أمست ود مدني حزينة كئيبة وهي تتابع ببالغ الأسى والأسف ذلك الشجار الذي اندلع عبر حلبة الصحف بين ابنيها سيد سليم والديبة.. ولأن ود مدني حقيقة هي أمهما الحنون التي انجبتهما وأرضعتهما من ثديها ورعتهما حتى استقام عودهما.. ولأنها أيضاً تحبهما وتحنو عليهما معاً ولا تفضل أحدهما على الآخر.. فقد انفطر قلبها وتقرح كبدها حزناً على ما جرى من عراك صحفي بين الطرفين.. ولسان حالها يقول: ما عافية ولا راضية عنكما يا فلذتي كبدي إن لم تكفا عن التراشق بالتصريحات الساخنة والكلمات المفخخة التي لا تشبهكما مطلقاً. صحيح أن وقع أبعاد سيد سليم عن مرافقة المنتخب الأولمبي كان قاسياً عليه ومؤلماً للوسط الرياضي عامة الذي نسج بعضه حبلاً من الاتهامات أطاحت بعنق الديبة إلا أن كل من يعرف الديبة جيداً عن قرب ويغوص في أعماق محيطه الإنساني بعيداً عن مظهر الشقاوة وعشق الصدام وإطلاق العبارات الساخرة سيجده بلا شك صاحب قلب طيب ناصع البياض لامكان فيه لكمائن الحقد ولا ترسبات الحسد لذلك فهو أبعد ما يكون عن الترصد بأستاذه وشقيقه الأكبر سيد سليم.. بل على العكس فهو يكن له وداً واحتراماً خاصاً لأبعد الحدود. وأكيد أن أصابع الاتهام تلك قد «ضهبت» الطريق وأغفلت الإشارة للمتهم الأساسي بإبعاد أبو السيد وهو الاتحاد العام الذي يملك لوحده سلطة اختيار واعفاء مدربي المنتخبات الوطنية وليس الديبة.. والدليل على ذلك أن أحد كبار مسؤوليه قال بعضمة لسانه إن سيد سليم ليس مديراً فنياً ولا مدرباً ولذا فإن سفره غير ضروري ومع أنه حاول عبثاً تبرير القرار وإقناع الناس إلا أن الأمر كان بمثابة العذر الأقبح من الذنب. عموماً نأمل أن يتجاوز أبوالسيد والديبة وبمعيتهم عبد العال ساتي ما حدث من تفلتات هنا وهناك ويعملوا على إطفاء نار الخلاف التي اشتعلت في أوراق الصحف الأيام الماضية على الأقل حتى يكسبوا عفو ورضا أمهم ود مدني التي ترنو إليهم بقلب كسير. متفرقات. عاد جمهور سيد الأتيام من جديد محتشداً بكثافة في ملعبه وهو يؤازر ويتابع عن كثب إعداد فريقه الجاد بقيادة الخبير سيد سليم تاهباً لخوض تأهيلي الممتاز.. وبعودة جمهور الأهلي الوفي عادت العافية لجسد الفريق خاصة بعد نجاح مجلس الإدارة في ضم مجموعة من اللاعبين المتميزين في التسجيلات الأخيرة.. الأمر الذي أشاع الطمأنينة في قلوب الأهلاوية باقتراب عودة سيد الأتيام لموقعه الطبيعي في الممتاز. نجح مجس إدارة الرومان في إقامة معسكر مثالي لفريق الاتحاد بدولة اريتريا في محاولة لبث روح جديدة في أوساط اللاعبين وهم مقبلون على أخطر مشوار في الدورة الثانية للممتاز لتجاوز مناطق الخطورة بالذيلية ونيل مركز متقدم في الترتيب يليق بمكانة النادي العريق. أما أفيال الجزيرة فنقولها صراحة إن إعدادهم غير مطمئن بعد أن انطلق متأخرا بعض الشئ وسط غياب بعض اللاعبين اضافة لتأخر حضور مدربه المصري محمد كمون الذي وصل أمس الأول يادوب مع أنه يعلم تماماً العلم أن الفريق يحتاج لإعداد مضاعف بعد أن تدحرج مركزه وساءت نتائجه منذ أن تولى تدريبه.. وعلى رأي المثل «جابو فزع بقى وجع».