حذرت قيادات القوى السياسية بجنوب كردفان الحكومة من الوقوع في حبائل مخطط الحركة الشعبية الهادف لإنهاك المؤتمر الوطني عبر انتهاج سياسة شد الأطراف وإشعال الحرائق فيها واصفين أحداث الولاية بالمغامرة العسكرية الطائشة من قبل الحركة. وكشفت عن مخطط غربي تنصيري لمحاربة الإسلام بجبال النوبة.وشددت القيادات في ندوة سياسية أقيمت بصحيفة القوات المسلحة أمس تحت عنوان «جنوب كردفان الواقع والمآلات» على ضرورة وقف إطلاق النار وتشكيل لجان تحقيق لمحاسبة المتورطين في الأحداث وعقد مؤتمر جامع شبيه بالدوحة لأبناء الولاية واستيعاب القوى السياسية في أطروحة الحل لإعادة الأوضاع الى سيرتها الأولى بجانب التأكد من منع تسليح المجموعات غير النظامية بالولاية لتلافي تكرار الأحداث مرة أخرى. نزع فتيل الازمة وطالب الأستاذ مكي علي بلايل رئيس حزب العدالة بضرورة الإسراع في نزع فتيل الأزمة وعدم خلط وإدخال البعد الإثني والقبلي في أحداث جنوب كردفان لتلافي الدخول في خطر الحرب الأهلية مشيراً الى أهمية دراسة كافة المراحل التي مرت بها الولاية منذ توقيع اتفاقية نيفاشا بجانب الخطاب الإعلامي للشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بشأن قضايا الولاية منوهاً الى أنه تناول البعد الإثني الذي قال إنه ترك انطباعات سالبة للمجموعات السكانية بالولاية.وأبان بلايل أن الشريكين طيلة حكمهما خلال الفترة الانتقالية لم يتمكنا من إقامة دولة القانون لافتاً النظر الى وجود مناطق تتبع للحركة لم يتمكن المؤتمر الوطني من زيارتها بجانب دخول عوامل العلاقة بين الشمال والجنوب. احتضان النوبة للحرب ووصف بلايل الخطوة التي قام بها الجنرال عبد العزيز الحلو بالولاية بالانتحارية مطالباً بضرورة معالجة أوضاع منتسبي الجيش الشعبي بدون إدخال أي أجندة سياسية لافتاً النظر الى أن سياسة المناطق المغلقة مخططات كنسية صليبية تهدف لمحاربة الإسلام في جبال النوبة مشيراً في ذات الوقت الى أن الحركة تسعى لاحتضان مقاتلي جبال النوبة في صفوفها الى ما بعد الانفصال تحسباً لعودة الحرب مع الشمال واصفاً برتكول جنوب كردفان بالفاشل باعتباره لم يعط أي ميزات إضافية للإقليم أسوة بباقي الولايات الأخرى. طبق من ذهب فيما شدد باكو تالي رئيس الحزب القومي المتحد على ضرورة حل أزمة جنوب كردفان في أقرب وقت معتبراً أن إطالة أمدها يمنح القوى الساعية لتفتيت السودان الفرصة في طبق من ذهب لافتاً النظر الى أنهم طالبوا قيادة الحركة في جوبا بإيجاد رؤية واضحة لمعالجة قضية جبال النوبة والنيل الأزرق قبل التاسع من يوليو منعاً لعودة الحرب مع الشمال منوهاً الى أن قيادات الحركة بدلاً من حل القضية قامت باعتقال تلفون كوكو بحجة أنه أصبح شمالياً إسلامياً ولا يمثل جبال النوبة وطالب باكو بضرورة وقف إطلاق النار والتعجيل ببدء حوار شمالي شمالي حول القضايا الخلافية من أجل التأسيس للقومية السودانية في الدولة الجديدة والإسراع في عقد مؤتمر جامع لأبناء الولاية لإيجاد صيغة للتعايش السلمي بين مكونات المنطقة. بعد اقتصادي فيما شدد د. صديق تاور كافي القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي على أهمية الفصل بين السلوك الذي قام به عبد العزيز الحلو وبين قيادات الحركة الشعبية الرافضين لما حدث بالولاية مطالباً بضرورة سد الثغرات أمام التدخل الأجنبي والإبقاء على ما أسماه بالحالة الدرافورية وعدم السماح بإفلات ملف جنوب كردفان من أيدي الوطنيين لكن د. عيسى أبكر ممثل مركز دراسات السلام بجامعة الدلنج أكد أن ولاية جنوب كردفان تتبع الى عدة نقاط أهمها محاذاتها لأطول شريط حدودي مع الجنوب واحتواؤها على معادن هائلة توجد بكميات تجارية في المنطقة لافتاً النظر الى ضرورة مراعاة كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية للحفاظ على استقرار الأمن في الولاية وعلى مكوناتها الاجتماعية.