أكد اللواء«م» إبراهيم نايل إيدام أن الإنقاذ لم تكن في أجنداتها فصل الجنوب وإراقة الدماء وقال إن الإنقاذ انتهت عام 1993م، وجاءت مجموعة ثانية لديها أجندتها وأضاف أيجابيات الإنقاذ كثيرة جداً لكن السلبيات لا تخطر بالبال إطلاقا، وكشف عن دوره عندما كان رئيساً لجهاز الأمن وقال لم أكن مخول بسلطة الاعتقال أو التوقيف ولا حتى الجهاز، وأردف كانت هناك لجنة مكونة من مجموعة في الجهاز و الاستخبارات والشرطة و كان منوطاً بها التحقق من أي اسم يرد إليهم وأوضح أن صلاحيات هذه اللجنة تصل للمحاكمات والتعذيب، وأكد أن سياسة الأمن في عهد الديمقراطية أضرت بحكومة الصادق، وأشار بأنه إذا كان لديها حق الاعتقال والتوقيف لما جاءت الإنقاذ وكان سيتم اكتشاف الانقلاب، واتهم المدنيين الذين يسيطرون على الحكم بأنهم لا ينظرون بقومية ويقصرون نظرهم على الجهة التي ينتمون لها. حدثنا عن النشأة والميلاد؟ - الميلاد الحقيقي25/5/1942م بالأبيض، درست في الأبيض ثم سودري ثم الأبيض مرة أخرى ثم معهد بخت الرضا ثم مدرسة خور طقت الثانوية ثم معهد شمبات الزراعي ثم الكلية الحربية وتخرجت في 5/11/1967 برتبة الملازم.. وكان والدي عسكرياً وعشت في بيئة عسكرية رغم أن والدي رفض أن التحق بالعسكرية، ولكن هذه كانت رغبتي. ما هي ميولك السياسية وقتها؟ - كانت علاقتي بالحركة الإسلامية منذ دراستي في خور طقت، حيث كانت تسمى بالإخوان المسلمين و كان معنا مهدي إبراهيم حيث كان رئيس الحركة. متى بدأت علاقتك بالإنقاذ؟ - بدأت من 1984م وحتى 1987م و كان الرئيس البشير هو رئيس الحركة الإسلامية بالنسبة للضباط، ومعنا عثمان أحمد حسن، ومن المدنيين أحمد علي الفشاشوية. وهل كانت لكم علاقة بدكتور الترابي، وهل كنتم تجتمعون به؟ - إطلاقاً لم يكن له علاقة بنا، و كانت بداية معرفتي بالترابي عندما كنا طلبة في معهد شمبات الزراعي وجاء وأقام ندوة أو ندوتين حتى جاءت معرفتي به بعد 30 يونيو 1989. يقال بأنه هو مخطط الانقلاب فكيف لم تلتقوا به وأنتم كنتم تمثلون الضباط الإسلاميين بالجيش؟ - نحن كنا مقسمين على خلايا وهذه الخلايا لم تلتقِ مع بعضها أو تعرف بعضها إلا وقت تنفيذ الانقلاب وأنا كنت ضمن خلية الرئيس البشير. وهل كنت تعرف أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين أعلن عنهم عقب تنفيذ الانقلاب؟ - عثمان وعمر البشير كانا معروفين لي ، ولكنني لم أكن أعرف البقية إلا وقت التنفيذ. وما هو دورك في يوم 30 يونيو؟ - دوري كان قبل يوم 30 و كانت مهمتي جمع المعلومات. وبعد 30 يونيو؟ -استلمت جهاز الأمن لأني أساساً كنت انتمي إليه، ثم بعد ذلك تقلدت وزارة الشباب والرياضة ثم وزارة الاتصالات والسياحة وفي 17 يوليو 94 جاءت نهايتي مع الإنقاذ و تقاعدت عن العمل.. مقاطعة.. لماذا تقاعدت؟ - يعتبر المدنيون أن العسكريين دورهم قد انتهى وعلى هذا الأساس نزلنا المعاش. لكن الرئيس هو القائد وهو عسكري فلماذا أنتم تحديداً؟ - معليش.. هذا السؤال موجه للرئيس عن لماذا اخترت هؤلاء وتركت إخوانك العسكريين. حدثنا عن فترتك في جهاز الأمن قبل الإنقاذ وكيف تم تعيينك فيه، وهل كانت لك علاقة بحزب الأمة كما يشاع؟ - كان اختيارنا للجهاز اختياراً شخصياً من أخونا الهادي بشرى الذي كان رئيساً للجهاز، وقد جاء اختيار الهادي لأنه من الذين أشرفوا على حل جهاز مايو، وخلال فترة الصادق المهدي كان مستشار الجهاز عبد الرحمن فرح ومديره الهادي بشرى وأنا كنت أعمل في فرع التفتيش، فتم اختاري ومعي بعض الضباط للعمل في الجهاز وكانت سلطات الجهاز مع الأسف الشديد محصورة، حيث لم نكن نملك حق الاعتقال والتوقيف.. وهذا كان بناءً على رغبة السياسيين و يمكن أن أقول إن هذا أضر بحكومة الصادق المهدي، فلو كان لدينا حق الاعتقال والتوقيف لما جاءت الإنقاذ وكان سيتم اكتشاف الانقلاب. كيف كان يتم الاتصال بينك ومجموعة البشير خلال عملك بالجهاز؟ - انقطعت صلتي بهم لأنهم افتكروا أن الجهاز ينتمي لحزب الأمة، و تحسباً لاي طارئ أوقفوا التعامل معي من ناحية أمنية.. لكن بعد ذلك اتصلوا بي.. ومؤخراً بعد قيام الانقلاب عرفت ذلك، أي أنهم خونوني وأنا لست بخائن. لكنك قلت إنك كنت تزودهم بالمعلومات؟ - لقد أخذوا المعلومة التي يريدونها منذ وقت مبكر. هل تفأجات بأنك من أعضاء مجلس قيادة الثورة؟ - لا لم أُفاجأ، فلقد اتصلوا بزوج أختي وهو عميد في المظلات اسمه عمر عجبنا.. وهو بدوره اتصل بي وطلبت منه أن يأخذني للقيادة العامة، وكان الرئيس في مكتب العمليات ومجرد أن رأني أخبرني أن أذهب وأنوِّر ناس الجهاز وأني أصبحت من قادة قيادة الثورة. متى تم تعيينك رئيساً للجهاز؟ - ترأست الجهاز من 30 يونيو 1989م وحتى 13/11/1989. كيف قضيت فترة رئاستك للجهاز؟ - كانت من أصعب الفترات لسبب واحد هو أن الجهاز القديم لم يكن يملك سلطات الإيقاف والاعتقال، وفي أول يوم استدعانا الأخ الرئيس أنا ومعي الأخ إبراهيم السنوسي و كان نائب المدير.. وطلب منا أن لا يتصرف أحد في الجهاز إلا بعد الرجوع إليه، و كان من المفترض أن تدخل مجموعة للعمل في الجهاز، وقلنا له إذا كنت ترفض انضمام هذه المجموعة فأنت تشك بنا ومن الأفضل لنا أن نذهب، ولكنه في النهاية سمح بانضمامهم. هل كان لدى هذه المجموعة أي انتماء سياسي و لذلك رفضهم الرئيس؟ - كلا، كانوا نظيفين ولا يوجد لديهم أي انتماء سياسي. ومن أين أتيتم بهذه المجموعة النظيفة للعمل كضباط في الجهاز؟ - كانوا طلاباً في الثانوي أردناهم أن يعملوا معنا.. أصلاً الضباط الذين كانوا يعملون معنا جاءوا من الشرطة ومن الجيش وجزء منهم عمل أيام نميري. عرفت الإنقاذ في بداياتها في المجال الأمني بإنشاء بيوت الأشباح وأنت أول من ترأس جهاز الأمن، متى بدأتم إنشاء هذه البيوت ؟ - خلال فترتي لم تكن هذه البيوت موجودة، إلا بعد خروجي من الجهاز لأنني لم أكن مخولاً بسلطة الاعتقال أو التوقيف ولا حتى الجهاز.. فقد تكونت لجنة من مجموعة من الجهاز ومجموعة من الاستخبارات والشرطة.. وكان منوطاً بها التحقق من أي اسم يرد إليهم والتحقق من هذه الأسماء، وربما تصل صلاحياتهم لمحاكمتهم وتعذيبهم . من كان يرأس هذه المجموعة؟ - هذه المجموعة كما قلت لكِ تتكون من مجموعة من ضباط الاستخبارات والشرطة والجيش.. ولم يكن لها رئيس حتى لا تحدث شبهة.. فبيوت الأشباح جاءت بعد مغادرتي.