كشف مصدر عسكري رفيع المستوى من داخل القوات المسلحة ل (آخر لحظة) أمس أن ما تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات عن اتفاق بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية والحكومة الأثيوبية بسحب القوات المسلحة السودانية من «أبيي» وسحب جيش الحركة الشعبية إلى حدود عام 1956م لا أساس له من الصحة حيث لم يتم اتفاق أصلاً ليكون ملزماً بانسحاب القوات المسلحة.وذكرت مصادر(آخر لحظة) في الدوائر العسكرية العليا أن المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية لم يعلن عن اتفاق تم حول هذا الأمر بل قطع ببقاء القوات المسلحة بأبيي وعدم انسحابها طالما أنها شمالية.وعلمت (آخر لحظة) من مصادر في العاصمة الأثيوبية أن اجتماع الرئيس البشير برئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي طرح فيه الأخيران مقترحاً يقضي بانسحاب القوات المسلحة من منطقة «أبيي» على أن تنسحب قوات الحركة الشعبية إلى ما وراء حدود عام 1956م مع نشر قوات أثيوبية لحفظ الأمن في المنطقة إلا أن الرئيس البشير رفض هذا المقترح منذ البداية وقال للرئيسين زيناوي وأمبيكي إنه غير مستعد لسحب جندي واحد من «أبيي» وإن سيطرة الجيش السوداني على الأوضاع في «أبيي» أمر طبيعي لأنها شمالية وسوف تظل شمالية وإن الشعب الآن ملتحم تماماً مع القوات المسلحة وإن الإرادة السودانية أجمعت على هذا الأمر بما لا يدع مجالاً للتراجع عنه.ونقلت مصادر (آخر لحظة) أن وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تجلس في قاعة قريبة من قاعة التفاوض في انتظار الإعلان عن اتفاق بذلك المعنى إلا أن انتظارها لم يثمر عن شيء حيث إن «البشير» قال للمجتمعين معه إن الوزيرة الأمريكية التي تنتظر مثل هذا القرار سيطول انتظارها لأن التفاوض يمكن أن يجري حول أي مناهج للحل السياسي بعيداً عن الانسحاب من «أبيي» مثل بحث تشكيل إدارية مختصة بالخدمات أو غير ذلك. وقالت مصادر(آخر لحظة) إن هناك مشاورات تجري الآن حول انتشار القوات الأثيوبية لكن لم يتم اتفاق حول خطوة معينة، خاصة وأن هناك اجتماعاً بين الحكومة والحركة الشعبية في الخامس عشر من الشهر الجاري.وحذر مصدر(آخر لحظة) العسكري الرفيع من أن احتفاظ الجيش الشعبي بضباط وصف وجنود من جنسيات أخرى (شمالية) قد يحول دون الاعتراف بدولة الجنوب الوليدة، مؤكداً في ذات الوقت أن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لاستيعاب كل من أبناء مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق المنتمين للجيش الشعبي والذين يزيد عددهم عن الثلاثين ألف مجند، في القوات المسلحة مشدداً على ضرورة إسراع الجيش الشعبي في تسريحهم من صفوفه خاصة وأن القوات المسلحة السودانية قد أوفت بالتزامها في اتفاقية السلام الشامل مع إنفاذ سياسة الدولة القاضية بتسريح أبناء الولاياتالجنوبية من صفوفها بعد أن أصبحوا (أجانب) رسمياً بعد إعلان نتيجة الاستفتاء والترتيب لفصل الجنوب وإعلان الدولة الجديدة في التاسع من يوليو القادم. وأكدت المصادر استعداد قوت البونميس للانسحاب إلا أنها قالت إن الأعراف والقوانين الدولية تؤكد على تركها لعتادها من معدات وأدوات في الدولة المعنية وتسحب فقط الجنود بعتادهم الشخصي.