عاد صباح أمس للبلاد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية قادماً من الصين بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام أجرى خلالها مباحثات مكثفة مع الرئيس الصيني هوجنتاو وطاقم حكومته وتركزت المباحثات على مستقبل العلاقة بين بكينوالخرطوم بعد التاسع من يوليو وسبل تطويرها ووقع الجانبان الصيني والسوداني على اتفاقيات إستراتيجية طويلة الأمد شملت مجالات التعدين والنفط والزراعة وكان في استقبال رئيس الجمهورية بمطار الخرطوم كل من الفريق مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع ود. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة. وشنّ البشير هجوماً عنيفاً على من أسماهم بالأعداء والمُتربصين بالبلاد وقال: إنّهم سعوا لعرقلة زيارته للصين لكنّهم فشلوا في ذلك مشيراً إلى أنها كانت أنجح زيارة لرئيس دولة لبلادهم بشهادة الشعب الصيني وكشف البشير عقب أدائه لصلاة الجمعة وسط هتافات داوية من المصلين بمسجد النور بكوبر عن تطابق رؤاهم ومطالبهم مع خطاب الرئيس الصيني هوجنتاو وتأكيداته المباشرة بعدم تأثر علاقاتهم مع السودان بأي مواقف داخلية أو خارجية واصفاً حديث هوجنتاو بأنه رسالة للعالم وللذين يظنون أن التاسع من يوليو يمثل يوماً فارقاً قد يؤدي لتفتيت السودان مبيناً أن الزيارة أغاظت الأعداء وبرهنت لهم بأن السودان سيتقدم الى الأمام رغم كيدهم ومؤامراتهم الفاشلة.وفي ذات السياق أرجع وزير الخارجية على كرتي في تصريحات صحفية عقب وصول الرئيس لمطار الخرطوم أسباب تأخر وصول طائرة البشير لدولة الصين لحدوث خطأ فني يتعلّق بإذن العبور لمكان ودخول وخروج الطائرات، مشيراً إلى استحالة إصلاح الخطأ وطائرة الرئيس معلقة في الهواء موضحاً أن الأمر يتطلب عودة الطائرة وإعداد ممر آمن آخر للعبور ونفى كرتي بشدة وجود أية دوافع أو ضغوط سياسية مورست على دولة تركمانستان لعرقلة طائرة الرئيس أو منعها من العبور للصين واصفاً في ذات الوقت زيارة البشير إلى بكين بأنها تمثل تطوراً كبيراً في تاريخ العلاقة بين البلدين مؤكداً أن الاتفاقيات التي أبرمت بين الطرفين بمثابة مؤشرات لسياسة إستراتيجية طويلة الأمد خاصة فيما يتعلق بجوانب الاقتصاد والصحة والتعليم والإعلام وأشار كرتي إلى أن الصين قدمت للخرطوم التزاماً قوياً بعدم تأثر علاقتها مع السودان بأي أوضاع داخلية أو مواقف دولية. ومن جهته كشف وزير الزراعة عبدالحليم المتعافي عن اتجاه لابتعاث بكين لشركات صينية لتطوير مجالات التعدين والزراعة في السودان مشيراً إلى أن القيادة الصينية أكدت رغبتها في توسيع دائرة التعاون النفطي والإعداد لشراكة في التنقيب عن البترول في مربعات إضافية لزيادة الإنتاج النفطي في شمال السودان.