حذّر قادة سياسيون وخبراء ومختصون من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بالجنوب حال اختيار شعبه للانفصال وأشاروا إلى أن الانفصال يعتبر مهدداً لكافة الدول الأفريقية والأمن والسلم العالميين وطالبوا القوى السياسية والنخب والشعب بالانتباه لمخاطر الانفصال والعمل باجتهاد لتحقيق الوحدة مشيرين إلى أن الانفصال سيكون (فايروس) يصيب الدول الأفريقية ويجعلها تتمزق بعد أن تسبح في حمامات الدماء. وطالب القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور عبد الرحمن إبراهيم الخليفة في ندوة (الوحدة والانفصال بين رؤى الاستراتيجية والمواقف المرحلية) التي نظمتها أمانة الشؤون السياسية والتعبئة بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم أمس طالب بضرورة تناول قضايا الوحدة والانفصال بالجدية والموضوعية وحذّر من الطرح الهلامي الذي لا يليق بهذه القضية الحساسة مبيناً أن هناك أخطاء تسبب فيها قادة سياسيون في الشمال والجنوب ونبّه قيادات الحركة الشعبية الذين ينادون بالانفصال إلى عدم الخلط بين الرؤى الإستراتيجية والخيارات المرحلية موضحاً أن التنوع والتعدد يعتبران مصدر قوة مثلما هو الآن في أمريكا وقال إذا كانت المغايرة والتعدد سبباً لانفصال الجنوب فإن الجنوب نفسه فيه (200) لغة و (80) قبيلة، مشيراً إلى أن انفصال الجنوب مهدد لكل أفريقيا والأمن والسلم العالميين وانتقد الخليفة غياب التنمية في الجنوب واستشراء الفساد والقبلية والمحسوبية مؤكداً أن الاستفتاء لن يكون كما كانت الانتخابات وأن السودان سيظل موحداً، موضحاً أن الذين يتحدثون عن تطبيق الكونفدرالية يشوهون الحقائق. وفي السياق وجّه البروفيسور ديفد ديشان رئيس الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان انتقادات عنيفة للحركة الشعبية وقال إنها تسببت في القبلية واستشرى في عهدها الفساد وقال إن الجنوب يعاني من الجوع ونقص حاد في خدمات الصحة والتعليم والمياه وكافة الخدمات الأساسية وتساءل كيف يقدم هؤلاء على الاستفتاء ويختارون الانفصال، مؤكداً أهمية الوحدة وتغيير المفاهيم والذهنية القديمة محذراً من الانفصال الذي وصفه بالفايروس الذي يمزق القارة. وفي الاتجاه ذاته أكد العميد أمن معاش حسن بيومي خطورة انفصال الجنوب على الأمن القومي للقارة ودول الجوار وعدد من الدول العظمى وخاصة أمريكا التي تعتبر أن أمنها القومي لا حدود له وأن السودان بالنسبة لها احتياطي إستراتيجي مؤكداً أهمية الوحدة بالنسبة للشمال والجنوب فيما أرجع القيادي بالحركة الشعبية معتصم حاكم أسباب اتجاه شعب الجنوب لسياسات المركز والمؤتمر الوطني الذي قال إنه ظل ينقض العهود والمواثيق موضحاً أن الحركة الشعبية مع الوحدة لكن على أسس جديدة لكن القيادي الجنوبي جون داك انتقد إدارة الحركة للجنوب وأشار الى الفساد والظلم والقهر والتدهور الأمني والمحسوبية حتى في التنمية وطالب بتوعية المواطن بقضية الاستفتاء ومخاطرها لأنه لا يفرق بين الاستفتاء والانتخابات.