الذين يعتبرون أنفسهم الأفضل على مستوى العالم. ولكن نحن نأت باللاعبين كبار السن ..ونمنحهم الجنسية السودانية قبل أن يرتد لهم طرف ..ولا نستفيد منهم لا على نطاق الأندية التي تمنحهم الهوية السودانية ..ولا على نطاق المنتخبات الوطنية، بل العكس ..وكما ذكرنا آنفا..يستفيد أولئك المجنسون من أنديتنا ولا يقدمون ما يوازي .. على مدى سنوات خلت ..ومنذ أن نال أول لاعب أجنبي الجنسية السودانية لم تحقق أنديتنا نتائج مهمة ..أو لنقل البطولات ..وهي الهدف الذي من أجله سارعت الأندية ..وتحديدا طرفي القمة لإستقدام أكبر عدد من الأجانب لفرضية الطموح العالي لديهم مقارنة باللاعب السوداني الذي ينتهي كل طموحه عند حدود القمة السودانية. لم يكن هناك تأثير واضح ..برغم النجاحات التي أصابها الأجانب وساهموا بقدر طيب في رفع إسم الكرة السودانية من مكانها القديم بين دول التخلف الكروي إلى كرة تستحق الأحترام والتقدير. وبالعودة إلى أصل التجنيس ..نجد ان المسئولين بطرفي القمة ..لجأوا إلى تجنيس الأجانب بعد أن وجدوا تعنتا واضحا من قبل المسئولين بالإتحاد العام إزاء مطلب عادل برفع عدد الأجانب إلى خمسة لاعبين بدلا عن ثلاثة مع الأحتفاظ بحق الإتحاد في تحديد عدد الأجانب الذين يحق لهم المشاركة بالمنافسة المحلية (الدوري الممتاز)! كان التجنيس هو الحل الأمثل لرفع عدد الأجانب إلى أكثر من ثلاثة لاعبين ويسند هذا الحل قناعة راسخة عن المسئولين بالقمة حول الأمر ..فكلما زاد عدد الأجانب زاد أحتمال تحقيق البطولات الخارجية ..إستنادا على طموح الأجنبي وسعيه المستمر لتحقيق البطولات والتقدم إلى الأمام. الأمر سادتي يحتاج إلى وقفة من جديد ..ومراجعة مسيرة تجنيس الأجانب وتقييم مردودها على الكرة السودانية وتحديدا المنتخب الوطني وإنعكاساتها الموجبة والسالبة ومن ثم الإتفاق بشكل جماعي على قواعد تحكم عملية التجنيس بما يتوافق والمصلحة العامة.